ساعات الانتظار الطويلة أمام معديات الإسماعيلية: عذاب وتأخير وأحلام بإعادة تشغيل «كوبرى السلام»

ساعات الانتظار الطويلة أمام معديات الإسماعيلية: عذاب وتأخير وأحلام بإعادة تشغيل «كوبرى السلام»
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
عبر طريق مزدوج، يتوسط أشجار المانجو، تسير سيارات النصف نقل والملاكى والأجرة، فى اتجاه قناة السويس، جنوب مدينة الإسماعيلية بنحو 15 كيلومتراً، يمر الطريق الضيق بمزلقان للسكة الحديدية، وكوبرى صغير يعلو ترعة مياه عذبة، تنقل مياه النيل إلى سيناء عبر سحارة أسفل مياه قناة السويس القديمة، قبل الوصول إلى مياه قناة السويس توجد نقطة تفتيش أمام بوابة معدية سرابيوم، التى أنشئت مؤخراً بعد إنشاء جدار كبير حول المجرى الملاحى لقناة السويس من الجانبين، وتتميز معدية سرابيوم بقلة الزحام بها مقارنة بالمعديات الأخرى، لأنها تقتصر على نقل سيارات الملاكى والميكروباص ونصف النقل، ويلجأ إلى معدية سرابيوم الكثير من سائقى سيارات الأجرة، خوفاً من الانتظار طويلاً أمام معدية نمرة 6 على القناتين أو معدية القنطرة.
أما معدية نمرة 6 التى يقتصر عبور السيارات فيها على عبور سيارات الأجرة والنصف نقل، فيمتد طابور السيارات بها إلى كمين قوات الأمن الذى يوجد فى بداية الطريق المؤدى إلى المعدية، وأمام المعدية تتوقف الكثير من السيارات الملاكى والأجرة، ويسمح للمارة بالمرور من خلال بوابات إلكترونية للتفتيش، ويعمل بهذه المنطقة معديتان فقط. {left_qoute_1}
أسفل كوبرى السلام تتراص سيارات النقل التى تجر المقطورات، وقد توقفت محركاتها عن الدوران فى انتظار فتح المعدية لها لبضع ساعات فى جوف الليل، تدخل السيارات من طريق مخصص لها بجانب الكوبرى ولا تدخل من الطريق الآخر الذى يقتصر على سير سيارات الملاكى والأجرة ونصف النقل وسيارات النقل المفردة أو بدون مقطورة، تتوقف السيارات على بعد 2 كيلومتر أمام معدية القنطرة غرب فى انتظار العبور إلى الضفة الشرقية للقناة، وفى ذلك تقضى ساعات ودقائق طويلة زادها القلق والانتظار والضيق، تشخص الأبصار نحو كوبرى السلام المغلق أمام حركة السيارات لدواعٍ أمنية، ويتذكرون سنوات العبور السهل إلى سيناء عبر الكوبرى.
بجوار إحدى سيارات النقل المتوقفة والمحملة بالطوب الأحمر كان يقف محمد أحمد الشاب الثلاثينى بصحبة شقيقه، كانا يتساءلان عن نوع الطعام الذى سيشتريانه من مدينة القنطرة غرب، ليكفيهما أطول وقت ممكن بسبب طول الانتظار، ملامح «محمد» كانت مبتسمة وهادئة لأنه لن ينتظر أكثر من يوم أمام المعدية للعبور إلى سيناء، قال: «الزحمة اللى انت شايفها هنا بسيطة جداً، لو قارنتها بالزحمة فى الناحية التانية من القنطرة شرق، الناس هناك بتبات 5 أيام قدام المعدية، إحنا هنا وضعنا أحسن شوية وممكن نعدى ع الساعة واحدة بالليل، أو بكرة الصبح بالكتير، وهننزل دلوقتى على البلد علشان نشترى أكل يكفينا يومين تلاتة، وهنرجع نقعد فى العربيات لحد ما يفتحوا المعدية قدام العربيات النقل». {left_qoute_2}
يضيف سائق السيارة النقل أنه سيعود من سيناء بعد حوالى أسبوع بعد تحميل أسمنت من مصنع الجيش أو مصنع سيناء، وأنه يعانى من التأخر والمبيت على الطرق، وأنه مجبر على تحمل كل هذا الشقاء من أجل لقمة العيش فقط: «بيقولوا إيه اللى رماك على المر، إللى أمرّ منه».
