ما بين الإرهابي والمقاومة.. "حزب الله" و"حماس" على قوائم الحكومات

كتب: سلوى الزغبي

ما بين الإرهابي والمقاومة.. "حزب الله" و"حماس" على قوائم الحكومات

ما بين الإرهابي والمقاومة.. "حزب الله" و"حماس" على قوائم الحكومات

كيانان عربيان مستقلان عن بعضهما تتبدَّل ألقابهما بين الحكومات والشارع السياسي العربي والعالمي، ينعتان أنفسهما بـ"حركة المقاومة الإسلامية"، وتصفهما الحكومات بـ"التنظيم الإرهابي" إذا ما تخطت بلادهم، وبين النعتيّن لا تزال أعمالهما العسكرية مستمرة، والحكومات تجدد اعتبارها إرهابية.

"المقاومة الإسلامية في لبنان"، المسمى الذي اختاره "حزب الله" اللبناني لنفسه منذ تدشينه رسميًا في العام 1982، بعد أن اكتسب شرعيته إقليميًا بمقاومته للاحتلال الإسرائيلي في لبنان بعد اجتياحها في 1982، ورغم تبعيتها الدينية لإيران، وإن انفصلت سياسي، كما أعلن الأمين العام حسن نصرالله، عُدّت رمزًا للمقاومة في جنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت إليه تقارير صحفية عدة، نقلًا عن مصادر حزب الله، إلى أن متوسط العمليات العسكرية التي شنها في الفترة من 1989 وحتى 1991 ضد الاحتلال الإسرائيلي بلغت 292 عملية، وفي الفترة بين عامي 1992 و1994 بلغت 465 عملية.

وبلغت تلك العمليات في الفترة بين 1995 و1997 نحو 936 عملية كان من نصيب "حزب الله" 736 عملية، كما واجهت جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب التي عرفت بـ"العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006"، واستمرت المواجهات بينهما لقرابة 34 يومًا في مناطق لبنانية مختلفة، والتي انتهت بانسحاب الجانب الإسرائيلي.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، اليوم، "حزب الله" اللبناني تنظيمًا إرهابيًا، موضحة أنها ستتخذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والقانونية الصارمة ضد المنظمات والأشخاص الذين يتعاملون بأي شكل من الأشكال مع المنظمات أو الجماعات الإرهابية.

واعتبرت البحرين ما يسمى "حزب الله اللبناني، وتنظيم 14 فبراير، وسرايا الأشتر، وسرايا المقاومة" منظمات إرهابية، حيث تأتي هذه الإجراءات مواكبة لما أعلنته دول مجلس التعاون الخليجي بشأن التعامل مع هذه المنظمات والنظر في اتخاذ إجراءات ضد المتعاونين معها ويقيمون على أراضيها.

واعتبر البعض، أن اعتراف الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" بتدخل مقاتلي حزبه في الحرب في سوريا إلى جانب نظام "بشار الأسد" أحد أهم أسباب اتخاذ دول الخليج لقرار عدم التعامل بأي مصلحة للحزب في هذه الدول والاتجاه لاعتباره منظمة إرهابية، حيث رصدت تقارير عديدة إلى وجود عناصر مقاتلة تابعة "لحزب الله" انضمت للقتال بجانب قوات "الأسد" في بعض المدن السورية.

وعلى شاكلة "حزب الله" جاءت حركة المقاومة الإسلامية المعروفة باسم "حماس"، التي أُعلن عنها عام 1987 في فلسطين، وهى التي تصدت لجيش الاحتلال في عمليات "الجرف الصامد" و"الصخرة الصلبة" و"العصف المأكول"، التي نفذت ثلاثتها قبل عام من الآن في 8 يوليو من العام الماضي، عندما قررت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية موسعة على القطاع، استهدف خلالها أهالي القطاع لمدة 51 يومًا.

وحشدت المقاومة صواريخها لتمطر إسرائيل بها، وللمرة الأولى منذ عام 2012، يصل صاروخ فلسطيني إلى تل أبيب، وظهرت أسلحة جديدة في "العصف المأكول"، واستخدمت "حماس"، صاروخًا محليًا الصنع، وأطلقت عليه اسم "آر 160"، والذي يصل مداه إلى 160 كيلو مترًا، وصاروخ آخر تحت اسم "جي 80" يصل مداه إلى 80 كيلو مترًا، كما استخدمت المقاومة صاروخ "إم 302" والذي بإمكانه الوصول إلى تل أبيب والقدس.

اعتبرت دولتيّ كندا والولايات المتحدة "حماس" منظمة إرهابية، وهو ما ارتضاه أيضًا الاتحاد الأوروبي وأعلن عنه، ليأتي دور الجانب العربي بعدما تناست "حماس" هدفها الأول وحادت عنه، لتطل برأسها في الشأن المصري دون حق، ما نتج عنه حكم محكمة الأمور المستعجلة في مصر، في مارس 2014، باعتبار "حركة حماس منظمة إرهابية"، وهو الحكم الذي أُلغي بعد ذلك.

ورأى الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشأن الصهيوني، أنه إذا تدخلت تلك التنظيمات في شؤون الدول تعتبر "إرهابية" لاختلاف الاعتبارات.

وأشار سعيد، في تصريح لـ"الوطن"، إلى أنه يتفق مع تلك الكيانات عندما توجّه اسهمها تجاه الكيان الصهيوني، موضحًا أن تلك المسألة يحدث فيها "لبس" كبير، لأنه يوجد خيط رفيع جدًا بين عمل المقاومة والعمل الإرهابي صعب التحكم فيه.

وأكد أن "حزب الله" له شكل خاص، حيث إنه تابع لإيران الشيعي، وهو ما ترفضه دول الخليج السنية لذا تضعه على قائمة التنظيمات الإرهابية.


مواضيع متعلقة