قبيل ساعات من وفاته.. الدكتور محمد إبراهيم منصور روى لـ«الوطن» كواليس 9 أعوام قضاها فى «أروقة الحكم»

كتب: محمد مجدى

قبيل ساعات من وفاته.. الدكتور محمد إبراهيم منصور روى لـ«الوطن» كواليس 9 أعوام قضاها فى «أروقة الحكم»

قبيل ساعات من وفاته.. الدكتور محمد إبراهيم منصور روى لـ«الوطن» كواليس 9 أعوام قضاها فى «أروقة الحكم»

قبيل ساعات من وفاته فتح خزائن أسراره عن أكثر من 9 أعوام عاشها داخل أروقة الحكم، ممثلاً فى رئاسة مجلس الوزراء، حيث كان العقل المفكر للمستقبل منذ تأسيسها مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالمجلس، وحتى تربع الإخوان على عرش مصر، فيما سماه بـ«عام الرمادة»، ليعزلوه عن منصبه الذى اعتادت دوائر صنع القرار بالدولة الرجوع إليه لاستنباط المستقبل، ورسم الطرق التى قد يلجأ إليها متخذ القرار بما فيه النفع للوطن، هو الدكتور محمد إبراهيم منصور، مؤسس مركز الدراسات المستقبلية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الذى وافته المنية مطلع الأسبوع الماضى. «منصور» كشف، فى حواره لـ«الوطن»، عن تقديم «الدراسات المستقبلية» دراسة عن استغلال موقع مصر الجغرافى تضمنت مشروع ازدواج قناة السويس، والمشروعات التنموية لإقليمها لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور أحمد نظيف، لكنه لم يستجب، مردفاً: «لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى حقق حلمنا فيها».

 {long_qoute_1}

■ ترأست مركز الدراسات المستقبلية بمجلس الوزراء منذ عام 2003 حتى إزاحة جماعة الإخوان لك عن منصبك؛ ما أهم ما أنجزتموه خلال تلك الفترة؟

- خرجنا برؤية لمصر حتى عام 2030، واقترحنا مشروعات خاصة بالطاقة، وكيفية إمكانية استغلال الطاقة المتجددة لحل أزمة الكهرباء، وتصدير من 7 إلى 10% من احتياجات أوروبا من الكهرباء بحلول 2050، كما اقترحنا رؤية لتطوير قناة السويس لتصبح إقليماً وقطباً تنموياً، وليس مجرد «معبر» لعبور السفن، واقترحنا فى تلك الفترة حفر قناة موازية لها.

■ ومتى كان ذلك؟

- فى عام 2007.

■ وماذا كانت رؤيتكم لهذا الأمر؟

- منح الله مصر موقعاً من أحسن المواقع التى يحتلها بلد فى العالم، ولكن موقعنا هذا ليس له قيمة اقتصادية نظراً لعدم استغلاله، ومن ثم أردنا تغيير هذا الأمر لنستغله كما استغلت سنغافورة موقعها فى جنوب شرق آسيا لتصبح مركزاً للتجارة العالمية، ومركزاً للخدمات اللوجستية، علماً بأن موقع مصر يفوق هذا الموقع، وموقع جبل على بدبى بمراحل عدة، بما يجعل استغلاله مورداً مهماً للدولة المصرية. {left_qoute_1}

■ وما رؤيتكم العلمية لهذا الأمر؟

- حركة التجارة العالمية تزداد بمرور الوقت، وخاصةً حركة التجارة من جنوب شرق آسيا والصين، ولك أن تعلم أن الدراسات والتوقعات العلمية تؤكد أن 70% من حركة التجارة العالمية ستعبر من قناة السويس بحلول عام 2030، وأن 30% من تجارة دولة كبرى بحجم الصين ستعبر من القناة، لذا فإن القناة تتضاعف أهميتها، ولا بد من مواكبة التطور العالمى حتى تحقق تلك التوقعات، فنحن نحتاج لتطوير المنطقة، والموانئ الموجودة بمصر، خاصة موانئ البحر الأحمر، وكان من الأهمية بمكان حفر القناة الموازية للقناة القديمة.

