الدكتور محمد البشارى لـ«الوطن»: أجهزة استخبارات عالمية تقف وراء الهجمات الإرهابية.. والمنفذون «خوارج العصر»

كتب: وائل فايز

الدكتور محمد البشارى لـ«الوطن»: أجهزة استخبارات عالمية تقف وراء الهجمات الإرهابية.. والمنفذون «خوارج العصر»

الدكتور محمد البشارى لـ«الوطن»: أجهزة استخبارات عالمية تقف وراء الهجمات الإرهابية.. والمنفذون «خوارج العصر»

قال المفكر الإسلامى المغربى الدكتور محمد البشارى، أمين عام «المؤتمر الإسلامى الأوروبى»، رئيس الفيدرالية العامة لمسلمى فرنسا، إن أجهزة استخبارات عالمية تقف وراء الهجمات الإرهابية الأخيرة فى باريس، معتبراً أن المنفذين هم «خوارج العصر»، وموضحاً أن 12 ألف مقاتل أوروبى من الشباب والفتيات تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً انضموا إلى «داعش». {left_qoute_1}

وأضاف «البشارى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الفقر ليس سبباً للتطرف، وأن 19 شخصاً ممن شاركوا فى أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة كانوا من العائلات الكبرى فى العالم العربى، مشدداً على أن الإسلام «مختطَف» من قبل المتطرفين، ولا بد من دور قوى وفاعل لـ«الأزهر» حامل لواء علوم الدين.. وإلى نص الحوار:

■ كيف قرأت الأحداث الإرهابية التى ضربت فرنسا مؤخراً؟

- من ارتكب هذه الهجمات الإرهابية فى باريس قتلة وتكفيريون يريدون تدمير الأخضر واليابس، فلا يمكن تبرير الإرهاب تحت أى ذريعة، وفرنسا لها مواقف عادلة من كثير من القضايا، ولكن عليها ضبط النفس، وأنا أحذر من محاولات استهداف المساجد والشخصيات الإسلامية فى الغرب.

■ تقصد أن تلك الممارسات تنعكس بالسلب على الجاليات المسلمة بالخارج؟

- نعم، يدفع ثمنها الجاليات الإسلامية فى الغرب من تضييق الخناق عليهم فى أداء شعائرهم، وما تتعرض له المساجد فى بعض الدول ليس ببعيد، ومن نتائج ما حدث تفشى ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، أى الخوف المَرضى من الإسلام فى الغرب، علاوة على انتشار العنصرية التى ستتحول من شعور إلى ممارسات، ولعل حادث مجلة «شارل إيبدو» كان أكبر دليل على ذلك، حيث تم الاعتداء على كثير من المساجد ودور العبادة، وأنا أطالب علماء المسلمين بالتصدى لفكر المتطرفين وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة المتطرفين ممن يشوهون الإسلام ويرتكبون ممارسات وأعمالاً إجرامية وإرهابية لا تمت للدين بأى صلة. {left_qoute_2}

■ ما الرسالة التى سعى الإرهابيون لتوصيلها إلى فرنسا وغيرها من دول العالم بهذه الهجمات؟

- ما حدث أراه بمثابة رسالة إلى فرنسا التى تحارب بقوة ضد تنظيمات «داعش والقاعدة وبوكو حرام»، وجراء ما يجرى فى التحالف الدولى لمحاربة «داعش» فى العراق وسوريا، وهذه الهجمات المرتبة من قبل تيارات دينية لضرب ٧ مواقع فى توقيت واحد تقف وراءها أجهزة استخبارات عالمية لها مصلحة فى خلق صدام داخل المجتمع الفرنسى، وأولى ضحايا هذا الإرهاب هم المسلمون، وهذا العمل الإرهابى شنيع والإسلام برىء منه، ومن يرتكبون تلك الحماقات هم خوارج هذا العصر الذين يقولون بظاهر النص ويكفرون الناس ويحرقونهم.

