المواطنون من قلب المحافظات: «الحمد لله.. أرحم من الجوع»
المواطنون من قلب المحافظات: «الحمد لله.. أرحم من الجوع»
![منافذ البيع الحكومية.. ملجأ الفقراء ضد جشع التجار](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6590240301448313931.jpg)
منافذ البيع الحكومية.. ملجأ الفقراء ضد جشع التجار
اعتبر عدد من أبناء محافظات المنيا والإسكندرية وأسوان والقليوبية أن وجبة الحكومة التى بدأ توزيعها فى منافذ القوات المسلحة وبعض المجمعات الاستهلاكية طوق نجاة أنقذهم من جشع التجار الذين يتلاعبون بالأسواق ويفرضون أسعاراً تزيد ميزانيات البيوت إرهاقاً، فيما أكد البعض أن الوجبة لن تكون الحل الأمثل، مطالبين بضبط أسعار الأسواق والتجار. ففى المنيا، عبر الأهالى عن سعادتهم بمقولة «يا بلاش، أنقذتنا من الجوع»، مشيرين إلى أن تلك الخطوة جاءت متأخرة بعد إنهاك محدودى الدخل على يد التجار الجشعين، مؤكدين نجاحها فى السيطرة على الأسعار.
«كامل»: الحكومة تبعث رسالة «نحن معكم».. و«عبيد»: اللحوم والأسماك «طعمها مش حلو».. و«سعاد»: «بألف على الوجبة بقالى أسبوع.. ومش لاقياها»
فتحى حافظ، موظف بـ«الأوقاف»، أكد أنه حرص على الوجود أمام مجلس مدينة المنيا، فى الساعات الأولى من الصباح، بعدما علم بطرح وجبات غذائية بسعر مخفض، مضيفاً أنه لم يكن يتوقع أن يحصل على وجبة مكونة من دجاج وخضار وفاكهة وصلصة بسعر 30 جنيهاً فقط، وتابع: أبنائى فرحوا كثيراً بتناول الوجبة، وطلبوا منى أن أحضرها لهم يومياً، وناشد الحكومة الاستمرار فى طرح تلك الوجبات مراعاة للفقراء والمحرومين.
ولفت عمران بديع «عاطل» إلى أن الغنى قبل الفقير عانى من الارتفاع الجنونى لجميع أسعار السلع الأساسية التى لا غنى عنها، والغلابة بالقرى يصرخون ليل نهار بعد أن وصل سعر كيلو «اللحمة الحمراء» إلى 80 جنيهاً، مضيفاً أن الحكومات السابقة فشلت فى ضبط الأسواق، وتابع: «لن أترك هذه الوجبة طالما يتم توزيعها، فسعر البيضة الواحدة التى تطعم طفلاً عمره عام بالكاد وصل إلى جنيه، واللحمة لا تدخل بيتى إلا فى الأعياد والمواسم».
من ناحيته، أكد اللواء صلاح زيادة، محافظ المنيا، ضرورة وصول تلك الوجبات لمستحقيها بهدف مواجهة ارتفاع الأسعار لرفع العبء عن المواطن، وشدد على ضرورة الاهتمام بجودة السلع.
وفى القليوبية، تباينت آراء أبناء المحافظة، ففى الوقت الذى أبدى فيه عدد كبير من المواطنين رضاهم عنها، شكك عدد آخر فى جودتها وقيمة محتوياتها فى ظل سعر الوجبة الذى لا يتعدى 30 جنيهاً فقط، ما أثار الشكوك لديهم فى جودة وحالة المنتج فى هذه الوجبات.
«مصطفى»: ليست متوافرة فى جميع الأماكن.. ومسئولو «التموين»: تعميم التجربة خلال أيام
وشهدت المناطق التى تم توزيع الوجبة فيها إقبالاً من المواطنين لتجربتها، وأكد عدد من المواطنين الذين حصلوا على الوجبة فى شبرا وطوخ، أنها ستسهم فى حل الكثير من المشكلات للمواطنين، خصوصاً بعد ارتفاع الأسعار بهذا الشكل فى الفترة الأخيرة، مطالبين بسرعة وصولها للمنافذ الدائمة بأسرع وقت. وقالت هدى السيد «مدرسة»، إن حل أزمة الغلاء يجب أن يقوم على تخفيض الأسعار فى الأسواق، لأن هذه الوجبات حتى ولو لبَّت احتياجات شريحة من المواطنين فهناك من يفضل شراء الخضراوات من السوق، ويفضل شراء اللحوم الطازجة، مناشدة الدولة أن تسرع فى اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة للضرب بيد من حديد على أيدى التجار الذين يحتكرون الأسواق ويسهمون فى غلاء الأسعار. من جانبه، أكد كامل السيد، أمين حزب التجمع بالقليوبية، أن هذا الإجراء من الحكومة سيكون له عدد كبير من النتائج الإيجابية على المجتمع المصرى ما يجعل المواطن يشعر بأن الحكومة والدولة تهتم به وتتحمل مسئوليته، فضلاً عن أنها تسهم فى علاج مشكلة الفقر، وهى رسالة واضحة من الدولة للشعب تقول: «نحن معكم»، ولكن فى الوقت نفسه يجب على الحكومة والدولة أن تسعى لإيجاد توازن بين الأجور وزيادة الأسعار ومواجهة الحلقات الوسيطة بين المنتج والمستهلك التى هى الأساس فى مشكلة الغلاء وارتفاع الأسعار، فكل حلقة تزيد فى سعر السلعة، وبالتالى تصل للمستهلك بهذا الثمن المرتفع، من جانبه، أكد المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، أن طرح هذه الوجبات للمواطنين أمر يؤكد أن القيادة السياسية والحكومة جادة فى مواجهة غلاء الأسعار.
