بروكسل في حالة تأهب قصوى خشية اعتداءات "وشيكة"

بروكسل في حالة تأهب قصوى خشية اعتداءات "وشيكة"
تشهد بروكسل، يوما جديدا من حالة التأهب الأمني القصوى حيث لا يزال الجيش منتشرا والحركة شبه مشلولة خشية وقوع اعتداءات مماثلة لتلك التي أدمت باريس قبل 10 أيام، في وضع غير مسبوق في عاصمة أوروبا حيث يجري البحث عن عدة مشبوهين.
وأعلنت الشرطة الفيدرالية البلجيكية لوكالة "فرانس برس"، أمس، أن عمليات مختلفة لا تزال جارية ولا سيما في وسط بروكسل قرب الساحة الكبرى، حيث فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا بحسب مراسل "فرانس برس"، وكذلك فعلت في ضاحية شارلروا، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتؤكد السلطات أن العاصمة الأوروبية ما زالت عرضة لتهديدات "جدية ووشيكة"، في الوقت الذي لا تزال قوات الأمن تبحث عن مشتبه به رئيسي في اعتداءات باريس هو صلاح عبدالسلام، إضافة إلى مشبوهين آخرين تعتقد أنهم يستعدون لتنفيذ اعتداءات.
ومساء أمس قال متحدث باسم الشرطة لـ"فرانس برس" إن "العمليات الأمنية الجارية متصلة بالتهديد الإرهابي، والشرطة تطلب من وسائل الإعلام عدم الإدلاء بتعليقات بشكل مباشر حول التحركات الجارية مثل ذكر الموقع"، مؤكدا أن النيابة الفيدرالية "ستعقد مؤتمرا صحفيا حين ينتهي كل شيء".
وبعد التشاور مع أجهزة الأمن اتخذت الحكومة البلجيكية القرار بإبقاء مستوى الإنذار الإرهابي عند حده الأقصى، المستوى 4 (تهديد جدي ووشيك) لكل منطقة بروكسل (1.2 مليون نسمة) "والحد من المناسبات العامة وإبقاء إغلاق المترو"، كما أعلن رئيس الوزراء شارل ميشال، مساء أمس.
وقال ميشال إن "المدارس ودور الحضانة والجامعات ستبقى مغلقة غدا في بروكسل" وهو وضع غير مسبوق في بلجيكا، وسيتم إجراء تقييم جديد لمستوى الإنذار بعد ظهر الإثنين.
وأقر رئيس الوزراء البلجيكي بأن "التهديد يعتبر جديا ووشيكا".
وأضاف "ما نخشاه هو حصول هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في باريس ينفذها عدة أفراد مع هجمات في عدة مناطق تستهدف أماكن يرتادها الكثير من الأشخاص".
وكان تطرق السبت إلى هذه المخاطر واتخذ إجراءات استثنائية حولت بروكسل إلى مدينة مقفرة طوال نهاية الأسبوع، وإلى جانب إغلاق المترو بقيت الأسواق والمتاجر والساحات والمتاحف وبعض المقاهي مغلقة.
وقال باتريك النادل في مقهى "اتصلت مجموعة من 140 شخصا أمس لإلغاء حفلة، وعلى هذه الوتيرة سيلغي أيضا سوق الميلاد الذي سيفتتح الجمعة".
-ملاحقة عدة مشبوهين
وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جمبون "ثمة عدد كبير من المشتبه بهم، وهذا ما حملنا على تكثيف وسائل" مواجهة الوضع، مبررا هذا القرار غير المسبوق الذي شل كامل منطقة بروكسل، أي 19 دائرة.
ولم يحدد عدد المشبوهين فيما تلزم الحكومة الصمت بخصوص تقدم التحقيق.
وإذا كانت قوات الأمن تبحث عن عدد من المشتبه بهم، فهي تتعقب خصوصا صلاح عبدالسلام (26 عاما)، وهو فرنسي يقيم في بلجيكا واضطلع على الأقل بدور لوجستي في التحضير لاعتداءات باريس وأسفرت عن 130 قتيلا.