■ ولماذا فى رأيك كان من المهم حفر القناة الجديدة وتعميق القناة القديمة؟

- لأن ذلك سيحقق فائدة هائلة، فالسفن أصبحت تعبر قناة السويس فى ثلاث ساعات فقط بدلاً من 12 ساعة، مع العلم أن الانتظار مكلف بالنسبة للسفينة، نظراً لضياع وقت ممكن استغلاله فى رحلتها، وزيادة عدد تلك الرحلات، والبضائع المنقولة عليها، كما كانت القناة تتسع لسفن صغيرة نسبياً، ولكن تعميقها أتاح دخول حاويات عملاقة أشبه بـ«مدن متحركة» فى البحار والمحيطات لتسير فيها، ومن ثم كان ذلك تطوراً لا بد منه، وأعتقد أن استمرار مشروعات التطوير سيكون له فوائد كثيرة على الدولة المصرية.

■ تقول إنكم قدمتم تلك الدراسة فى عام 2007، فلماذا لم تنفذ حينها؟

- نعم، وتلك الدراسة مودعة بمكتبة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وأرسلنا وقتها نسخة من المشروع لرئيس الوزراء وقتها الدكتور أحمد نظيف، ولكن شاء الله أن ينفذ الرئيس عبدالفتاح السيسى حلمنا على أرض الواقع، فالدراسة تحمل عنوان «الاستغلال الأمثل لموقع مصر الجغرافى»، وينبغى أن تكون نسخة منها قد ذهبت لرئيس الوزراء، وأنا غير مسئول عن اليد الأخيرة التى تسلمت تلك الدراسة.

■ تتحدث عن إعداد رؤية مصر 2030 منذ أعوام، فما تحقق منها؟ وما الفارق بينها وبين رؤية وزارة التخطيط لهذا الأمر؟

- علينا ألا نحاسب الرئيس السيسى ونظامه الجديد على أشياء لم تكن فى أيديهم، فنحن انتهينا من تلك الرؤية عام 2006، وأخذنا فى تطويرها حتى عام 2011، وهى تختلف عن رؤية وزارة التخطيط، لكنى أقول لك إننا توقعنا فيها 4 سيناريوهات للحكم بعد المرحلة الانتقالية، وكان من بينها وصول الإسلاميين وجماعة الإخوان للحكم.

■ وهل تحقق ما كنتم تتوقعونه خلالها؟

- نعم، فأنا أستطيع أن أسمى العام الذى استولوا فيه على الحكم بـ«عام الرمادة»، بدءاً من التضييق على الحريات، والتسلط، والاستحواذ، والتمهيد لاستلاب هوية مصر الوطنية، والتمهيد لإنهاء فكرة الدولة الوطنية، والتهاون فى فكرة الوطنية المصرية، وتسليم الأرض والوطن، فضلاً عن الممارسات غير الديمقراطية فى الحياة السياسية، والمعاملات المعادية للمواطنة، وحقوق الأقليات، وتوقعنا هذا الأمر خلال فترة الحكم الإسلامى لمصر.

وأعتقد أن هذا السيناريو استفز جماعة الإخوان، وبالتالى كنت على يقين أنهم لن يرحبوا بفكرة بقاء مركز الدراسات المستقبلية بمجلس الوزراء، ولكننا تركنا أعمالاً من الممكن أن تكون مفيدة للدولة المصرية مثل مستقبل الطاقة. {left_qoute_2}

■ وما فحوى تلك الدراسة؟

- عملنا فيها مع مستشار الرئيس السيسى حالياً الدكتور هانى النقراشى، وربطنا حينها بمراكز الدراسات الألمانية، ودراسات أوروبية، ومن هنا خرجنا بأننا يمكننا أن نصدر احتياجات القارة الأوروبية من الطاقة مستقبلاً حتى نصل من 7 إلى 10% من احتياجاتهم بحلول عام 2050، وذلك عبر الطاقة الشمسية.

