التعليم الفنى الزراعى

ماهر أبوجبل

ماهر أبوجبل

كاتب صحفي

يحدونى أمل أن أجد وزيراً فى وزارتنا الغالية يبدأ فى تفكير استراتيجى خارج الصندوق ليخرج بنا من واحدة من أهم مشاكلنا فى المهنة ألا وهى ضعف الكوادر المهنية داخل المجال، خاصة الكوادر الفنية، وذلك ناتج عن ضعف التعليم الفنى، وقلة العدد المتاح من خريجيه لسوق العمل الزراعى.

ظهر هذا فى الضعف الإبداعى من الجيل الجديد نتيجة الضعف العام فى التأهيل الدراسى داخل مدارس التعليم الزراعى، فلم يعد هناك مبدعون فى التدريس الزراعى نتيجة ضعف التأهيل الفنى لكثير من القائمين على هذا النوع من التعليم الذى لم يخرج من عباءة معلومات القرن الماضى فى التدريس، مفتقدين التواصل مع الجديد فى المجال من خلال التواصل مع المؤسسات الخاصة من مزارع وشركات والتى وصل مستوى التطوير فيها إلى درجة عالية من العلم والتكنولوجيا.

الوضع الحالى فى التعليم يكشف، طبقاً للتقرير الصادر عن التنافسية العالمية (GCI) لعام 2015، والذى يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادى العالمى من إجمالى 140 دولة على مستوى العالم، أن مصر جاءت فى المركز الأخير فى جودة التعليم والمركز قبل الأخير فى جودة الإدارة المدرسية.

يهمنا من هذا التقرير أن نقدم حلولاً، ولكن للتعليم الزراعى الفنى، وكلنا يعلم كم نعانى من قلة وكفاءة الفنيين المتاحين فى سوق العمل، كما أن وزارة الزراعة المنوط بها تنظيم ومتابعة كل ما يتعلق بالزراعة فى مصر لم تخرج بأفكار مساعدة فى الحل.

إذن أين الحل المقترح لهذه المشكلة؟

جميعنا على علم بتبعية مركز البحوث الزراعية بما يضمه من محطات بحثية منتشرة على مستوى الجمهورية وأيضاً تبعية مركز بحوث الصحراء والمحطات البحثية التابعة له المنتشرة فى بعض مناطق الجمهورية، جميعها يتبع وزارة الزراعة، كل هذه الوحدات البحثية تضم مجموعة من خيرة الباحثين الوطنيين الذين يعملون ليل نهار لتحقيق رفعة هذا الوطن. هؤلاء الباحثون على دراية وعلم بكل جديد فى العلوم الزراعية والتطبيقية يمكننا الاستفادة منهم مباشرة فى إعطاء دروس عن الجديد فى القطاعات الزراعية المختلفة طبقاً لكل تخصص لطلاب مراحل التعليم الثانوى الزراعى.

يأتى هذا من خلال برتوكول تعاون بين وزيرى الزراعة والتعليم ما قبل الجامعى ويكون من ضمن برنامج الدراسات العليا للباحثين ومن ضمن شروط الترقية تدريس منهج لهؤلاء الطلاب المصابين بالملل من مناهج ومدرسين ما زالوا يتكلمون عن تكنولوجيات زراعية من الستينات والسبعينات التى اندثرت وأصبحت علوماً بالية لا تفيد سوق العمل الحالية.