فى المسار الطويل المؤدى إلى معدية القنطرة غرب تتوقف الكثير من سيارات الميكروباص والسيارات المرسيدس الشهيرة بجانب سيارات الملاكى، أحمد شبانة، شاب ثلاثينى مقيم بالإسماعيلية، سائق سيارة ميكروباص على خط (العريش - الإسماعيلية) منذ 5 سنوات، حاصل على مؤهل فوق المتوسط، ومتزوج ولديه 3 بنات، يقول بنبرة منخفضة «قبل ثورة يناير 2011، و30 يونيو 2013، كنا نسافر العريش من الإسماعيلية فى ساعتين فقط من خلال العبور إلى سيناء عبر كوبرى السلام، لكن الآن الرحلة الواحدة تستغرق 6 ساعات فى المرة، ونصف هذه المدة نقضيها أمام المعديات للعبور إلى سيناء».
يضيف شبانة: «يعمل على خط العريش الإسماعيلية ما يقرب من 25 سيارة ميكروباص تابعة لمحافظة الإسماعيلية، و25 سيارة أخرى تابعة لشمال سيناء بجانب 8 سيارات بيجو، و30 سيارة مرسيدس، تعمل جميعها على هذا الخط، وقبل سنوات كان ضغط الركاب على موقف العريش فى الإسماعيلية كبيراً جداً، كنا بنحمل الركاب بمجرد الوصول إلى الموقف، لكن الآن لا يحضر إلى هنا إلا القليل من الركاب ولا يضطر إلى الركوب معنا إلا الذى يحمل الكثير من الحقائب والشيل، أو من معه أطفال، والنسبة الكبيرة الباقية تذهب إلى القنطرة غرب لتركب من هناك معدية الأفراد وتعبر إلى الضفة الشرقية ثم تركب من هناك إلى العريش أو تعود منها بشكل أسرع، إيه اللى هيخلى الواحد يستنى معانا ساعتين أو 3 منتظر فى العربية قدام المعدية».
يقطع حديث «شبانة» سائق سيارة نصف نقل كان يسير فى الاتجاه الأيسر من الطريق وعبر لتوه المعدية، صاح قائلاً: «المعدية بتعدى فاضية فيه 4 أو 5 عربيات بس، والعربيات واقفة فى طابور على الأرض».
يستكمل سائق سيارة الميكروباص حديثه: «لما كان الكوبرى مفتوح كنا بنعمل مشوارين أو 3 فى اليوم، لكن الآن مشوارين أو 3 بالكتير فى الأسبوع، والراكب اللى بيروح معانا الصبح من الإسماعيلية مابيعرفناش فى العريش وهو راجع عشان بيركب للقنطرة أحسن له، القنطرة الآن بقت عاملة زى الميناء، الحركة عليها كبيرة جداً، وقبل كده كانت ضعيفة جداً ولا تكاد تذكر مقارنة بخطوط المرج والإسماعيلية، وتشهد حركة السفر من الإسماعيلية إقبالاً فى أيام الجمعة والسبت والأحد بينما تشهد إقبالاً أكثر فى أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من العريش، بسبب عودة الطلاب والموظفين من هناك».
يحكى «شبانة» عن معاناته اليومية فى مدينة العريش فيقول: «لو طلعت من الإسماعيلية بعد الضهر لازم أبيت فى العريش لحد ما الدور ييجى عليا، بقفل عليا العربية وبنام جوا لحد الصبح، بنحاول نتغلب على الظروف عشان أكل العيش، ممكن نبيت فى العريش يومين حسب الحركة، الناس دلوقتى بتهرب من ركوب عربيات الإسماعيلية عشان المعدية، أنا لو لقيت شغلانة فى حتة تانية هروح، أنا غيرت محل إقامتى لشمال سيناء عشان أقدم فى وظيفة سائق بهيئة الإسعاف المصرية، لكن أنا بفكر أغيَّر محل إقامتى تانى، بسبب المضايقات التى أتعرض لها فى الكمائن، لما أفراد الأمن بيشوفوا بطاقتى شمال سيناء بيوقفونى كتير وبيفتشوا كل حتة فى العريبة، وأنا راجل شقيان وعلى باب الله وعاوز آكل عيش».
يلتقط أطراف الحديث سائق أربعينى آخر، اسمه فتحى السيد، يقول: «قبل ما نطلع من موقف الإسماعيلية أو العريش بنتصل بزمايلنا إللى سبقونا ونسألهم عن المعديات اللى فاضية وهما مشيوا إزاى، عشان نمشى زيهم، يعنى ممكن أعدى سينا عن طريق معدية سرابيوم أو معدية نمرة 6 أو معدية القنطرة، إحنا بنفضّل معدية القنطرة لأنها قريبة من طريق العريش، لكن التأخر بها يضطرنا إلى الذهاب إلى معديات أخرى، لما همّا قافلين كوبرى السلام دلوقتى بنوه ليه من الأول، وصرفوا عليه كل الفلوس دى، ومعلقين يافطتين كبار وكاتبين على الأولى على طريق مصر الإسماعيلية بورسعيد بجوار مدينة القنطرة غرب، مشروع إنشاء كوبرى السلام، والأخرى كاتبين عليها مشروع إنشاء كوبرى الفردان، مع أن الدولة أنشأت الجسرين دول من كام سنة، وعملوا يافطة تانية كتبوا عليها كوبرى السلام مغلق للصيانة وأعمال التأمينات».
