وسط تأمينات مشددة.. "فرنسيس" يزور مسجدا في إفريقيا الوسطى ويدعو لنبذ الصراع الديني

كتب: أ ف ب

وسط تأمينات مشددة.. "فرنسيس" يزور مسجدا في إفريقيا الوسطى ويدعو لنبذ الصراع الديني

وسط تأمينات مشددة.. "فرنسيس" يزور مسجدا في إفريقيا الوسطى ويدعو لنبذ الصراع الديني

وصل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم، إلى المسجد الكبير في الحي المسلم من بانجي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث يخطو البابا فرنسيس خطوة إضافية، نحو مسعاه التصالحي في إفريقيا الوسطى، بزيارة مسجد كودوكو في بانجي، في اليوم الأخير من جولته الإفريقية، معرضًا نفسه للعديد من المخاطر.

ويلتقي رأس الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، 5 أئمة سيقودونه إلى منصة ستجرى عندها مراسم قصيرة، على مقربة من مسجد الحي "بي.كا. 5"، الذي يخضع لحصار حقيقي، ولا يمكن لسكانه المسلمين الخروج منه للتبضع من غير أن يواجهوا خطر القتل.

ورغم أن المراسم لن تستمر أكثر من نصف ساعة، إلا أنها ستنطوي على أهمية رمزية كبرى، إذ ستوجه إشارة قوية من أجل الثقة والمصالحة بين مختلف الطوائف، التي تسودها مشاعر الريبة والخوف من الآخر.

ويوجه البابا فرنسيس، نداءً من كودوكو، يدعو فيه إلى عدم الخلط بين "الدين" و"نزاع" يستخدم فيه الإيمان ذريعة لخدمة مصالح خاصة، مؤكدًا ضمنًا أن النزاع في إفريقيا الوسطى يبقى سياسيًا، ولو أن الصراع يدور بين ميليشيات مسيحية ومسلمة.

وينتشر جنود القوة الدولية (10900 عنصر في جميع أنحاء البلاد)، والقوة العسكرية الفرنسية (900 عنصر)، وشرطة إفريقيا الوسطى في بانجي، لتأمين البابا في اليوم الأخير من جولة البابا الإفريقية، فيما يشهد محيط المسجد، مواجهات مسلحة بين ميليشيا سيليكا المسلمة وميليشيا أنتي-بالاكا المسيحية والأحيائية، غير أن مورو جاروفالو من مجموعة سانت ايجيديو الكاثوليكية، قال: "المسلمين ينتظرون البابا بورع وأمل".

وقال جاروفالو، خلال زيارته "حي بي.كا. 5": "رأيت الجهود التي بذلها شبان الحي المسلمون في الأيام الأخيرة، وكذلك مسؤولو مجموعة المسلمين من دينيين وسياسيين من اجل ترميم الحي، كما أنهم شكلوا مجموعات مراقبة ذاتية".

- رهان رابح في بانجي -

وبعد زيارة المسجد، يتجه البابا إلى مجمع بارتيليمي بوجاندا الرياضي، الذي يحمل ماضي سياسي وكاهن كاثوليكي من إفريقيا الوسطى، يعتبر "أب الوطن"، توفي عام 1960 بعد إعلان الاستقلال الذي ساهم فيه بصفته أول رئيس للبلاد.

ويتجول البابا فرنسيل، داخل سيارة الباباموبيلي، في الملعب الذي يتسع لـ30 ألف شخص، وسيحيي هناك قداسه الأخير على أرض إفريقية، ومن المتوقع بهذه المناسبة، أن يوجه نداءً أخيرًا إلى الأمة، لحضها على الخروج من أزمتها العسكرية-السياسية والأخلاقية.

ويمكن منذ الآن، اعتبار محطة بانجي، التي تستمر يومًا ونصف اليوم، بمثابة نجاح كبير ورهان ربحه البابا ضد المشككين والمتمنعين، ولقيّ البابا في معظم الأحيان، استقبال المخلص القادر على شفاء جسد ينخره المرض في العمق.

وبدا البابا واثقًا من نفسه وحازمًا في حضه على العودة إلى الحس الإنساني، بعيدًا عن "دوامة الانتقام التي لا نهاية لها"، ولم يذكر كلمة "مسلمين"، تأكيدًا منه ضمنًا على أن النزاع بين المسلمين والمسيحيين له جذور سياسية.

ودعا جميع مواطني إفريقيا الوسطى، إلى "عدم الخوف" من الآخر بسبب ديانته، والتحلي بالجرأة الضرورية للصفح عن الآخرين.

وافتتح البابا مساء أمس، في إفريقيا الوسطى بشكل مسبق سنة "يوبيل الرحمة"، التي أعلنها البابا كـ"سنة مقدسة"، مع تدشين "باب مقدس" في كاتدرائية بانجي، في بادرة رمزية تقليدية، حيث إن من يمر عبره ينال الغفران عن خطاياه، كما وجه نداءً إلى "كل من يستخدمون ظلمًا الأسلحة في هذا العالم، "داعيًا إلى التخلي عن أدوات الموت".

وتعقيبا عن تدشين "الباب المقدس"، طلبت الرئيسة الانتقالية كاترين سامبا-بانزا، وكان يغمرها التأثر "المغفرة" عن "كل الشرور" التي ارتكبت في النزاع الجاري منذ 2013، وقالت في كلمة أمام البابا: "جميعنا في أمس الحاجة إلى هذه المغفرة، لأن التطورات الأخيرة اللازمة، كانت بمثابة فظاعات ارتكبها أشخاص يصفون أنفسهم بأنهم مؤمنين باسم الدين".

ويعود البابا، بعد ظهر اليوم، إلى روما، مختتمًا جولة تضمنت 3 محطات مشحونة بالرمزية، في كينيا وأوغندا وإفريقيا الوسطى.


مواضيع متعلقة