■ تعرضت مصر مؤخراً لموجة هائلة من السيول فى محافظتى الإسكندرية والبحيرة بما ربطه البعض بـ«تغير المناخ»؛ فهل كان لكم إسهام فى هذا الأمر بدراسات لها رؤية مستقبلية؟

- نعم، درسنا تأثيرها على الزراعة المصرية، وقلنا إن هناك مخاطر لتغيرات المناخ ستؤثر على الاقتصاد الزراعى المصرى عبر التصاعد التدريجى لدرجة الحرارة حتى 2050، مع زيادة مياه البحر لتأخذ كمية كبيرة من أراضى الدلتا مثل محافظة كفر الشيخ، ورشيد، وشرق الإسكندرية، وقدمنا مقترحات جيدة فى هذا الأمر.

■ مثل ماذا؟

- اخترنا أن نربط أشياء كثيرة ببعضها البعض، فكما ربطنا مشروع قناة السويس والتنمية فى القناة وسيناء، اقترحنا حفر أنفاق تصل بين شرق الدلتا وسيناء، من 6 إلى 8 أنفاق كنوع من التنمية التكاملية، مما يؤدى لتطوير صناعات معينة جديدة فى سيناء، ومنها تطوير ميناء شرق بورسعيد الذى بدأت الدولة به مؤخراً، ففكرنا هل نستطيع أن نخلق فى سيناء دلتا جديدة نهجر إليها فائض السكان الزراعيين الذين سيهجرون من أراضيهم نتيجة غرقها بمياه البحر بعد حدوث التغيرات المناخية.

■ وهل كان لديكم توقع حول الأعداد الوارد تأثرها بهذا الأمر؟

- توقعنا أن يكونوا من 7 إلى 10 ملايين مواطن يلجأون للهجرات البيئية بعد حدوث التغيرات المناخية، ومن هنا رأينا ضرورة عمل دلتا جديدة فى سيناء تستقبل هؤلاء المزارعين.

■ وهل تعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى فكر فى ذلك حينما بدء حفر الأنفاق لوصل سيناء بالدلتا؟

- بدأنا نفكر جدياً فى موضوع الأنفاق فى سيناء، وأمر مهم هو ربط الاتصال بين وادى النيل وسيناء، فإحدى مشاكلنا أن سيناء كانت تغرد فى وادٍ ونحن نغرد فى وادٍ آخر، فالمشروعات التكاملية والتنمية هناك ستستقطب عمالة من وادى النيل، وهو أمر مهم لاستمرار تنمية سيناء.

■ وهل استنبطتم شيئاً للمستقبل فى مجال الصناعة؟

- كانت لنا دراسة واعدة فى هذا المجال، فقلنا إننا لو ركزنا على صناعات بعينها حتى عام 2030 لنحقق بها طفرة كبيرة لنقل مصر من مرتبة أدنى إلى مستوى أعلى، وذلك عبر الصناعات التى قد توجد لدينا ميزة نسبية فيها.

{long_qoute_2}

■ مثل ماذا؟

- مثل صناعات الأدوية، فلدينا صناعة قديمة سابقة لكثير من الدول، ونستطيع تطويرها، والدخول فى مجالات جديدة من الأدوية التى تعتمد على الخبرة الوطنية والسبق التاريخى لمصر فى تلك المجالات، وكذلك تطوير صناعة زيت الزيتون فى مصر، فمصر تعتبر من الدول القليلة التى تستطيع أن تصل للمرتبة الأولى فى هذا المجال أو على أقل تقدير أن تنافس على المرتبة الأولى على ذلك مع إسبانيا أو تونس، وذلك بسبب وجود ميزات معينة فيه، مثل انخفاض نسبة الكوليسترول فيه. وكذلك الصناعات العابرة للحدود مثل خدمات الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وهو مجال ممكن أن نجعل فيه طفرة، مثل إنشاء مراكز اتصالات دولية، فمثلاً الحاويات والمراكب والسفن والخدمات البحرية تحتاج لاتصالات دولية، فهى مراكز اتصالات متقدمة. {left_qoute_3}

■ بالحديث عن الخدمات البحرية المرتبطة بالمياه، ننتقل للحديث عن المياه، فهل كان لكم إسهام بها، خاصة بملف سد النهضة؟

- كانت هناك دراسة عن التعاون فى منطقة وادى النيل، ودرسنا السيناريوهات المختلفة للعلاقة مع مصر ودول حوض النيل، سواء الصراع أو التعاون وتوصلنا إلى أن الظروف تتطلب تغليب كفة التعاون عن الصراع مع دول حوض النيل.

