موجّه التربية والتعليم الذى مات بـ«ملهى الصياد» فى رحلة البحث عن دخل أفضل

كتب: إيهاب العجمى

موجّه التربية والتعليم الذى مات بـ«ملهى الصياد» فى رحلة البحث عن دخل أفضل

موجّه التربية والتعليم الذى مات بـ«ملهى الصياد» فى رحلة البحث عن دخل أفضل

بـ«بذلته» الأنيقة وهيئته المحترمة كان يخرج من منزله ليلاً بمنطقة الكيت كات إلى ملهى الصياد فى العجوزة.. السيارة تستغرق 5 دقائق فى الذهاب ومثلها فى العودة.. فى الصباح يتوجه إلى عمله بنفس «البذلة» أو بأخرى لا تقل أناقة وشياكة تحافظ على هيبته ووقار مهنته. {left_qoute_1}

يذهب فى المساء إلى الملهى قاصداً العمل والبحث عن لقمة عيش ومحاولة تحسين مصدر دخله بينما ينتظر نهاية كل شهر ليقبض من وزارة التربية والتعليم مرتبه الذى لا يتجاوز 2500 جنيه لأنه موجه تربية رياضية بالتربية والتعليم.

إنه سمير حسان.. واحد من ضحايا الملهى الليلى فى العجوزة، الذى كان ينادى عليه جميع العاملين فى الملهى أو غالبيتهم بكلمة «بابا». سمير كان يعمل فى الملهى ولم يعلم أن نهايته ستكون هناك، ولم يبالِ بأن هذا العمل سيجلب عاراً لأسرته وأولاده الستة. كان هادئاً طيباً لا يربطه بالملهى سوى العمل وهو «الكاشير» أو مراجعة حسابات المحل. كان يبحث عن عمل إضافى -كما يقول بعض زملائه لـ«الوطن»- بدلاً من أن يكون مرتشياً أو مزوراً أو يخون مهنته، لكنه أخفى عن الجميع عمله الثانى ليربى أبناءه ويوفر لهم متطلباتهم.

«الوطن» التقت أسرة الأستاذ سمير فى منزل متواضع عبارة عن غرفتين صغيرتين وصالة ضيقة للغاية تعكس تدنى الحالة المادية للأسرة، خاصة أن هذا المسكن الصغير الضيق كان يجمع كل أفراد الأسرة وعددهم 6 أفراد، غير الأب والأم. انهارت البنات «الأربع» وتعالت صرخاتهن مرددات: «مش عاوزين فضائح.. مش عاوزين فضائح»، وهنا واجهتهن الأم بقوة وكبرياء: «أبوكم مات بشرف، أبوكم مش فضيحة، أبوكم كان بيحسن من دخله والشغل مش عيب، أبوكم ملتزم وبيصلى وعارف ربنا. عيب، زمايله بيشهدوا له بالكفاءة وطهارة اليد».

أوضحت الأم، لـ«الوطن»، أن الأب كان سيخرج للمعاش خلال شهور وأنها منذ إعلان وفاته وهناك إشاعات مغرضة تطاردهم وهى تخشى أن تصل تلك الإشاعات إلى جهة عمل زوجها فتؤثر على معاشه وحقوقه المالية لدى وزارة التربية والتعليم.

 


مواضيع متعلقة