مرصد الأزهر: "داعش" استهدف 20 دولة ونفذ أكثر من 83 هجوما إرهابيا في 18 شهرا

05:12 م | السبت 05 ديسمبر 2015

كشف مرصد الأزهر أن 40% من الجماعات المسلحة حول العالم بايعت تنظيم "داعش"، مؤكدا أن الكيان الداعشي منذ ظهوره في 2013 تطور بشكل كبير من حيث التمدد الجغرافي والديموغرافي وطبيعة النشاط العسكري والأماكن المستهدفة، وتحولت "داعش" من حركة محلية داخل العراق إلى إعلانها ما يمسى بـ"الدولة" أو "الخلافة" العالمية، وذلك عبر 10 أذرع فرعية حول العالم.

وأشار مرصد الأزهر في تقريره إلى أنه من الملاحظ مع مراحل التطور المختلف والسريعة لهذا الكيان، تتابع كذلك تغير مسماه، فمن "الدولة الإسلامية في العراق" إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في عام 2013، ثم "الدولة الإسلامية" في 2014 ذات التواجد الفكري والعسكري في 20 دولة حول العالم على الأقل، ومنذ إعلان ما يسمونه بـ"الخلافة" في يونيو 2014، انضمت 10 من أهم الجماعات المسلحة في إفريقيا والشرق الأوسط وتحول بالتالي اسم المناطق المسيطرة عليها إلى ما يسمونه "ولايات" تحمل راية "داعش".

ومن الجماعات المسلحة التي بايعت "داعش"، أمثال "بوكو حرام" في نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد، و"أنصار الدين" في مالي وليبيا، و"جند الخلافة"، و"المرابطون" في الجزائر ونيجيريا، وتنظيم "القاعدة" في المغرب الإسلامي، و"أبناء الدعوة للتوحيد والجهاد" في الأردن، و"أنصار الشريعة" في تونس وليبيا، و"كتائب عبدالله عزام"، و"أنصار بيت المقدس" في سيناء، و"مجلس شورى شباب الإسلام"، و"ألوية أحرار السنة" في بعلبك، وجماعة "أنصارو" في نيجيريا، و"الحركة السلفية الجهادية الأردنية"، و"القاعدة" في شبه القارة الهندية، وحركة "الخلافة" في باكستان والهند، و"أبو سياف" في الفلبين وماليزيا، و"جيش طيبة" في باكستان والهند، وجماعة "الأحرار"، وحركة "الجهاد الإسلامي".

وأشار مرصد الأزهر إلى أن التنظيم مؤخرا استهدف 20 دولة ونفذ أكثر من 83 هجوما إرهابيا، وانضمت إليه جماعات في 10 دول، علاوة على تركيز التنظيم الإرهابي هجومه في الآونة الأخيرة على المساجد، حيث وصل لـ18 اعتداء على المساجد، منها الذي تم هدمه بالكامل، وأكد المرصد أن الستة أشهر التي تلت إعلان الخلافة المزعومة لـ"داعش" شهدت عمليات أسر متكررة، مع قليل من الهجمات داخل الدول الغربية، وأن عام 2015 شهد انخفاضا في احتجاز الرهائن وتصاعدا في التفجيرات الانتحارية، لافتا إلى أنه من خلال رصد تطور العمليات الإرهابية للتنظيم من حيث المكان تبين تحول "داعش" من الإعدام في الصحراء إلى التفجيرات داخل الأحياء العامة، علاوة على أن يوم الجمعة هو الأعلى من حيث معدل تنفيذ الهجمات، وذلك لاستهداف أكبر عدد من المسلمين أثناء الصلاة بالمساجد.

