أحمد أبو الغيط يكتب لـ"الوطن": نحو استدعاء روح أكتوبر فى السياسة الخارجية والداخلية (1-2)

كتب: أحمد أبوالغيط

أحمد أبو الغيط يكتب لـ"الوطن": نحو استدعاء روح أكتوبر فى السياسة الخارجية والداخلية (1-2)

أحمد أبو الغيط يكتب لـ"الوطن": نحو استدعاء روح أكتوبر فى السياسة الخارجية والداخلية (1-2)

روح أكتوبر تتمثل وبشكل واضح محسوس فى هذه المعركة التدريبية الكبيرة والممتدة التى بدأتها القوات المسلحة فى أعقاب هزيمة 5 يونيو وامتدت إلى سنوات وسنوات من العرق والجهد إعداداً لهذا الجيش بكل عناصره وأفرعه الرئيسية للمعركة المقبلة وفى الوقت الذى تختاره القيادة السياسية والعسكرية عندما تتأكد من أن أغلبية ساحقة فى شعب مصر تعى الموقف وتؤيد القيادة

كنت أنوى التحدث بمحتويات هذا المقال، الذى انتهيت من كتابته فى سبتمبر الماضى، فى الندوة الاستراتيجية للقوات المسلحة بمناسبة احتفالات أكتوبر 73، إلا أن تأجيل عقد الندوة لعدة أيام، حيث عقدت فى أول نوفمبر 2015، أدى لعدم مشاركتى بها إذ سافرت إلى البحرين فى التوقيت نفسه للمشاركة فى فعاليات منتدى المنامة التى ينظمها معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن حول أمن الخليج والعلاقة بإقليم الشرق الأوسط..

كنت خلال الشهور والأسابيع الأخيرة أرصد حديثاً مستمراً وكتابات متكررة حول الحاجة لصياغة سياسة خارجية جديدة فى ضوء الأوضاع المصرية الحالية..

{long_qoute_1}

وكان لدىّ دائماً نظرة ورؤية محددة، منذ 25 يناير 2011، تجاه هذا المطلب، وقمت بتلخيص وطرح هذه الرؤية فى كتابين صدرا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.. أولهما كتاب «شهادتى» الصادر فى منتصف يناير 2013 والآخر كتاب «شاهد على الحرب والسلام» الذى صدر فى أكتوبر من العام نفسه..

-1-

قلت فى كتاب «شهادتى»: لقد تحدث كثيرون منذ 25 يناير وحتى اليوم حول الحاجة لسياسة خارجية جديدة لمصر.. وأقول فى هذا السياق إن التاريخ والجغرافيا وثقافة مصر ودورها تفرض عليها دائماً مواقف وسياسات مستقرة لعشرات إن لم يكن مئات السنين.. مصر العربية/ الإسلامية/ المسيحية/ الأفريقية/ الآسيوية/ البحرمتوسطية، مصر التى تمتص الحضارات وتتفاعل مع العالم الغربى بكل مكوناته ولا تتوقف عن الانفتاح على الغير، سواء الصين أو الهند أو روسيا أو البرازيل.. مصر التى تتنافس على المكانة والدور فى هذا الإقليم الواسع الممتد من إيران فى الشرق إلى المغرب فى الغرب ومن شواطئ البحر المتوسط فى الشمال إلى شواطئ بحيرة فيكتوريا والبحيرات العظمى فى أواسط القارة فى الجنوب.. هكذا قلت فى كتاب «شهادتى».