وفى السياق، وجه اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، المسئولين إلى بدء توزيع الوجبات الكاملة بهايبر «الشيخ هارون» بمنطقة حى جنوب المدينة، مساء أمس الأول، وأشاد خلال زيارته لماركت «الشيخ هارون»، لبدء تنفيذ المبادرة بتنوع الوجبات، ما يمنح المواطن الفرصة لاختيار ما يناسبه ويكفى احتياجات أسرته. وأوضح حسام العربى، وكيل وزارة التموين بأسوان، أن الوجبات الكاملة متوافرة حالياً بفرعى الشيخ هارون والمدينة بجوار مقام الحارث بشارع السوق، وسيتم خلال أيام قليلة تعميمها على جميع فروع الشركة المصرية لتجارة الجملة على مستوى المحافظة.
وفى الإسكندرية، شهدت المجمعات الاستهلاكية توافد المئات من المواطنين عليها، أمس «الاثنين»، لشراء الوجبات، وسط تباين آراء المواطنين حول جودة الوجبة الغذائية ومكوناتها الرئيسية، وقالت سعاد محمد: «بلف على الوجبة بقالى أسبوع، من ساعة ما السيسى قال فى التليفزيون إنه عمل وجبات للشعب، والنهارده أول يوم أشوف الوجبة فى إسكندرية»، وتابعت: «كل يوم كنت بشترى وجبة الغداء بأكثر من 50 جنيه، وساعات كانت بتعدى 60 جنيه، دلوقت السيسى ربنا يكرمه خلا الوجبة بـ30 جنيه، وفيها كل حاجة يعنى مش هضطر ألف وأجيب الخضار واللحمة، لا كله موجود».
وقال حمدى عبيد، أحد العاملين بالقطاع الخاص، إن الوجبة التى تم طرحها فى المجمعات الاستهلاكية ليست كما تم الترويج لها من جانب وزارة التموين، مشيراً إلى أن الوجبات لا يوجد بها طماطم ويوضع بدلاً منها أكياس الصلصة، وأضاف: «اللحوم والأسماك فى الوجبة مجمدة، وأغلب طعم اللحوم والأسماك مش حلو، يعنى الوجبة دى رخيصة فعلاً عشان كل حاجة فيها مش أحسن حاجة»، وتابع أن «كل فرد من الممكن أن يجمع تلك الوجبة من السوق بذات الأسعار التى أعلنتها وزارة التموين»، لافتاً إلى أنه «لو تم حساب أسعار اللحوم المجمدة وأكياس الصلصة ومكونات الوجبة لن تختلف عن أسعار السوق العادية»، فيما قالت سعاد مكاوى، إحدى العاملات بوزارة التربية والتعليم: «الوجبة دى هترحمنا من حاجات كتير، وهتريح ستات البيوت جداً، لأن كل حاجة فيها جاهزة على الطبخ على طول».
وتابعت: «من أكثر المميزات فى الوجبات أنها مختلفة، فتوجد الأسماك والفراخ واللحوم والهامبورجر، مما يعنى أنها وجبات ترضى جميع الأذواق».
وقال أحمد مصطفى، أحد العاملين بجامعة الإسكندرية، إن الوجبات ليست متوافرة فى جميع الأماكن، لافتاً إلى أن المناطق الشعبية لا يوجد بها وجبات، نظراً لعدم وجود مجمع استهلاكى بالمناطق النائية، وأضاف «مصطفى»: «يعنى الوجبة معمولة عشان الغلابة، ومناطق الغلابة مفيش فيها مجمعات استهلاكية، يعنى برده مش هنعرف نشترى الوجبة، إلا بطلوع الروح».