يحدث فى «بحيرة مريوط»: الصرف الصحى يقتل الأسماك.. والبشر أيضاً
يحدث فى «بحيرة مريوط»: الصرف الصحى يقتل الأسماك.. والبشر أيضاً
صيادو الإسكندرية يشكون من نفوق الأسماك فى بحيرة مريوط
حالة من الذعر انتشرت بين أهالى وصيادى الإسكندرية، إثر نفوق كميات كبيرة من أسماك بحيرة مريوط، بسبب اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه البحيرة، ما أدى إلى تبادل وزارة الرى وهيئة الصرف الصحى والهيئة العامة للثروة السمكية الاتهامات بالتسبب فى الكارثة.
تبادل اتهامات بين «الرى» و«الصرف الصحى» و«الثروة السمكية».. و«شئون البيئة»: الصرف الصحى لم يقتل الأسماك.. ومخلفات المصانع هى السبب
وأكد الصيادون أن اختلاط مياه البحيرة بالصرف الصحى قتل الأسماك وقضى على أرزاقهم. وأشار نقيب الصيادين، إلى أن «استمرار تلوث البحيرة بالصرف الصحى والصناعى يضيع الثروة السمكية ويشرد الآلاف من الصيادين».
ورصدت «الوطن» عشرات الأطنان من الأسماك النافقة، عائمة على سطح مياه البحيرة، بالقرب من الطريق الصحراوى بمنطقة العامرية.
وتبين أن بعض الصيادين يجمعون الأسماك النافقة ويخلطونها بالطازجة لبيعها فى الأسواق بالمخالفة للقانون، وهو ما أثار ذعر الأهالى. وقال محمد علام، أحد صيادى بحيرة مريوط لـ«الوطن» إن الصيادين أبلغوا بأنفسهم عن جريمة اختلاط مياه البحيرة بالصرف لصحى، الذى نتج عن كسر «ريشة» المصرف العمومى للصرف، فى أثناء النوة الأخيرة، وهو ما أدى إلى نفوق الأسماك. وأضاف أنهم «يمنعون أى صياد معدوم الضمير يجمع الأسماك النافقة لخلطها بالطازجة وبيعها فى الأسواق». وأكد محمد الفار، نقيب الصيادين بالإسكندرية، أن «الحكومة لا تمنح أى اهتمام لبحيرة مريوط»، مشيراً إلى أن البحيرة تتلوث تارة بمخلفات المصانع المحيطة بها، وتارة أخرى بمياه الصرف، والنتيجة واحدة: نفوق الأسماك وضياع الثروة السمكية، وتشريد مئات الصيادين بأسرهم.
وأضاف «الفار» فى تصريحات لـ«الوطن» أن هيئة الثروة السمكية هى السبب الأساسى فى نفوق الأسماك، بسبب عدم تحركها سريعاً لإنقاذ البحيرة، بعد انكسار ريشة الجسر الفاصلة بين الملاحات ومصرف القلعة، ما أدى إلى وقوع الكارثة. وأشار إلى أن نقابة الصيادين تعتزم تقديم بلاغ ضد رئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الرى، والإسكان والمرافق، باعتباره مسئولاً عن الصرف الصحى، ورئيس هيئة الثروة السمكية، لتقصيرهم جميعاً فى حماية البحيرة.
وأوضح أنه «خلال النوة الماضية ارتفع منسوب مياه الصرف الصحى بمصرف القلعة، مما تسبب فى كسر فى ريشة الجسر الفاصلة بين مياه الصرف الصحى والملاحة، واختلطت مياه الصرف بالبحيرة». واستنكرت «الحملة الشعبية لتنمية منطقة القبارى ومينا البصل»، إهمال المسئولين فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع الكارثة، وقال عبدالعزيز الشناوى، عضو الحملة، إن المنطقة تشتهر بصيد أسماك البلطى، الذى يعتبر مصدراً رئيسياً للثروة السمكية، لتغطية احتياج المواطنين، خاصة الفقراء، لانخفاض سعره. وأضاف الشناوى لـ«الوطن» أن ما حدث كارثى ويجب تدخل المسئولين من وزارة الرى وهيئة الثروة السمكية لمعالجة الأمر سريعاً، لإنقاذ الصيادين ومئات الأسر من التشرد.
وتبادل مسئولو الصرف الصحى ومديرية الرى بالإسكندرية الاتهامات، إذ اتهم الفريق الأول المديرية، بالتقاعس عن إصلاح «الريشة» المكسورة، ما أدى إلى اختلاط المياه ببعضها. وقال اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، إن اختلاط مياه الملاحات مع مياه الصرف الصحى، ناتج عن ارتفاع منسوب مياه مصارف الرى بسبب الأمطار، وانكسار الريشة الفاصلة بين مياه الصرف الصحى والملاحات. وأضاف «نافع» لـ«الوطن» أن المجرى الطبيعى لمياه الصرف الصحى، هو مصرف القلعة غرب الإسكندرية، لكن نظراً لارتفاع منسوب المياه به لم يتمكن المصرف من استيعاب كميات الصرف الصحى المعتادة، مما تسبب فى الأزمة.
من جانبه، نفى المهندس سيد شلبى، وكيل وزارة الرى بالإسكندرية، إن السبب الرئيسى فى نفوق الأسماك بالملاحة كسر «ريشة» الجسر، التى حطمها ارتفاع منسوب المياه، نظراً لهطول كميات كبيرة من الأمطار، مشيراً إلى أن تلك المنطقة تقع فى نطاق مسئولية هيئة الثروة السمكية.
وقال «شلبى» لـ«الوطن» إن وزارة الرى بدأت فى توسعة مصرف القلعة التابع لمحطة التنقية الشرقية، من عرض 4 أمتار إلى 10 أمتار، تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأكد «شلبى» أن محطة التنقية الشرقية، هى محطة لمعالجة لمياه الصرف الصحى، وليست مياه الصرف الزراعى، مشيراً إلى أن مصرف القلعة ينقسم إدارياً بين وزارة الرى، التى تتولى الإشراف على الجزء الغربى منه، وشركة الصرف، تتولى الإشراف عليه فى منطقة دائرى المطار.
وزار الدكتور رجب أمين، مسئول جهاز شئون البيئة، البحيرة لمعاينتها، وقال إنه يستحيل أن يؤدى الصرف الصحى إلى نفوق الأسماك، لأن مياه الصرف فيها ما يفيد الأسماك عضوياً.
وأضاف لـ«الوطن» أن إلقاء المصانع المحيطة ببحيرة مريوط لمخلفاتها فى المياه، هو السبب الحقيقى لنفوق الأسماك، وسنتخذ قرارات فورية بمنع إلقاء المخلفات فى البحيرة إلا بعد معالجتها، وسنشترط على المصانع تركيب أجهزة وآلات خاصة بتلك المعالجات، كشرط وحيد للاستمرار فى العمل. وقال محمد على، كبير بائعى حلقة السمك بمنطقة الأنفوشى فى بحرى، إن الأزمة أطلت برأسها على سوق الأسماك بشكل عام فى المدينة، مشيراً إلى أن انتشار الأخبار عن بيع الأسماك النافقة، أدى إلى إحجام المواطنين عن الشراء خوفاً من الإصابة بالأمراض.
أسماك نافقة