الطفل «عمر» شاهد عيان على الدمار: الكوابيس لا تفارقنى

كتب: جهاد عباس

الطفل «عمر» شاهد عيان على الدمار: الكوابيس لا تفارقنى

الطفل «عمر» شاهد عيان على الدمار: الكوابيس لا تفارقنى

يركض وسط الأغنام، عيناه خضراوان فى لون الحقول.. عمر سعد، 8 سنوات، يرفع طرف جلبابه ويرعى الأغنام والماعز التى يمتلكها والده.

الطفل الصغير يروى ما شهده أثناء السيل برهبة، وقت مبيته فى مزرعة محمد لقمة، التى تبعد 8 كيلو على طريق دير البراموس، يقول عمر: «كل الغنم كان عايم فى مية السيل، وأبويا كان بيحاول يطلعهم». {left_qoute_1}

ويضيف أنه لن ينسى اليوم الذى شهد فيه السيول لأول مرة فى حياته، ولم يكن يعرف ما الذى يجرى تحديداً، قائلاً أن اليوم بدأ عادياً، خرج والده فى الصباح ورعى الأغنام، حيث تركها تتجول فى أرض المزرعة، وفقاً لاتفاق بين والده وصاحب المزرعة، الحاج محمد لقمة، على رعى الأغنام فى تلك الأرض، بموجب شراكة بينهم، وفى نهاية اليوم عاون عمر والده، وأدخلا الغنم فى مكان المبيت، الذى يشبه «العشة» المبنية من الخوص، حيث تقضى ليلها، وما هى إلا ساعات حتى بدأ السيل بقوة، وتدفقت المياه لتجرف الأغنام.

يضيف «عمر»، وهو يشير إلى الأرض: «الأرض هنا واطية، المية جت من فوق وأخدت كل حاجة فى طريقها»، مشيراً إلى أن والده حاول أن يخرج الأغنام من وسط المياه، وكان يحمل بعضها بنفسه لينقلها إلى أرض أكثر ارتفاعاً، بينما خرجت بعض الأغنام على الطريق فى محاولة النجاة. ويتابع الطفل أنه وقف فى مكانه مشدوها، شعر بالخوف أن تجرفه مياه السيل هو الآخر، بينما شهد نفوق بعض الماعز والأغنام، مضيفاً أنه قضى ليلته محتمياً فى مطبخ إحدى الاستراحات المبنية من الطوب، بعدما اصطحبه أحد العاملين فى المزرعة.

يؤكد «عمر» أنه لا يعرف تحديداً كم خسروا من الماعز والأغنام بعد حادثة السيول، لكن بمجرد النظر إلى الغنم أدرك أن الخسارة كبيرة، وأن ما تبقى من الأغنام أصبح من الصعب رعيه فى الأرض الآن، حيث تدمرت الزراعة بالكامل، وغطت الرمال أفدنة البرسيم والزرع الأخضر، وأصبح والده يتكلف عبئاً مادياً مضاعفاً فى شراء علف يكفى الغنم. وعن مخاوفه بعد حادثة السيول، يقول عمر إنه لا يخاف من تكرار السيول، لكن الكوابيس لا تفارقه، ويتعلق معظمها بالغرق.

 


مواضيع متعلقة