الولادة القيصرية: ظاهرها «الرحمة» وباطنها «العذاب»

كتب: سحر المكاوى

الولادة القيصرية: ظاهرها «الرحمة» وباطنها «العذاب»

الولادة القيصرية: ظاهرها «الرحمة» وباطنها «العذاب»

أصبحت «الولادة القيصرية»، من أخطر الظواهر السلبية التى أصابت المجتمع المصرى مؤخراً، لما تمثله من خطورة كبيرة على حياة الأم والجنين أو كليهما، خاصة عقب ارتفاع نسبتها لـ«52%»، والتى اعتبرتها منظمة الصحة العالمية «وباء»، نظراً لأنها كان من الضرورى ألا تتخطى الـ15%، إلا أن السيدات يلجأن إليها خوفاً من «الطلق» فى الولادة الطبيعية.

قالت «هدى»، 25 عاماً، طلبت من الطبيب المتابع لحالتى ولادتى قيصرياً كونها لا تستغرق نصف ساعة، مشيرة إلى أن لديها فكرة مسبقة من أقارب وأصدقاء أن «الطبيعية»، صعبة للغاية، وتستغرق وقتاً أكبر.

وقالت «هدير»، وهى طبيبة صيدلانية: طالبتنى «حماتى» بعدم اللجوء للولادة القيصرية، إلا أنى أصررت عليها خوفاً من ألم «الطلق»، ولكنى ندمت بعد ذلك من ألم الجرح الذى لحق بى، مضيفة: «فى الحمل الثانى واجهت مصاعب شديدة وآلاماً أثناء الحمل، وطالبت الطبيبة بأن تقوم بإجراء الولادة الطبيعية، إلا أنها رفضت بحجة أنه لا يمكن إجراؤها بعد القيصرية، ولو تم اللجوء إليها، فسأتعرض للمخاطر أنا والجنين».

أما «منى» 27 سنة، فقالت إن الطبيبة التى تجرى معها متابعة الحمل هى التى حددت أن تكون الولادة قيصرية، دون أخذ رأيى، مشيرة إلى أنها منذ أن كانت فى الشهر السابع للحمل قالت لها الطبيبة إن الجنين فى وضع لا يسمح بالولادة الطبيعية، إضافة إلى أن الماء حوله فى انخفاض، والذى على أثره تمت الولادة القيصرية على الرغم من معرفتى بمخاطرها. وأضافت: علمت أن الطبيبة تريد إجراء «القيصرية» رغبة فى ارتفاع تكلفتها وسهولة إجرائها، و«لكن ما باليد حيلة».

وقالت «سلمى»: اضطررت للجوء إليها رغبة منى فى عدم إلحاق أى أذى بابنى، كما يتردد فى الولادة الطبيعية، بأن يحدث مشكلات صحية أثناء الولادة الطبيعية، خاصة أننى كنت أُعالج حتى يحدث الحمل.

أما «أحمد»، فأكد أنه وافق على إجراء زوجته لـ«القيصرية» خوفاً عليها، وأنها فى الشهر الأخير من الحمل أصابها الرعب من ألم الولادة الطبيعية، فطالبنا الطبيب بإجرائها على الرغم من عدم وجود ضرورة طبية تستدعى ذلك.

وقال الدكتور عمرو حسن، استشارى النساء والتوليد بكلية طب قصر العينى، إن أسباب «القيصرية» متنوعة، ومنها عدم ممارسة الرياضة، ووجود موروثات ومفاهيم خاطئة لدى الأم، كما أن الأزواج يفضلونها لظروف العمل، إضافة إلى الاختلاف فى الأجر يكون محل إغراء لبعض الأطباء، وكذلك تقدم سن الزواج لدى الإناث، مشيراً إلى أن ارتفاع نسبة القيصرية لـ52% خطر يهدد النساء، ويرهق خزانة الدولة.

وعن الحلول للحد من الولادة القيصرية قال «حسن»، إنه لا بد من وضع بروتوكولات محددة للولادة، وإعادة تأهيل الأطباء وتدريبهم على الولادة الطبيعية، وحظر إجراء القيصرية بالعيادات الخاصة، ووضع خطة قومية لخفضها وزيادة أعداد الممرضات المؤهلات، مشيراً إلى أن مخاطرها قد تصل للوفاة.

وأشار إلى أن الأطفال الذين يتم ولادتهم قيصرياً يعانون من مشكلات التنفس، ويستخدمون اللبن الصناعى الذى يعتبر مكلفاً على الأسرة والدولة، فضلاً عن ضعف مناعتهم، وإصابة أغلبهم بـ«التقزم»، والتى وصلت إلى نسبة 29% بين أطفال مصر دون الخامسة.

{long_qoute_1}

وقال الدكتور محمد مراد يوسف، نائب مدير مستشفى الجلاء، إن ارتفاع نسبة الولادة القيصرية يرجع إلى رغبة السيدات، واستغلال بعض الأطباء للحصول على مبالغ كبيرة فى وقت قصير، بدلاً من الانتظار بجانب المريضة لمدة تصل ليوم كامل حتى تلد طبيعياً، موضحاً أن منح السيدة أو أهلها حرية الاختيار بين الولادة الطبيعة والقيصرية أكبر خطأ، والسبب الرئيسى فى ارتفاع نسبتها لـ52% على الرغم من أن التوصيات العالمية تطالب بعدم زيادة نسبتها على 15%.

{left_qoute_2}

وأوضح الدكتور أحمد العيسوى، إخصائى نساء وتوليد، أن للولادة القيصرية مخاطر كبيرة سواء على الأم أو الطفل، إضافة إلى أنها ظاهرها «الرحمة»، والتى تتمثل فى سرعة إجرائها وعدم المعاناة خلالها، وباطنها «العذاب» من حيث آلام التخدير والمخاطر التى تصل للوفاة لكليهما، إضافة للآلام والتى تستمر وتعوقها عن إرضاع الطفل طبيعياً، وأن الرضاعة الصناعية تؤثر على صحة الأم والطفل.

{long_qoute_2}

وقالت الدكتورة آمال عبدالحى، طبيبة نساء وتوليد، إن هناك أسباباً تؤدى للجوء للولادة القيصرية مثل تعرض الأم لتسمم الحمل، أو وجود سبب طارئ يهدد حياة الأم أو الجنين، أو سبب جسدى كضيق فى عظام الحوض أو ورم ليفى بعنق الرحم.

وأشارت «آمال» لـ«الوطن»، إلى أن العديد من السيدات خاصة المتزوجات حديثاً، واللاتى يكون أول حمل لهن، يلجأن للولادة القيصرية، خوفاً من ألم «الطبيعية».

{left_qoute_1}

وقال الدكتور عبداللطيف جابر، مسئول نظام وترصد وفيات الأمهات بالإدارة العامة للطفولة والأمومة، إن «القيصرية» ذات مخاطر داهمة على الأم والطفل، والتى تصل لحد الوفاة لأحدهما أو كليهما، أو الإصابة بالعقم نتيجة الالتصاقات التى تحدث نتيجة الجراحة التى يتم إجراؤها قيصرياً.

 


مواضيع متعلقة