فى «اليوم العالمى للمعاق»: بأى ذنب يُهان؟

11:32 ص | الخميس 03 ديسمبر 2015

فى الوقت الذى يحتفل فيه العالم بيوم المعاق، يعيش عدد كبير من المعاقين فى مصر ظروفاً مأساوية، فتراهم أسرهم عاراً عليها، وسبة فى جبينها ينبغى عقابها وحجبها عن الأنظار، بتقييدها بالجنازير فى أرجل الأثاث على سبيل المثال، أو بإطفاء أعقاب السجائر فى جسدها، عقاباً على ذنب لم تقترفه. «طرة» من المناطق التى تضم عدداً كبيراً من المعاقين، ويلقون جميعاً معاملة سيئة، من بينهم الطفل «على» الذى تقيّده والدته فى أرجل الأثاث، خجلاً من منظره، وتتعامل معه باعتباره حيواناً يتبول مكانه، ويتناول طعامه وهو مقيد القدمين واليدين، فى بعض الأحيان.

الطفلة «ندى»، لم تسلم هى الأخرى من سوء المعاملة، حيث يطفئ والدها السجائر فى أجزاء متفرقة من جسدها، لإرهابها حتى تكف عن البكاء، وإن لم تستوعب ما يحدث لها، تقوم الأم بـ«عضها» فى ذراعها أو صعقها بالكهرباء، أما «أحمد»، فبعد وفاة والديه أعطته جدته لمتسول يتجول به طوال اليوم لجنى الرزق، وأحياناً تدفعه الجدة للذهاب إلى جمعيات خيرية، والفوز بكيلو لحمة أو بطانية.

معاناة معاقى «طرة» دفعت عدداً من شباب المنطقة لمحاولة مساعدتهم، بضمهم إلى جمعية أنشأوها بعنوان «بذرة التنمية»، لدمج المعاق فى المجتمع وتقبُّل إعاقته: «جمعنا 90 معاقاً، وعرضناهم على متخصصين وأطباء لمعالجتهم، وعشان يحسوا إن فيه إيد بتحس بيهم وتطبطب عليهم»، قالها محمد لطفى، عضو الجمعية، مؤكداً أن الإعاقة الذهنية لهؤلاء الأطفال، لم تمنعهم من تقبّل النصائح، ويجب معاقبة ذويهم على سوء معاملتهم. رغم عدم امتلاك شباب الجمعية النفقات الكافية، فإنهم يقومون بتعليم المعاق، عقب علاجه، حِرفاً يدوية، ليتبدّل حاله من طفل معاق ذهنياً يلفظه المجتمع إلى فرد مُنتج.