-2-

إن مصر ومكانتها الدولية والإقليمية وفاعلية سياستها الخارجية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال نجاح هذا البلد العظيم فى تأمين منظومة كاملة من النجاحات بالداخل المصرى.. فإذا ما تحقق ذلك، كان لمصر فاعليتها وقدرتها على التأثير فى جوارها وإقليمها.. أما إذا ما بقيت مصر فى سكونها، أو أوضاعها الحالية (يناير 2013)، أو قررت العودة بسياسات من الماضى السحيق باعتباره الخلاص والنافذة إلى الطهارة والانسجام الإنسانى مع آمال وشعوب الإقليم؛ فلن يكون أمامها سوى سياسات تقود إلى الشعبوية والديماجوجية والكذب والمظهرية.. وربما الصدام مع خصوم لها فى المنطقة أو على مستوى العالم تحقيقاً للمكانة وإظهار السطوة.. ولن يتحقق لها أيهما إلا من خلال التغيير والجدية والعمل والالتزام بمنظومة متكاملة من القوانين العادلة التى تسود وتطبق على جميع المصريين بمساواة وموضوعية ودون تفرقة بين مصرى وآخر.. أما القول بإحداث تغييرات جوهرية فى مواقف مصر وتوجهاتها.. فإن هذا لن يؤدى إلا إلى المزيد من إهدار الإمكانات والموارد، ولن يحقق الأهداف المطلوبة خاصة أن العناصر الحاكمة للمعادلة الدولية الحالية لن تتغير بين ليلة وضحاها، بل ستأخذ -إذا ما تغيرت- عقوداً ممتدة.{left_qoute_1}

وجاء فى كتابى «شاهد على الحرب والسلام»، وفى خاتمته، الكثير من الإشارات التى تكرر هذه القناعات التى تحدثت بها بعاليه، بشأن السياسة الخارجية والداخلية لمصر.

من ناحية أخرى، سوف يلاحظ القارئ الكريم، عند تناولى جوانب السياسة الخارجية المصرية فى «المستقبل»، أننى أتحدث عن «الاستمرار» فى كذا وكذا؛ لاقتناعى أننا فعلاً ننفذ حالياً كل هذه الإجراءات التى تحقق سياسة فاعلة مجزية لمصر ستعود عليها وعلى أوضاعها الداخلية بالكثير من الخير.

-3-

فعندما تلقيت من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية دعوة للتحدث أمام الندوة الاستراتيجية للقوات المسلحة، عبرت عن عميق الشرف والسعادة والقبول الفورى لها.. وأبلغنى ناقل الدعوة اللواء عبدالمنعم كاطو أن المطلوب التحدث أمام الندوة فى المحور السياسى لها وذلك ضمن مجموعة محاور محددة تستهدف احتفال مصر والقوات المسلحة بالعيد الثانى والأربعين لنصر أكتوبر. وأضاف أن المحور المخصص لى للحديث فيه، ثم الكتابة بشأنه لتضمينه كتاباً يصدر عن الندوة، عنوانه «إدارة العمل السياسى الاستراتيجى لبناء مصر المستقبل انطلاقاً من روح أكتوبر».

أخذت أتدبر وأتأمل عنوان الحديث واستشعرت أن هذا العنوان يتعلق فعلاً بعنصرين أساسيين يجب التحدث بشأنهما والكتابة فيهما.. إلا أننى أيضاً قدرت أن مفتاح العنوان والأسلوب الأمثل للتركيز على الموضوع ينطلق أساساً من قراءة جملة محددة هى «انطلاقاً من روح أكتوبر»، وأن هذا النصر الكبير الذى تحقق للقوات المسلحة، ولمصر، فى أكتوبر من عام 1973، وفى وجه تحديات وصعاب غير مسبوقة فى التاريخ المصرى، هو أمر قابل للتكرار اليوم فى مواجهة ظروف مختلفة وإن كانت تمثل حرباً ضروساً للانتقال بمصر إلى عصر جديد لها يأخذها إلى مصاف الدول والمجتمعات العظيمة ويلحق بالقرن الحادى والعشرين.

وفى هذا الإطار فإن للقوات المسلحة دوراً لا يمكن إنكاره بما تتمتع به من وطنية وحسن إدارة وانضباط وتحقيق النقلة النوعية للمجتمع المصرى التى يتشوق إليها.

من هنا أخذت أفكر ملياً فى مغزى ومعنى جملة «روح أكتوبر» التى هى عنوان الندوة الاستراتيجية، وتأتى أيضاً فى سياق عنوان حديثى أمامها.