وأشار المرصد إلى أن فرع "داعش" في إفريقيا وهي جماعة "بوكو حرام"، تستهدف المساجد الكاميرونية والنيجيرية، وبررت هجماتها بتواطؤ الشخصيات الإسلامية في هذه الدول مع السلطة غير الشرعية من وجهة نظرها، كما تستهدف الهجمات في غرب إفريقيا مقار الطرق الصوفية، وذكر المرصد أن التنظيم نفذ يوم الجمعة أكثر من 22 هجوما إرهابيا، يليه الأربعاء بـ14 هجوما، ثم السبت بـ12 هجوما، وباقي أيام الأسبوع من 9 إلى عشر عمليات إرهابية.

وفيما يتعلق باستخدام "داعش" لمواقع التواصل الاجتماعي، أكد المرصد أن المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل "يوتيوب" و"تويتر" و"فيس بوك" و"واتس آب" و"إنستجرام" أصبحت الأداة الأهم في يد الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها ومعتقداتها ووضع خططها وتنفيذ أهدافها وتجنيد أعضائها.

وتابع المرصد "مما يؤكد تطور استغلال داعش لمواقع التواصل الحديثة تأتي تصريحات وزير الداخلية الإسباني خورخى فيرنانيث دياث في الشهر الجاري بمجلس النواب، والتي تتضمن أن 80% من عمليات التجنيد الآن تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بينما 20% فقط تتم داخل السجون أو المساجد، فيما كانت هذه النسبة منعكسة في عام 2012، حيث كان يتم تجنيد الجهاديين في السجون ودور العبادة بنسبة ثمانية أشخاص من كل عشرة، بينما 20% فقط كان يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فيما يعكس تطورا ملحوظا في إدراك أهمية الوسائل الإلكترونية".

وأكد المرصد، أن موقع "تويتر" يحظى بالنصيب الأكبر من استخدام "داعش" في الوقت الراهن، ففي دراسة أعدها معهد بروكينجز حول تواجد داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح أن التنظيم قد استغل هذه المواقع، وبشكل خاص موقع "تويتر"، لنشر دعايته وإيصال رسائله إلى العالم، وفيما يتعلق بعدد حسابات مؤيدي "داعش" على "تويتر"، قدّرت الدراسة وجود أكثر من 46 ألف حساب، ويتوافق ذلك مع ما صرح به مؤخرا سكرتير الدولة للشؤون الأمنية بإسبانيا من وجود حوالي 46 ألف حساب على "تويتر"، منها 30 ألفا لأشخاص، والباقي لبرامج معلوماتية تحاكي الإنسان، وأن غالبية التغريدات باللغة العربية، بالرغم من وجود 18% باللغة الإنجليزية، و7% باللغة الفرنسية.

ويصل عدد حسابات الجماعة على تويتر وفقا لتقديرات أخرى إلى 90 ألفا، معظمها بسوريا والعراق، لكنها توضح أن هذه الحسابات تشمل "مؤيدين مخفيين" و"عملاء استخباراتيين" تابعين للتنظيم المتشدد بالإضافة إلى حسابات لعملاء استخباراتيين مناهضين له بهدف مراقبة نشاطاته الإلكترونية. وأضافت أن بعض تلك الحسابات كانت ناشطة ولكن تم تعليقها فيما بعد.

ولفت المرصد إلى أن الدراسة خلصت للتقدير الأصح لعدد حسابات المؤيدين العلنيين لـ "داعش" على "تويتر" قرابة 46 ألفا، بينما التقدير الأقصى لعدد حسابات المؤيدين لـ"داعش" على "تويتر" هو 90 ألف، ومعظم الحسابات تم إنشاؤها في عام 2014، وتحديداً في شهر سبتمبر، ومتوسط عدد التدوينات اليومية لكل حساب 7.3 تغريدة، ومعدل المتابعين لكل حساب هو 1004، وفيما يتعلق باستخدام الهواتف جاءت النتيجة 69% للهواتف العاملة على نظام "أندرويد"،و 30 % لهواتف "آي فون"، و1 % لهواتف "بلاكبيري"، كما يستخدم أنصار تنظيم داعش تطبيق Ask.fm للإجابة على بعض الأسئلة عن الحياة اليومية وعن أمور عادية، إضافة للتجنيد ضمن صفوف "داعش".