خبراء: تصدير مصر سلعا إلى روسيا بدلا من تركيا "فرصة ذهبية"

كتب: محمود عباس

خبراء: تصدير مصر سلعا إلى روسيا بدلا من تركيا "فرصة ذهبية"

خبراء: تصدير مصر سلعا إلى روسيا بدلا من تركيا "فرصة ذهبية"

أعلن وزير التجارة والصناعة طارق قابيل، تقديم عرض لنظيره الروسي، دينيس مانتوروف، يقضي بسد مصر احتياجات روسيا من المنتجات التي كانت تستوردها من تركيا، عقب صدور قرار روسي بوضع قيود على الاستيراد من تركيا.

"الوطن" استطلعت آراء خبراء اقتصاديين حول الجدوى التي قد تعود على مصر حيال تنفيذ تلك الخطوة، حيث أشاد الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، بالعرض الذي قدمه وزير الصناعة والتجارة لروسيا، مؤكدا أن ذلك العرض يدل على أننا أصبح لدينا وزيرا سياسيا يستطيع أن يستغل المواقف لصالح مصر بشكل كبير، بخاصة بعد الجفوة التي شهدتها العلاقات المصرية الروسية عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ومنع الرحلات السياحية لشرم الشيخ، وحظر دخول رحلات منها لموسكو.

{long_qoute_1}

وأضاف عبده لـ"الوطن"، أن ذلك القرار يعطي إشارة إلى أن مصر على استعداد دائم لمساعدة الصديق الروسي في هذه الأزمة، وهذا يعزز عملية التبادل التجاري المشترك بين البلدين، مؤكدا أن الجانب الروسي أبدى قبولا لعرض الوزير بأن تكون مصر هي البديل بعد وقف استيراد المنتجات من تركيا، بدليل هناك طائرة اتجهت إلى روسيا محملة ببعض البضائع مثل الخضروات والفاكهة وبعض السلع، إلى جانب إمكانية استفادة مصر من تلك الظروف عبر تصدير بعض المواد الغذائية الأخرى والألبان والجلود وغيرها.

وأشار رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إلى أن تلك الفرصة يمكن أن تعمل على زيادة حجم الصادرات المصرية التي تأثرت كثيرا خلال الأشهر التسع الماضية بنسبة 22% عن معدلها الطبيعي، وهذا أدى إلى الإطاحة بوزير التجارة والصناعة السابق منير فخري عبدالنور، مؤكدا أن مصر يمكنها أن تغطي عجز العملة الأجنبية الصعبة من خلال تلك الخطوة.

وأضاف عبده أن مصر يمكنها أن توفر 4 مليارات دولار من تلك الخطوة إذا ما تم استغلالها بنجاح، لافتا إلى أنه يمكن استغلال ذلك العرض من خلال استيراد مصر لبعض المواد الغذائية من روسيا كالقمح، مقابل تصدير ما تحتاجه من سلع أخرى كالخضروات والفاكهة، مشددا على أن تلك الخطوة تحمل ردا غير مباشر من مصر على تركيا التي تدعم بعض الجماعات المخربة والعابثة بأمن البلاد واستقرارها.

بدوره، أشاد الدكتور مصطفى بدرة أستاذ التمويل والاستثمار، أن العرض المصري بتصدير بعض السلع لروسيا بدلا من تركيا، سيكون له تأثير كبير على حجم التجارة والمنافسة، مؤكدا أن تلك الخطوة تعتبر فرصة ذهبية لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية كدول شرق آسيا وإفريقيا، حتى يتسنى لنا توفير الاحتياجات الكافية من العملة الصعبة.

وأوضح بدرة لـ"الوطن"، أن تلك الخطوة لا يجب أن تكون قاصرة على الحكومة فقط، بل إن رجال الأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص عليهم أن يكونوا سباقين لاستغلال تلك الفرصة، ويتم تقديم عروض من رجال الأعمال باستعدادهم لتصدير السلع المطلوبة لروسيا، لأنه سيكون هناك تبادل تجاري حقيقي بين مصر وروسيا لا يقتصر فقط على تبادل المنتجات، بل ستقوم مصر بتصدير ما تحتاجه روسيا من منتجات، وتقوم روسيا بإرسال ما يمكن أن نسميه بـ"صناعة السياحة"، والتي سيكون لها مردودها كبير وستساهم في زيادة العملة الصعبة، علاوة على بعض المنتجات الصناعية الأخرى التي يمكن أن تستوردها مصر، مثل مكونات السيارات والصناعات التكنولوجية.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى إمكانية فتح مجال آخر لتصدير المنتجات إلى روسيا غير الخضروات والفاكهة مثل منتجات الأدوية والمنسوجات، بدليل أن بعض الماكنيات التي تعتمد عليها فروع شركة غزل المحلة كانت صناعة روسية.