فلاحون: تخفيض سعر توريد القمح يهدد بتدمير ٢٠٠ ألف فدان بسوهاج

كتب: خالد الغويط

فلاحون: تخفيض سعر توريد القمح يهدد بتدمير ٢٠٠ ألف فدان بسوهاج

فلاحون: تخفيض سعر توريد القمح يهدد بتدمير ٢٠٠ ألف فدان بسوهاج

حالة من الارتباك والتخبط سادت أوساط الفلاحين فى محافظة سوهاج بسبب قيام الدولة بخفض سعر توريد أردب القمح بمقدار ١٠٠ جنيه للموسم الجديد ٢٠١٦ بحجة انخفاض الأسعار العالمية، وهو ما يعتبره المزارعون بمثابة تخبط وجهل، من متخذى القرار، يؤكد أنهم يسعون إلى تدمير محصول استراتيجى، ما يضطر الدولة إلى الاستيراد من الخارج بأسعار أعلى من سعره فى الداخل. واستنكر المزارعون ما وصل إليه حال الزراعة فى مصر عقب الزيادات الكبيرة فى أسعار السولار والأسمدة التى أثقلت كاهلهم، ما اضطر معظمهم إلى ترك الأرض بوراً، لعدم مقدرتهم على الإنفاق على الزراعة.

أكد أحمد فقير، أمين الفلاحين بمحافظة سوهاج، أن المحافظة كانت تزرع فى العام الماضى حوالى ٢٠٧ آلاف فدان من محصول القمح، وكانت الحكومة تضع نصب أعينها تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح فى السنوات المقبلة، لكن مع تحديد الدولة سعر أردب القمح بأسعار تقل ١٠٠ جنيه عن العام الماضى، وهو سعر أقل من الأسعار العالمية، تكون بذلك قد كتبت شهادة وفاة زراعة المحصول، فالحكومة جانبها الصواب فى هذا القرار، لأنها بذلك تتسبب فى تدمير زراعة القمح، والمزارعون سيتجهون لزراعة محاصيل أخرى تدر عليهما دخلاً. وأضاف «فقير» أن «سياسة وزارة الزراعة غير مفهومة، ولا نعرف إلى أى شىء تهدف، ففى الوقت الذى كان إنتاج القمح يصل فيه إلى ٨ ملايين طن على مستوى الجمهورية العام الماضى، ووصل سعر الأردب إلى ٤٢٠ جنيهاً، أصدرت الوزارة قراراً بتخفيض سعر التوريد إلى نحو ٣٠٠ جنيه، ما سيكون له أثر سلبى كبير على زراعة القمح فى جميع أنحاء الجمهورية، ويهدد بتدميرها. وأكد «فقير» أن الدولة تشترى القمح بأسعار أقل من التى تستورده بها من الخارج، مطالباً الحكومة بشراء محصول القمح من المزارعين وفق الأسعار العالمية التى تشترى بها.

وأكد أن الدستور ألزم الدولة بشراء المحاصيل الاستراتيجية من الفلاح بسعر مناسب لتوفير هامش ربح، مؤكداً أن ما تعرضت له الزراعة فى الفترات الماضية من كبوات أثّر بالسلب على معيشة المزارعين، فبعد أن رفعت الدولة سعر السولار والأسمدة لم يتبقَ للمزارع شىء يعينه.

وطالب أحمد سعد الدين أحمد، وزارة الزراعة بسرعة تجهيز الشون لتخزين محصول القمح وعدم تركه فى الهواء، لأنه بذلك يتعرض للتلف، وتقل جودته. وأكد أن المزارعين فى المناطق الصحراوية يتكبدون خسائر فادحة لأنهم يستصلحون الأرض ويحفرون آبار المياه، والدولة لا تقدم لهم يد العون، فهم يشترون شيكارة السماد بمبلغ ٢٠٠ جنيه بينما سعرها فى الجمعية الزراعية ٧٠ جنيهاً. وأوضح أن عدداً كبيراً من المزارعين اتجه للزراعات التى تدرُّ دخلاً مثل البصل والبطاطس والطماطم والخيار وترك زراعة محاصيل استراتيجية، بسبب سياسات وزارة الزراعة الخاطئة.

وأضاف أن «رفع الدعم وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وانخفاض أسعار المحصول تتسبب فى تبوير مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، كما ناشد الحكومة تسهيل عمليات استيراد المعدات الزراعية وعدم فرض رسوم أو ضرائب عليها ليصب ذلك فى مصلحة المزارعين ومستقبل الزراعة فى البلاد.

 


مواضيع متعلقة