الإرهاب الأسود يهدد العالم.. وما زلنا ننكر ونكابر

الإرهاب الأسود يهدد العالم.. وما زلنا ننكر ونكابر
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
ليس هناك أكثر إيلاماً من شعور الموتى وهم ينزفون ويشهقون النفس الأخير من حياتهم دون أن يعلموا السبب الذى يقتلون من أجله. من الصعب العثور على مفردة لتوصيف الموت الاعتباطى العدمى الذى لا معنى له. ربما نحتاج إلى معايشة اللحظات الأخيرة التى عاشها راعى الغنم التونسى مبروك السلطانى (16 سنة) الذى ذبحه إرهابيون وقطعوا رأسه على سفح جبل مغيبة بولاية القصرين. قد نحتاج أيضاً إلى رجوع قتلى مقاهى باريس إلى الحياة مرة أخرى لنسمع شهاداتهم حول اللحظات الأخيرة وهم يموتون جراء طلق الرصاص العشوائى والتفجيرات الانتحارية ليلة الجمعة 13 نوفمبر. قد نحتاج أيضاً إلى شهادات العشرات من قتلى التفجيرات الانتحارية فى الضاحية الجنوبية لبيروت والتى حدثت يوماً واحداً قبل مجزرة جمعة باريس الأسود. قد نحتاج إلى شهادات أخرى لقتلى آخرين فى تفجيرات فى بغداد وسوسة ودمشق وصنعاء. كل القتلى أو الشهداء بالمعنى المدنى للكلمة لا يعلمون لماذا قتلوا. القتلة وحدهم يعلمون الأسباب التى تحرّضهم على فعل القتل. نزلوا من الجبال وإلى شوارع المدن معبئين بعقيدة القتل والتضحية من أجل إرضاء ربهم الذى فى السماء. إنهم قوم يعشقون الله ويكرهون عباده. العقيدة التى يحملها القتلة تستحق مقالات أخرى ليس هنا مجالها.
القتل الأعمى الذى يمارسه الإرهابيون تفجيراً وانتحاراً ورصاصاً يشمل الكل دون تفرقة. إنه يشمل «الكفار الأصليين» (الفرنسيين وسياح سوسة مثلاً) بحسب مصطلحات السلفية الجهادية أو «المرتدين» والتى تشمل المشركين باعتبارهم مصطلحاً مركزياً فى نصوص التكفير (راعى غنم مغيلة وشيعة العراق وبيروت). المحصلة أن القتل يشملنا جميعاً، دون استثناء. كل من لا يتفق مع عقيدتهم (هم) مرتد أو كافر من الواجب الشرعى قتله تقرباً إلى الله. لا أحد فى منأى من الواجب الشرعى.
يعتمد الإرهابيون (من داعش إلى القاعدة وأخواتها) على تقسيم حدى بين الـ«نحن» (المسلمين الأنقياء) والـ«هم» (الكفرة والمرتدين). طبعاً تنقسم الـ«نحن» إلى ثلاث وسبعين «نحن» (فرقة بنص الحديث) الناجية منها من تتبع كتاب الله وسنة رسوله. فى الـ«هم» المحصورة المضيقة يلتقى مبروك السلطانى بفرنسوا فى باريس ومرتضى فى بيروت. تختلف جنسيات الضحايا ودياناتهم وبلدانهم، أما القاتل فواحد.
بين القاتل والمقتول هناك أطراف أخرى شاهدة على عملية القتل، هى كل هذا الجمهور الذى يتابع عملية القتل ويحاول فهمها وتفسيرها. سيبحث الضمير العربى الإسلامى المؤمن المطمئن عن تفسيرات تبريرية ترضى إلى حد ما ذاته وتلبى رغبة عدم مشاهدة حقيقة بعض ما يختزن ميراثه الجمعى. حملة هذا الضمير سيبحثون فى التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل عن العلل التى تفسر بربرية بنى دينهم وجلدتهم. مجرد طرح فرضية انتماء القتلة إلى الميراث الجمعى الذى ننتمى إليه سيؤدى إلى عملية رد فعل مبنية على نكران لهذا الالتقاء. سيبحث الضمير العربى المسلم المطمئن عن تبرير نفسى يريحه ويبعد عنه تهمة الالتقاء مع القتلة على نفس الأرضيّة الدينية الثقافية. النتيجة هى البحث عن شماعة خارجية والمكابرة الذاتية التى تتهم الآخرين. فى مجزرة باريس مثلاً سيقول لك ضميرهم المنفصم «الإرهاب لا دين له» ويقولون لك «أنا أدين المجزرة.. ولكن كل ما يجرى هو نتيجة السياسات الفرنسية. ذات الضمير المنفصم يسكت عن «مجزرة بيروت» قبلها بيوم. ولكن إذا فتش هذا الضمير قليلاً فى المجازر السابقة لباريس لن يجد هذا الضمير أى تفسيرات ترضى ضميره أمام «مجزرة سوسة» أو «سبايكر» فى العراق (قتل 1700 شاب عراقى) أو مجزرة مطار الطبقة العسكرى (قتل 500 شاب سورى) حينما اقتيد العشرات من الجنود السوريين عراة ليقتلوا تحت صيحات التكبير جماعياً رمياً بالرصاص.