يتوقف «السيد» عن الحديث قليلاً ثم يواصل بنبرة غاضبة: «لمينا بعض ورحنا إدارة المرور والمحافظة عشان يفتحوا كوبرى السلام، قالوا قفل الكوبرى دا أمن قومى وعشان نحمى السفن، هما بيقولوا قافلين الكوبرى عشان نحمى السفن من فوق، مع أنهم عاملين سياج حديدى، يمنع أى حد أنه يعتدى على السفن، ده غير أنه ممكن يكون فيه خدمة أعلى الكوبرى تأمن السفن المارة، بالإضافة إلى وجود بوابات إلكترونية كبيرة الحجم فى نقاط تفتيش الكوبرى من الجانبين، إجراءات التفتيش التى تتم أمام المعديات هى نفسها التى كانت تتم قبل صعود الكوبرى، نعلم جميعاً أنه يوجد أخطار كبيرة تهدد الوطن بحكم وجود إرهاب فى شمال سيناء، وندرك خوف الحكومة والجهات الأمنية من تنفيذ عمليات إرهابية فى منطقة حيوية مثل قناة السويس، لكن نرى أن غلق الكوبرى ليس منطقياً».
يضيف «السيد» بصوت مرتفع: «الحكومة بتتكلم عن مشروع قناة السويس الجديدة وخلق فرص العمل وتنمية سيناء، وكل شوية بيجيبوا أغانى وفيديوهات للقناة، والناس علقت أحلام على مشروع محور قناة السويس والتنمية التى يحققها والموارد التى سيجنيها، وماحدش جاب سيرة الانتظار المميت أمام المعديات للعبور إلى الضفة الشرقية من القناة، هل تتخيل أن السفن التى تعبر قناة السويس بطولها الذى يزيد على 200 كيلومتر، تسبق السيارات النقل التى تعبر إلى الضفة الأخرى من القناة، فالسفن تسير فى قافلتين كل يوم ومدة انتظارها تقلصت إلى أكثر من النصف، لكن مدة انتظار السيارات زادت أضعافاً مضاعفة، نحن الآن فى مأساة ولن ينقذنا منها سوى إعادة فتح كوبرى السلام مرة أخرى أمام سيارات الأجرة والنصف نقل والملاكى».
يتابع «السيد»: «بيحفروا الآن نفق سيارات فى منطقة سهل الطينة على حدود محافظة الإسماعيلية مع بورسعيد، بس مش عارفين هيخلص إمتى، وماحدش عارف هل هيشتغل بعد ما يخلصوه ولا هيقفلوه زى الكوبرى، تنمية محور قناة السويس وسيناء، لن تتم بدون تسهيل العبور إلى سيناء، كيف سنقوم بتنمية سيناء وتعميرها ونحن نعبر إليها ومنها فى 5 أيام، هذا غير معقول، اذهب إلى منطقة شرق التفريعة وشوف زحمة العربيات النقل عاملة إزاى هناك».
يسمح للسيد أخيراً بالتقدم قليلاً نحو المعدية ويصل إلى مكانه سائق أجرة آخر، ويقول غاضباً: «إحنا كل يوم فى الهم ده، وماحدش حاسس بينا، المواطن بيروح مرة وما بيكررهاش تانى عشان بهدلة العبور إلى سينا، لكن إحنا أكل عيشنا مرتبط بالمعاناة اليومية دى، مرة ركب معايا محامين راكبين من العريش للإسماعيلية عشان عندهم جلسة، واتأخروا على المعدية بسبب طول الانتظار رغم أننا طالعين من بدرى، وفيه اتنين من الطلاب اتأخروا على امتحاناتهم، رغم أنهم استأذنوا من الضباط عشان يعدوا بسبب الامتحان لكنهم لم يوافقوا وتأخروا، اللى رايح واللى جاى من شمال سيناء بيتبهدل، وماحدش حاسس بيه، فيه أصحاب عربيات ركنوا عربياتهم وسابوها من غير سواقين مفيش حد راضى يشتغل على الخط ده».
أحد السائقين يشكو حاله
سائقون يتحدثون لـ «الوطن»
فتحى السيد
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة
- أعلى الكوبرى
- أفراد الأمن
- أكل العيش
- أمن قومى
- إدارة المرور
- إعادة فتح
- إنشاء كوبرى
- الإسعاف المصرية
- الجهات الأمنية
- السويس الجديدة