■ لماذا؟

- لأننا لا نستطيع أن ندخل صراعاً فى الوقت الذى يمكن أن تتحول المشكلة من مظاهرها الصراعية إلى مظاهرها التعاونية، فنحقق مبدأ «المكسب للجميع»، فتكبر حصتنا بالمياه، ونحن كذلك، ونبحث عن مشروعات مشتركة تؤدى لزيادة أنصبة كل دولة من دول حوض النيل.

■ تقصد استغلال فواقد المياه؟

- هو أحدها بالتأكيد، وإقامة خزانات، وزراعة أراض مشتركة بحيث إن عائدها يعود للجميع، وربط كهربى يستفيد منه الجميع، فنحن لا نستطيع أن ندخل فى حرب مع إثيوبيا، فهو أمر غير وارد على الإطلاق، فحين تدخل فى صراع تنظر لحده الأقصى وهو الحرب، ونحن نتجنب دائماً أن نصل لصراع مسلح مع دول حوض النيل.

■ ذلك خوفاً من تدخل الدول الكبرى التى تدعم بناء «سد النهضة؟!

- لم يثبت أن دولاً معينة تساعد إثيوبيا على حساب مصر، فلا يوجد دليل قاطع يؤكد ذلك، فتفكيرنا كان تجنب سيناريو الصراع، والتركيز على سيناريوهات تعظيم التعاون المشترك مع دول حوض النيل، فعلاقتنا مع أفريقيا طيبة، والصراع يمكن أن يؤدى لمزيد من التشرذم، فى حين أن مصر تسعى لتوحيد القارة الأفريقية.

■ كانت دراستكم منصبة فى مجال توقع التنمية فقط؟

- لا، بل كانت لنا دراسات تحذيرية فى مجالات عدة مثل أزمة مياه النيل، والتغيرات المناخية، وإهمال التنمية فى سيناء، والتحذير من مواطن الخطر المقبلة داخل المجتمع المصرى، فخرجنا بدراسة حذرنا فيها من تراجع تعليم الرياضيات والفيزياء فى مصر.

{long_qoute_3}

■ وما خطورة هذا الأمر على مجتمعنا فى رأيك؟

- حينما تدخل عصراً تريد أن تبنى فيه نهضة مستقبلية، فعليك الاهتمام بالقاعدة العلمية والتكنولوجية القوية، ولتستطيع بناءها فعليك الاهتمام بتعليم العلوم والرياضيات رغم أن الشباب منصرف عنها اليوم، ففى حين تنظر للفصول العلمية فى مراحل الثانوية العامة ستجد الفصل أمامه 7 فصول أدبى، وهذا الأمر كارثة، كما أنك حين تنظر للماجستير والدكتوراه ستجد أن هناك ثلاثة منها فى الرياضيات والطبيعة، و15 فى «ألفية ابن مالك»، والتاريخ، فنحن نحتاج المستقبل المستمد من ماضينا العريق لنستفيد منه، وليس الماضى فقط.

■ لكن ذلك لا يمثل خطورة كبيرة؟

- مهمة الدراسات المستقبلية أن تقرأ الواقع والمستقبل، فحين نظرنا لتلك القضية وجدنا أن كثيراً من الدول المتقدمة لم تكن لتصل لما وصلت إليه اليوم سوى بالاهتمام بالعلوم والرياضيات، ولك أن تعلم مثلاً أن نصف العاملين فى برنامج الصواريخ العسكرية الأمريكية من علماء الرياضيات الصينيين، وذلك لأن الصين اهتمت بتلك العلوم، فى حين أن هناك تراجعاً فى تعليم الرياضيات والعلوم فى أمريكا مقارنة بالدول الآسيوية التى حققت نمواً بفضل الاهتمام بتلك العلوم، لذا فإنه علينا الاهتمام بتلك القضية لنعيد تصحيح هذا الخلل لو أردنا بناء مستقبل أفضل.

