من الإسلاميين إلى الإنجيليين.. الكنيسة الكاثوليكية الإفريقية تواجه تحديات عدة

كتب: أ ف ب

من الإسلاميين إلى الإنجيليين.. الكنيسة الكاثوليكية الإفريقية تواجه تحديات عدة

من الإسلاميين إلى الإنجيليين.. الكنيسة الكاثوليكية الإفريقية تواجه تحديات عدة

سيجد البابا فرنسيس في زيارته الأولى إلى إفريقيا، كنيسة في ذروة ازدهارها، وتمارس سلطة سياسية واجتماعية حقيقية، لكنها تواجه تحديات مخيفة، بدءا من التيارات الإسلامية انتهاء بالكنائس الانجيلية.

وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها البابا فرنسيس إلى القارة الإفريقية التي تشهد أسرع نمو للكاثوليك في العالم.

ويرى البعض، مثل الكاردينال الغيني روبرت ساره، أن الكنيسة الإفريقية الفتية، تجسد الأمل في تجديد الكنيسة في العالم.

ويبدي آخرون مزيدا من الحذر، ويشيرون إلى أن المسيحية التي أتى بها المرسلون فتية، لا يتجاوز عمرها القرن ونصف القرن، وأن الثقافة المسيحية هشة.

ويقول الأب إنجيلو رومانو، الخبير في جمعية "سانت إيجيديو"، إن الأنوار والظلال تتعايش، فالكنيسة الإفريقية كنيسة رسولية، تنادي بالسلام، وتدافع عن التعايش مع الأديان الأخرى، وما زالت تؤيد الديموقراطية.

لكنه يضيف أن أتباع الكنيسة يعانون هزالا شديدا، وأن مسؤوليها الدينيين يواجهون صعوبات في فهم التغيرات التي يعيشها المجتمع الإفريقي.

وتشكل حقيقتان تحديات خاصة لهذه الكنيسة، الأولى هي ظهور حركات إرهابية ومساجد للمتطرفين تمولها خصوصا بلدان الخليج، والثانية هي تأسيس كنائس إنجيلية أو كنائس العنصرة التي يتجه إليها الكاثوليك بأعداد كبيرة.

وفي كينيا وأوغندا وإفريقيا الوسطى، سيجد البابا فرنسيس مجموعات مسيحية تدافع عن نفسها حيال الحركات الإرهابية، والتهديد الذي تشكله حركة الشباب الإسلامية في الصومال، بعد مجزرة كينيا التي حصدت 150 طالبا في جامعة غاريسا في أبريل 2014، والخوف من جماعة "بوكو حرام" ومن مجموعات أخرى، حمل المسيحيين على اتخاذ موقف دفاعي.

وسيوجه البابا دعوات إلى التمسك بالتعايش السلمي والحفاظ على التسامح التقليدي بين المسيحيين والمسلمين، وتظهر في الأحياء أعداد كثيرة من كنائس العنصرة والكنائس الإنجيلية، المزدهرة والمحافظة، والتي تعد أيضا الأشخاص المأزومين بمعجزات.

في تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال الأب جيليو البانيز، الخبير في الشؤون الإفريقية في إذاعة "الفاتيكان"، إن كنيسة العنصرة هي ثمرة فشل التأقلم الثقافي للكنائس الموجودة، سواء أكانت كاثوليكية أم بروتستانتية أم أنجليكانية.

فالطقوس الكاثوليكية بقيت رومانية إلى حد كبير، والاحتفالات تجرى وسط أبهة كبيرة لا تمت بصلة إلى الثقافة الإفريقية، وتضطلع الكنيسة الكاثوليكية في عدد كبير من البلدان بدور سياسي معارض بمواجهة سلطات قوية، كما في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

ويقوم عدد كبير من الأساقفة والكرادلة، مثل رئيس أساقفة بانجي ديودونيه نزابالينجا، بجهود جريئة من أجل السلام الأهلي، رغم أنهم يعرضون حياتهم للخطر، ومن المتوقع أن يشجع البابا فرنسيس هؤلاء "الرعاة" القريبين من الناس، ورفع إلى رتبة كاردينال عددا كبيرا من الأساقفة منذ انتخابه في 2013.

في ضاحية كانجيمي في نيروبي، وفي مركز نالوكولونجو الخيري في كمبالا، أو في بانجي مع المهجرين اللاجئيين في إحدى الإبرشيات، سيشجع البابا ما يقوم به الكاثوليك في "الضواحي" لمكافحة الفقر والتهميش وعمليات التهريب.

وتتولى الكنيسة من جهة أخرى، إدارة آلاف المدارس، ومن الإيدز إلى "إيبولا"، تضطلع بدور بارز المستوصفات الكاثوليكية التي يشرف عليها أحيانا مرسلون أو راهبات أوروبيون.

وتتخذ الكنيسة الكاثوليكية الإفريقية مواقف متصلبة جدا على صعيد العادات والتقاليد، ففي أكتوبر، خلال السينودوس الأخير بشأن العائلة في الفاتيكان، انتقد الأساقفة الأفارقة الغرب "المنحط" و"الاستعمار" الأيديولوجي، ونددوا باشتراط البلدان الغربية لتقديم مساعداتهم، استصدار قوانين مؤيدة للإجهاض والمثلية الجنسية واعتماد أساليب منع الحمل.

وقدم الأفارقة أنفسهم على أنهم كبار المدافعين عن الأخلاق الجنسية والعائلية الكاثوليكية، فيما يقيم قسم من الكهنة وبعض الأساقفة علاقات مع نساء، كما ذكرت مصادر الفاتيكان.

وقال مصدر في الفاتيكان، طالبا عدم الكشف عن هويته، إنهم ملكيون أكثر من الملك، لكن كهنتهم هم الأكثر خصوبة، فرزقوا بأكبر عدد من الأولاد من عدد كبير من النساء.

ومن المتوقع أن يندد البابا بآفات أخرى، "فالميول إلى البهرجة والفساد" تنسحب على قسم من كبار رجال الدين، ويبدو ذلك عبر السيارات الفاخرة وحياة الرفاهية والمحسوبية ومسألة العادات والتقاليد، والتواطؤ مع طبقة سياسية فاسدة في بلدان مثل كينيا حيث تستولي النخبة على الثروات.

وسيطلب البابا فرنسيس أيضا من الكاثوليك الأفارقة تجاوز الأحقاد الأتنية، فيما تنبعث هذه الأحقاد في بوروندي بشكل بالغ الخطورة. فالفشل في منع وقوع الإبادة في رواندا في 1994 ما زال أكبر إخفاق تواجهه الكنيسة الكاثوليكية الإفريقية.


مواضيع متعلقة