تحالفات دبلوماسية لمواجهة تحركات «أنقرة» فى العراق

09:44 م | الأربعاء 09 ديسمبر 2015

كشفت مصادر دبلوماسية وسيادية، لـ«الوطن»، عن تحركات دبلوماسية وأمنية مصرية لمواجهة التدخلات التركية بالدول العربية. وأكدت أن هذه التحركات تأتى عبر توثيق وزيادة التنسيق الأمنى والتعاون الدبلوماسى بين مصر والعديد من الدول العربية التى تشهد اختراقات تركية.

{long_qoute_1}

وقالت المصادر إن أولى هذه التحركات تجلت فى زيادة التقارب بين القاهرة وبغداد، حيث شهدت الفترة الأخيرة لقاءات متعددة على مستوى المسئولين عن ملفات الأمن القومى بالبلدين، كان أبرزها لقاء القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره العراقى فؤاد معصوم على هامش قمة «المناخ» بباريس، أواخر نوفمبر الماضى، ثم زيارة فايزة أبوالنجا، مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومى، التى نقلت رسالة شفهية منه إلى رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، يؤكد فيها دعم مصر الكامل للعراق فى حربه ضد الإرهاب.

وأوضحت المصادر أن زيارة مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومى، والسفير خالد البقلى، أمين عام مجلس الأمن القومى، للعراق، جاءت لبحث التعاون بين البلدين فى المجال الأمنى، وتحديداً لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى.

وعلى صعيد التحركات التركية ضد العراق، قالت مصادر بالمعارضة التركية، لـ«الوطن»، إن الحكومة تنسق مع الإدارة الأمريكية وقطر لتنفيذ عملية عسكرية فى مدينة الموصل العراقية، بزعم تحرير المدينة من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى. وأضافت المصادر، التى فضلت عدم كشف هويتها، أن العملية العسكرية المحتملة تناقش منذ فترة بين أنقرة والدوحة وواشنطن، وجرى مؤخراً بحث المسألة بين وزراء خارجية الدول الثلاث، وإمكانية إقناع روسيا بتلك العملية والحكومة العراقية، التى من المعتقد أن تعارضا ذلك بشدة، فيما ذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، أن وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو أجرى محادثة هاتفية، مساء أمس الأول، لنفس الغرض مع نظيريه الأمريكى والقطرى.

واعتبر الدكتور محمود الشناوى، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، أن مصر تستعيد دورها، وتحاول الأطراف المعنية الاستفادة من خبرات مصر فى محاربة الإرهاب من خلال توسيع الدور المصرى، سواء على صعيد المعلومات أو على صعيد الخبرات المتراكمة التى اكتسبتها مصر خلال عقود من محاربة الإرهاب.

وأكد «الشناوى» أن التحرك المصرى جاء فى توقيت مهم من جهة أن الوجود التركى بهذه المنطقة محدد الأهداف، نتيجة وجوده فى أماكن تزعم تركيا انتماءها تاريخياً لها، ولا يأتى أبداً فى إطار المحافظة على الدولة العراقية بل تشتيتها وتفتيتها.