■ كيف ترى الوضع فى فرنسا عقب تلك الأحداث؟

- بعد أحداث ١١ سبتمبر فى أمريكا تمددت الأحزاب العنصرية وبرز اليمين المتطرف، ومع اقتراب موعد الانتخابات للحكومات الجهوية فى فرنسا المقررة فى ديسمبر المقبل، أتوقع أن يصبح حزب «الجبهة الوطنية» فى الصدارة، ولكن بعد هجمات باريس أخشى من تطرف اليمين المحافظ وتطرف اليسار الحاكم معاً لمنافسة «الجبهة» فى الانتخابات باستغلال الهجمات التى ضربت باريس. {left_qoute_3}

■ ماذا عن خطبة الجمعة الموحدة لمواجهة الإرهاب؟

- نجح «المؤتمر الإسلامى الأوروبى» فى التوصل بالتنسيق مع قادة العمل الإسلامى والمراكز الإسلامية فى أوروبا والأمريكتين إلى لائحة اتفاق للعمل الدينى هناك تقضى بتوحيد خطبة الجمعة لتكون حول «قدسية الحياة وتحريم الغلو فى التكفير والتعايش السلمى».

■ ما الذى تنص عليه اللائحة؟

- اللائحة تنص على قيام الجاليات بأداء الصلاة على شهداء ضحايا العمليات الإرهابية والدعاء بأن يستتب الأمن والأمان لبنى البشر جميعاً لدعم قدسية الحياة وترسيخ التعايش السلمى، وهذا القرار بسبب التصعيد الإعلامى ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب عامة جراء الأحداث الإرهابية التى شهدتها باريس والتى ذهب ضحيتها 129 قتيلاً، وأمام القلق الذى يعيشه كثير من أبناء الأقليات المسلمة فى الغرب جراء تنامى ظاهرتى التطرّف الدينى و«الإسلاموفوبيا» كما أسلفت.

■ كيف ترى ظاهرة انضمام الشباب الأوروبى لـ«داعش»؟

- هناك حوالى 12 ألف مقاتل من أوروبا انضموا للتنظيم من شباب وفتيات أعمارهم تتراوح بين 16 و17 عاماً، وهى ظاهرة غريبة، والرسول (عليه الصلاة والسلام) قال: «سيأتى يوم على أمتى يكون الحليم حيراناً»، ولعلنا نذكر أن 19 شخصاً ممن شاركوا فى أحداث 11 سبتمبر كانوا من العائلات الكبرى والأغنياء، إذن الفقر ليس سبباً فى انضمام هؤلاء لقوى التطرف والإرهاب.

■ إذن.. مَن يساهم فى تمدد «داعش»؟

- للأسف، نحن نروج لأفكار التنظيم من خلال وسائل الإعلام وكل وسائل الاتصال الحديثة و«السوشيال ميديا»، و«داعش» وصلت عبر ذلك إلى الشباب واخترقت عقولهم وجعلت منهم قنابل قابلة للتفجير فى أى وقت.

■ ما الحل لمواجهة ذلك؟

- لا بد من مواجهة فكرية واجتماعية، فالقتل والحل الأمنى ليس كافياً، ولا بد من تفنيد أفكار «داعش» والرد على فتاوى التنظيم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة فليس من حق جماعة أن «تفتى» وتتحدث باسم الدين وترفع راية الجهاد، وبالتالى لا بد من مراجعة أفكارهم والرد عليهم فيما يتعلق بمسائل الجهاد والحاكمية والولاء والبراء والخلافة، والتحرك بشكل عاجل على أرض الواقع لتحصين الشباب قبل وقوعهم فى براثن هذه التيارات المتطرفة.

■ هل الإسلام «مختطَف» حقاً من قبل المتطرفين؟

- نعم، الإسلام مختطَف من قبل المتطرفين والمنتسبين إليه، ويجب على العلماء أن يستعيدوا الإسلام ويحرروه من أيديهم ولا بد من دور قوى وفاعل للأزهر الشريف حامل لواء علوم الدين.

■ ماذا عن دعوة شيخ الأزهر إلى «الاجتهاد الجماعى» فى قضايا الأمة؟

- أرى أن دعوة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى محلها، وعلينا البناء عليها.


مواضيع متعلقة