-4-

والحقيقة أن روح أكتوبر، من وجهة نظرى، ينبغى ألا تركز فقط على قدرة جيش مصر وقواتها المسلحة فى العبور الباهر لقناة السويس (سعت 1405 من ظهر 6 أكتوبر 1973) مدعومة بالمدفعية والطيران وتدمير خط بارليف وتمسكها بالأرض داخل سيناء واحتوائها للثغرة، الأمر الذى فتح الطريق للعمل السياسى لاستكمال إعادة سيناء إلى الوطن بالكامل، ولكن أن يأتى التركيز على المعركة الاستراتيجية المتكاملة التى تمت من خلالها إدارة الحرب فى شقيها العسكرى والدبلوماسى، والفهم العميق لمغزى العمل العسكرى باعتباره امتداداً للسياسة بوسائل أخرى، وأن هناك مراحل من العمل العسكرى والدبلوماسى لتحقيق هدف الحرب.. وهى معانٍ أثق أنها لا تخفى عنا ونحن نتدبر معركة اليوم سواء فى مكافحة عمليات الإرهاب وما يحيط بالمنطقة من تهديدات خطيرة أو تحديات للانتصار فى معركة النمو والتطور والبناء وتغيير ثقافة التناول المجتمعى وغير ذلك من معارك سنخوضها وننتصر فيها بإرادة الله والشعب..{left_qoute_2}

وأضيف أنه وفى إطار التفكير فى مفهوم «روح أكتوبر» أرى أن هناك صفات وقيماً يجب ألا تغيب عن المتابع المدقق لما حدث، وما سوف يحدث مستقبلاً.. قيم مثل الشجاعة.. شجاعة القرار.. شجاعة الرجال.. ومفاهيم أساسية فى تحقيق الهدف الأكبر.. مفهوم المبادرة والمبادأة.. عنصر التصميم والعناد.. والاستعداد للتضحية بالنفس.. فكرة الولاء للوطن والأمة والدين.. الفهم العميق للمهمة المطلوبة وكيفية تحقيق الهدف من خلال الموارد المتاحة.. وبذا تبنى الاستراتيجية الناضجة التى تحقق النصر وتؤدى إلى كسر إرادة الخصم.. وهى كلها مفاهيم وعناصر تم التمسك بها بوضوح فى إطار معركة أكتوبر فى شقيها العسكرى والدبلوماسى.. وأخيراً الحكمة والواقعية التى يجب بها معالجة الأمور والتحديات.. وقد يكون من المناسب، ونحن نبحث فى روح أكتوبر وتأثيراتها فى الانطلاق للمستقبل، أن نتطرق بقدر من الإيجاز لبعض الأمثلة فى الكيفية التى أديرت بها هذه المعركة التاريخية الكبرى لعلها تساهم فى صياغة روح المستقبل انطلاقاً من الماضى القريب، ثم نتعرض بعد ذلك لتحديات إدارة المعركة الاستراتيجية والسياسية للمستقبل.. وهو الشق الآخر لهذا الحديث.

-5-

أولاً- روح أكتوبر ومعركة 1973:

1- أقول بدايةً إن روح أكتوبر تتمثل وبشكل واضح محسوس فى هذه المعركة التدريبية الكبيرة والممتدة التى بدأتها القوات المسلحة فى أعقاب هزيمة 5 يونيو وامتدت إلى سنوات وسنوات من العرق والجهد إعداداً لهذا الجيش بكل عناصره وأفرعه الرئيسية للمعركة المقبلة وفى الوقت الذى تختاره القيادة السياسية والعسكرية عندما تتأكد من أن أغلبية ساحقة فى شعب مصر تعى الموقف وتؤيد القيادة.