■ كثير مما ذكرت يهتم به الرئيس السيسى، هل تظنه قارئاً جيداً لما فى الأدراج وما بين السطور؟

- أعتقد من متابعتى لنشاط الرئيس السيسى سواء فى حركته الداخلية أو الخارجية أنه قارئ ممتاز، وأنه قارئ مهم للمستقبل، فهو لا يفكر تحت أقدامه، ولكن للأجيال المقبلة؛ فالمواطنون يستعجلون مكاسب فى حين أن عدداً من المشروعات التى تبناها مشروعات للأجل الطويل، وكان من الممكن أن يهتم بمشروعات تدر عائداً سريعاً ليسكت المواطنين، ويرضوا حالياً، لكن بعد عام مثلاً سيعودون ليفاجأوا بالواقع، فالمشروعات التى اهتم بها الرئيس مشروعات قومية تنطوى على مكاسب مستقبلية تجنيها الأجيال المقبلة، مثل مشروع قناة السويس، والطاقة النووية، والمليون ونصف المليون فدان، وتنمية الساحل الشمالى، وتنمية العوينات، وتنمية سيناء.

■ يشكك البعض فى تلك المشروعات، فما تراه مناسباً فى هذا الصدد؟

- قد لا تظهر مكاسب تلك المشروعات بين اللحظة والأخرى، لكن مكاسبها مضمونة فى المستقبل، وهذا ما يجعلنا نقول على الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه صاحب رؤية رائعة للمستقبل، لكن على المواطنين أن يصبروا، ولن يقتنع الكثيرون بما أقوله تحت مبدأ «إحيينى النهارده وموتنى بكره»، ولكن عليهم أن يقتنعوا أن ذلك لصالح مصر، وأولادهم.

■ معنى حديثك أنك تطالب المواطنين بالصبر رغم بعض القصور فى الخدمات؟

- علينا أن نعمل لأجل المستقبل، لكن هذا لا يعنى ألا نهتم بالخدمات العاجلة للمواطنين مثل مياه الشرب، والصحة، والتعليم، كما يجب أن تعلم أن المشروعات القومية يجب أن تقوم على جهاز إدارى قوى، وخدمات جيدة مقدمة للمواطن، فلابد أن يكون هناك خطان متوازيان بالاهتمام بالمشروعات الخدمية، والمشروعات القومية العملاقة.

■ تحدثت عن المكاسب المضمونة للمشروعات القومية، فى حين أن البعض يقول إن قناة السويس خسرت بعد حفر القناة الجديدة ولم تزد؟

- لا بد أن يعى الجميع أن ذلك مرتبط بمسائل متغيرة نتيجة تغيرات فى التجارة العالمية، فالعالم يمر بكساد منذ عام 2008، وهناك أزمة كساد، مع العلم أن التجارة الدولية وحركة التجارة البحرية، والطيران الدولى مرتبطة بحركة الاقتصاد العالمى، وحينما تنتعش حركة الاقتصاد العالمى ستزدهر الممرات والطرق والموانئ، فمشروعات قناة السويس «مكسبها مضمون».

■ عملت مع أكثر من رئيس حكومة، فمن كان أكثرهم اهتماماً بالدراسات المستقبلية ومن لم يهتم بها؟

- فى الحقيقة جمعنى لقاء واحد مع الدكتور أحمد نظيف فى مارس 2007 لأعرض عليه مشروع «مصر 2030» بعد الانتهاء من صياغته، وكان معه 4 وزراء وجدت أنهم معنيون بفكرتنا، وانتهت الجلسة بقول نظيف إننا نهتم بالدراسات المستقبلية لكن لا توجد قناة لنقل هذه المشاريع من التفكير لحيز الواقع، ومن ثم حدد عدة قطاعات لنفكر فى مشروعات عملية لتحقيق رؤيتنا مثل مشروع الطاقة الجديدة والمتجددة، إضافة لعدة قطاعات أخرى.

■ أعقب «نظيف» عدة رؤساء وزراء مثل الدكتور عصام شرف وغيره.. كيف كان تعاملهم؟

- لا يمكن أن تقيّمه نظراً لأنك بعد الثورة خلال المرحلة الانتقالية كانت الدولة تسعى لنقل البلاد من حالة التوتر إلى الاستقرار، وكنا نسعى لنؤدى ما علينا فى هذا الأمر.

 

 

الدكتور محمد إبراهيم منصور مع محرر «الوطن»

 

 


مواضيع متعلقة