وبعد تسعة أيام، لم يعثر عليه بعد، وفجر شقيقه إبراهيم نفسه في مطعم باريسي في 13 نوفمبر.
وهذا المشتبه به الذي تصفه الصحافة البلجيكية بأنه "العدو رقم واحد"، تسلل إلى بلجيكا، كما يقول رجلان يؤكدان أنهما ساعداه.
وذكرت محامية أحدهما أن "صلاح عبدالسلام" كان خلال الرحلة "بالغ التوتر" و"مستعدا على ما يبدو لتفجير نفسه".
وقال شقيقه البكر محمد، إن صلاح اضطر إلى أن يقرر "ألا يمضي إلى نهاية ما كان يرغب في القيام به".
واكد أمس في مقابلة متلفزة دعا فيها من جديد شقيقه إلى الاستسلام، "هذا أكثر من أمنية، أنه اقتناع".
وشدد على القول "نفضل أن نرى صلاح في السجن على أن نراه في القبر".
ووجهت إلى مشتبه به ثالث اعتقل في بلجيكا تهمة الإرهاب الجمعة، وعثر على أسلحة في منزله وليس على متفجرات.
ونشرت الشرطة الفرنسية، أمس، صورة للتمكن من التعرف "على هوية ثالث انتحاري فجر نفسه في 13 نوفمبر في إستاد دو فرانس شمال باريس".
والجمعة أعلن المحققون أن الانتحاري الذي فجر نفسه قرب الباب "ه" في الإستاد سجل اسمه في الثالث من أكتوبر في جزيرة ليروس اليونانية مع انتحاري آخر بثت الشرطة صورته لكنها لم تتعرف بعد على هويته.
وتم حتى الآن التعرف على انتحاري واحد من الثلاثة في إستاد دو فرانس وهو الفرنسي بلال حدفي (20 عاما) الذي كان يقيم في بلجيكا.
وأخيرا، يتواصل التحقيق أيضا في تركيا، حيث اعتقل أيضا بلجيكي مغربي الأصل، هو أحمد دهماني (26 عاما) للاشتباه في مشاركته في تحديد أهداف اعتداءات باريس.
"شارل ديجول" على أهبة التدخل في سوريا
وبعد تسعة أيام على اعتداءات باريس، ما زال الخوف من اعتداءات إرهابية كبيرا، فقد تم تحويل طائرة للخطوط الجوية التركية كانت متوجهة من نيويورك إلى إسطنبول وعلى متنها 256 شخصا إلى شرق كندا بسبب إنذار بوجود قنبلة.
وفي هذه الأجواء، حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن يؤكد حضوره مؤتمر المناخ في باريس، داعيا قادة جميع البلدان إلى أن يحذوا حذوه ليؤكدوا أن العالم لا يخاف من "الإرهابيين".
وقال أوباما في كوالالمبور "بالإضافة إلى تعقب الإرهابيين، وبالإضافة إلى المعلومات الفعالة، وبالإضافة إلى ضربات الصواريخ، وبالإضافة إلى تجفيف مصادر التمويل، فإن الوسيلة الفعالة المتوافرة لنا لقتال تنظيم داعش هو أن نقول أننا لسنا خائفين".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بحملة لإقناع القوى العظمى بالمشاركة في معركة فرنسا "لتدمير" تنظيم داعش.
وسيستقبل الإثنين في الإليزيه، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمناقشة موضوع التصدي للإرهاب والوضع في سوريا، ثم يلتقي باراك أوباما الثلاثاء في واشنطن، وأنجيلا ميركل الأربعاء في باريس وفلاديمير بوتين الخميس في موسكو.
ميدانيا أجرت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول الموجودة في شرق البحر المتوسط مناوراتها الأخيرة، قبل انطلاق مطارداتها، على الأرجح بداية من الإثنين، في ضرباتها ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، بحسب مراسلة "فرانس برس" على متن حاملة الطائرات.
وتكرم فرنسا هذا الأسبوع قتلاها، وسيتم دفن جثامين الضحايا بداية من الإثنين قبل تكريم وطني الجمعة.