مؤتمر «روما» يتفق على توحيد السلطة ومكافحة الإرهاب فى ليبيا

08:59 م | الأحد 13 ديسمبر 2015

انطلقت، أمس، فعاليات مؤتمر روما الدولى حول ليبيا برئاسة إيطاليا والولايات المتحدة، بمشاركة مصر وعدة أطراف دولية وإقليمية، من أجل حث الأطراف الليبية على تنفيذ اتفاق سياسى تم توقيعه بعد شهور من المفاوضات الشاقة برعاية الأمم المتحدة، ويهدف الاتفاق إلى توحيد السلطتين المتنازعتين فى ليبيا فى حكومة وحدة وطنية تكون منوطة باتخاذ مزيد من الخطوات نحو البناء الديمقراطى للمؤسسات الليبية، والحصول على المساندة الدولية لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، واستعادة الأمن والاستقرار فى هذا البلد المترامى الأطراف، الذى هوى فى دوامة الفوضى والعنف فى أعقاب إسقاط نظام الديكتاتور معمر القذافى فى أواخر 2011. {left_qoute_1}

والتقى وزير الخارجية سامح شكرى، أمس، فى «روما» فيدريكا موجرينى الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية وذلك على هامش الاجتماع الوزارى الدولى حول ليبيا، الذى استضافته العاصمة الإيطالية.

وناقش «شكرى» و«موجرينى» خلال اللقاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الوضع فى ليبيا.

وحذر وزير الخارجية سامح شكرى من خطورة ما تشهده ليبيا حالياً من انتشار متسارع للإرهاب، والانعكاسات الإقليمية الخطيرة لذلك، الأمر الذى يحتم التحرك العاجل من جانب المجتمع الدولى لدعم الشعب الليبى وممثليه فى مفاوضات الصخيرات التى تستهدف التوافق حول الاتفاق السياسى وتشكيل حكومة الوفاق الوطنى الليبية.

وخلال بيان مصر أمام الاجتماع الدولى الخاص بليبيا، أكد «شكرى» أن المجتمع الدولى يقف اليوم فى مفترق طرق تاريخى فى تعامله مع الأزمة الليبية، وأنه بات جلياً أن غالبية أعضاء مجلس النواب الشرعى فى ليبيا، وأعضاء كثيرين من المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته، باتوا داعمين لاتفاق الصخيرات، وأنه قد آن الأوان كى ينضم جميع الأشقاء الليبيين إلى دعم إرادة الأغلبية فى مجلس النواب، مشيراً إلى دعم مصر لتلك الإرادة، وتطلعها إلى انضمام كافة قوى مجلس النواب الليبى إلى دعم الاتفاق السياسى قبل يوم 16 ديسمبر المقرر للتوقيع على الاتفاق، للعمل على رفع المعاناة عن الشعب الليبى، خاصة فى المناطق التى تم تهميشها لسنوات وعقود طويلة. وأكد فى بيانه أيضاً أهمية الدور الذى يضطلع به الجيش الوطنى الليبى فى محاربة الإرهاب، ودوره المطلوب فى دعم الاتفاق السياسى وحكومة الوفاق الوطنى المقبلة.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ«الوطن»، إن «مصر استطاعت خلال الاجتماع أن تحشد دعماً دولياً لموقفها من الأوضاع فى ليبيا، بعد أن ظلت الأوضاع فى ليبيا خارج إطار الاهتمام الدولى فى الفترة الأخيرة، نتيجة الانتقائية فى محاربة الإرهاب بالتركيز فقط على تنظيم داعش فى سوريا والعراق، وإغفال التنظيمات الإرهابية وفرع داعش فى ليبيا الذى أصبح يحتل مكاناً متقدماً فى قائمة مهددات الأمن القومى المصرى». وأوضحت المصادر أن مؤتمر روما كان بمثابة نسخة طِبق الأصل من مؤتمر فيينا الدولى حول سوريا، حيث جمع بين الدول الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن والدول الأوروبية الكبرى، بالإضافة إلى الدول الإقليمية المؤثرة وعلى رأسها مصر. وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة تمثل إدراكاً متزايداً من المجتمع الدولى بأهمية ما دعت إليه مصر فى الفترة السابقة من ضرورة العمل ضمن منهج أكثر شمولية فى مكافحة الإرهاب.

وكان وزير الخارجية الإيطالى باولو جنتيلونى الذى ترأس الاجتماع مع نظيره الأمريكى جون كيرى قد صرح قبل يومين قائلاً: «علينا أن نثبت أن عمل الحكومات والدبلوماسية يمكن أن يكون أسرع من تهديد الإرهاب».