فى الإدارة الزراعية «الرشاوى» مقابل «التعويض»

12:09 ص | الاثنين 21 ديسمبر 2015

معظم أصحاب المزارع الذين تمكنوا من الحصول على أموال التعويضات، المتعلقة بخسائر الأراضى بمحافظة البحيرة جراء السيول، رفضوا الإفصاح عن الآلية التى تمكنوا من خلالها من الحصول على تلك التعويضات، بل إن بعضهم تكتم الأمر تماماً، ولم يهتم ببقية أقرانه من أصحاب المزارع الأخرى. وبعد محاولات اقتنع صاحب إحدى المزارع فى وادى النطرون بالكشف عن طريقة حصوله على مبلغ التعويض. {left_qoute_1}

يقول عبدالله محمد، الشاب العشرينى، شقيق صاحب مزرعة «نور الدنيا»، إن عملية التعويضات لم تتم بشفافية، ويوضح: «أخويا معندوش حاجة تضررت فى المزرعة، بس اللى دفع أخد تعويضات». يؤكد «عبدالله» أن كل ما قاموا به فى سبيل الحصول على تعويض هو إجراء محضر فى قسم شرطة وادى النطرون، ثم محضر آخر فى الإدارة الزراعية فى نفس المدينة، حيث تسير كل الإجراءات بصورة عادية، ويتقدم صاحب المزرعة بكل الأوراق المطلوبة، ومنها عقد ملكية الأرض وغيره من الأوراق الرسمية. ويتابع: «فى الإدارة الزراعية بتظبط نفسك مع الموظف، يعنى تقوله عندى 50 أو 60 فدان، وهو يقول لك ألف جنيه تعويض على الفدان، وبتقبضهم 850 جنيه»، هكذا كشف «عبدالله» آلية التعويضات، مؤكداً أنه لم يكن هناك أى خسائر فى المزرعة، لكنهم تمكنوا من الحصول على أموال التعويضات.

يؤكد «عبدالله» أن نسبة من تم تعويضهم نصف نسبة المتقدمين بمحاضر تتعلق بخسائر فى مزارعهم، أما النصف الآخر من المتضررين فلم يتمكنوا من الحصول على أموال التعويضات، معقباً: «فيه ناس كانت متضررة فعلاً وأخدت تعويض، بس أقل بكتير من التعويض اللى مصروف لهم من الصندوق، وعارفين إن الموظف نصب عليهم، بس مكانش قدامهم حل تانى». ويختم «عبدالله» حديثه قائلاً: «لم يعد هناك أى فرصة الآن لتعويض مزارعين آخرين، حيث تم غلق الباب، والموظف اللى خدمنى ده ميقدرش يخدم ناس تانية دلوقتى، لأن مفيش فرصة، باب التعويض اتقفل خلاص، هو كان ممكن يساعد فى وقتها».