2- يدور الحديث دائماً عن شجاعة القرار.. وأقول إن هذه الشجاعة تتبدى فى اجتماع لمجلس الأمن القومى عقد فى مساء يوم 30 سبتمبر 1973 برئاسة الرئيس وأركان الحكم والدولة فى مصر.. ويقول فيه الرئيس (وتطرقت إلى ذلك فى كتابى «شاهد على الحرب والسلام» الصادر فى أكتوبر 2013): «إن القوات المسلحة المصرية قد جرى إعدادها على مدى الفترة من أكتوبر 72 إلى سبتمبر 1973 بشكل يتيح لها قدرات وإمكانات كبيرة للعمل العسكرى.. وإن الأمر يتطلب بالتالى أن نقرر قرارنا بالمضى إلى المعركة المسلحة. وإن المطلوب من هذا الجيل من أبناء مصر أن يسلم الجيل المقبل من أبناء الوطن أوضاعاً مصرية مستقرة وبلداً غير محتلة أراضيه».

وتطرق القائد العام للقوات المسلحة إلى الموقف قائلاً: «إن الظروف الحالية والعسكرية لا تمكّن مصر أو تتيح لها تحرير كامل الأرض فى ضربة واحدة شاملة، وأن أوضاع القوات المسلحة أصبحت مطمئنة إلا أن الوقت والتطورات والدعم الأمريكى لإسرائيل تؤشر إلى أن التطورات العسكرية قد لا تكون لصالحنا إذا ما انتظرنا كثيراً.. وإنه يرصد أن الفارق بين الجيشين المصرى والإسرائيلى يزداد لصالح إسرائيل.. من هنا يجب التحرك الفورى، والمؤكد أن العدو لن يكسب المعركة ضدنا».

وهكذا اتخذ قرار الحرب وبشجاعة فائقة وفى التوقيت المناسب فى مواجهة تحديات غير مسبوقة..

-6-

3- أما ما يتعلق بمفهوم المبادرة والمبادأة، فإنه بالإضافة إلى أن قرار العمل العسكرى وبالشكل الذى تم عليه يمثل فى الحقيقة تجسيداً واضحاً لكل هذه المفاهيم، كما أن الشق العملياتى يعكس هذه المفاهيم بوضوح كامل، فالظهور المفاجئ للوحدات البحرية المصرية، وبقوة مناسبة، فى مدخل مضيق باب المندب، يكشف الوعى الدقيق لتأثير القوة البحرية فى الإطار الاستراتيجى العريض للعمل العسكرى المصرى، وأرسل فى حينه رسالة محددة صارمة بأنه لا معنى لسيطرة إسرائيل على مضيق تيران وصنافير فى مدخل خليج العقبة طالما أن مصر تغلق البحر الأحمر وطرق الاقتراب من ميناء إيلات فى وجه الملاحة الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى إسرائيل.. ولم تخفَ هذه الرسالة عن إسرائيل وكل داعميها فى الغرب.

4- ولم يغب مفهوم الابتكار عن عقل وروح المقاتل المصرى. ولا شك أن مَدافع المياه (الطلمبات القوية العملاقة). ساهمت بشكل محورى حاسم فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى الركامى الصخرى على جانب القناة وسمح للقوات بالعبور والوصول بقوة إلى الجانب الآخر من قناة السويس فى وقت قصير لم يتح للعدو فرصة استخدام احتياطياته فى العمق.. ومثل ذلك مفاجأة مذهلة.

5- أظهرت روح أكتوبر القوات الجوية المصرية فى صورة رائعة من التصميم والعناد.. وجاءت الضربة الجوية بتخطيط ممتاز ودرجة عالية من التصميم والدقة فى التصدى للأهداف الاستراتيجية أو التكتيكية كما أظهرت هذه الروح تصميم القوات الجوية على عدم السماح للعدو بتكرار ما فعله فى 5 يونيو 1967 من ضرب مفاجئ للقواعد الجوية والمطارات، وكانت المقاتلات المصرية وبأعداد وفيرة متربصة بالعدو عند اقترابه من الأهداف المصرية الحيوية أو المطارات والقواعد، وتمثلت روح أكتوبر أيضاً فى معنى التضحية والوفاء للوطن فى أداء طيارى الهليكوبتر المصريين الذين قاموا بنقل القوات الخاصة والمحمولة جواً إلى عمق سيناء وبهدف قفل بعض الممرات الحيوية فى مناطق المحور الجنوبى للجبهة أو توصيل أفراد ووحدات الاستطلاع إلى عمق الجبهة وبذا تمكين القوات المسلحة من رصد كل تحركات العدو بشكل كامل وفى توقيتات مناسبة تتيح للجيش الإعداد والمواجهة فى إطار المعركة المستمرة والممتدة، وعلينا أن نقدر بكل احترام التكلفة العالية التى تحملها الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى هذه العملية النوعية.

-7-

6- وتتبدى، مرة أخرى، روح أكتوبر فى قتال الفرق الرئيسية للجيش فى تدمير خط بارليف بكل حصونه، ثم الدفاع عن رأس الكوبرى لكل فرقة مشاة.. ثم رأس الكوبرى المتكامل للجيش الثانى والثالث ضد هجمات شرسة سواء من القوات البرية الإسرائيلية أو القوة الجوية للعدو والتى نازلتها وحدات الدفاع الجوى وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وهزمتها شر هزيمة.. كشف ذلك عن إرادة وتصميم وعناد ورغبة للقتال غير مسبوقة فى التاريخ المصرى.

فى هذا السياق أيضاً لا يجب السماح بالتحدث فى شأن المعركة وعدم التصدى لجهود وتصميم وحدات المدرعات والمدفعية على كل المحاور أو وحدات القوات الخاصة التى دافعت عن المصاطب وجنوب طريق الإسماعيلية/القاهرة فى مقاومة وهزيمة الاختراق الإسرائيلى..

هكذا كانت روح أكتوبر: التخطيط السليم.. الشجاعة.. التصميم.. العناد.. التضحية.. المبادرة.. الوفاء... وكل الصفات الأخرى التى أظهرتها هذه الشخصية المصرية التى هى فى الحقيقة فى صلابة الجرانيت المصرى الشهير.

لقد عكس توقيت اختيار موعد الندوة أيضاً حقيقة روح أكتوبر؛ فلا شك أنه لا يغيب عنا أن «22 أكتوبر» هو أيضاً التاريخ الذى صدر فيه قرار مجلس الأمن رقم 338 لعام 73.. وهو القرار الذى طالب بوقف القتال وأشار إلى تسوية مقبلة تحقق لمصر هدفها من العمليات العسكرية فى أكتوبر 73..

وتضمنت ملاحظاتى، التى نشرتها فى كتاب «شاهد على الحرب والسلام» حول نهايات العمل المسلح قولى: «لقد حققت مصر، بعد ثلاثة أسابيع من القتال الممتد، هدفها من الحرب وفرضت على عدوها أوضاعاً استراتيجية جديدة فرضت عليه التعامل مع حقائقها.. وهى وجود قوات مسلحة مصرية قادرة وفاعلة على كل الجبهات والمحاور، سواء على الأرض أو فى البحر وأخيراً بالجو».

-8-

7- وتبقى نقطة أخيرة فى هذا الشق المتعلق بـ«روح أكتوبر» وتؤشر إلى الحكمة التى أدارت بها القيادة السياسية والعسكرية المعركة فى شقيها العسكرى والدبلوماسى.. سواء فى قمة العمل العسكرى فى أكتوبر 73 أو العمل الدبلوماسى فى السنوات التالية وصولاً إلى تحرير كامل التراب الوطنى المصرى فى سيناء فى 26 أبريل 1982.. ثم المعركة الدبلوماسية القانونية بشأن منطقة طابا التى تم استعادتها بالكامل عام 1987، ولن أتطرق هنا إلى تفاصيل محددة تعكس هذه الحكمة والواقعية التى أديرت بها الأمور فى مواجهة التحديات طوال هذه الفترة الممتدة من 6 أكتوبر 73 وحتى تحقيق الانسحاب الإسرائيلى الكامل.

وسوف نتناول غداً، فى الجزء الثانى من المقال، «الإدارة السياسية والاستراتيجية للمستقبل».

 


مواضيع متعلقة