طبعاً هناك الضمير المؤامراتى التقليدى الذى ينسب ما جرى ويجرى إلى مقولته المستهلكة «داعش صناعة غربية» دون أن يبذل أى مجهود فى البحث عن أصول البربرية فى التراث الذى يحمله بين ظهرانيه.
بعيداً عن منطق جلد الذات أو اتهامها، من المهم القول إن البربرية التى يمثلها داعش تستفيد وتتغذى من التقسيم الحدى بين الـ«نحن» والـ«هم». دماء الراعى النقية ودماء شباب مسرح البتاكلون النجسة. دماء جنودنا الشهداء ودماء سياح سوسة الآخرين. هناك فى الضمير الجمعى الإسلامى تقسيم لا يختلف عن التقسيم الذى يتبناه الإرهابيون بين الـ«نحن» والـ«هم». هنا البربرية ليست فقط فى فعل القتل الذى تم فى تونس وباريس وبيروت ولكنها أيضاً فى الفهم والتعليق على فعل القتل.
بهستيريا شعبوية انتفض العديد منا عشية مجزرة باريس لإثبات أن دماء الراعى مبروك السلطانى الذى قتل فى نفس اليوم الذى وقعت فيه مجزرة باريس، وحدها تستحق التضامن. لم يعد المهم إدانة القتلة بقدر تفضيل المقتولين بعضهم على بعض! رشحت معزوفة المظلومية والاستعمار والإمبريالية. وتنادت الأصوات نحن أحق بوصف الضحية وليسوا هم. نحن ضحايا الإرهاب وهم الإرهابيون الحقيقيون الذين صنعوا الإرهاب. يتعلق الأمر بلا شك بردة فعل جماعية على الاتهام المبطن لها. تراثكم يختزن شروراً كثيرة، فنرد عليهم أنتم أيضاً كنتم إرهابيين وتاريخكم إرهابى. لم يتردد البعض فى استحضار صور مجازر فلسطين وضحايا الثورة الجزائرية من أجل ترضية الأنفس وإقناعها بأنهم أيضاً ارتكبوا الفظاعات حاضراً وماضياً. نحن فى فعل الإرهاب سيان وسننام مطمئنين هذه الليلة. ننام مطمئنين أن إسلامنا نقى من الشوائب ومن تهم الإرهاب.
آلية الدفاع الذاتى تتكرر كلما ارتكب داعش الذى أتى من ديارنا، مجزرة جديدة. سيصمت الضمير الجمعى إذا ارتكبت هذه المجازر ضد العرب والمسلمين أو حتى الأقليات التى تعيش فى المنطقة العربية (يزيديين وأقباط) ولكن ستخرج لنا أسطوانة المظلومية كلما حدثت هذه المجازر ضد الغربيين الآخرين.
للمرة الألف، لا مهرب من الاعتراف قبل الإنكار والهروب أن هؤلاء خرجوا من عندنا وينتمون إلى هذا التراث المعلول الذى ننتمى إليه، لن نستطيع وقف زحف داعش وقهره دون الاعتراف بأنه صنيعتنا وخريجة نصوصنا. دون الاعتراف والمكاشفة لن يكون دواء لهذا الداء.
البحث عن شماعات والهروب إلى الأمام عبر اختلاق حكايات نظرية المؤامرة لن يزيد إلا فى استفحال الداء وتغول داعش. من المهم أن ينظر المسلم المطمئن إلى إيمانه إلى نفسه فى المرآة ويقتنع أنه يحمل شاء أم أبى بذور «الدعوشة» ويتعايش معها. على المسلم المسالم المؤمن بربه أن يطرح السؤال الأهم: كيف لى أن أقى نفسى من جرثومة داعش أو أكون فى طابورها الخامس؟
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة
- التاريخ والجغرافيا
- الثورة الجزائرية
- الدفاع الذاتى
- السلفية الجهادية
- الضمير العربى
- الطبقة العسكرى
- العثور على
- العرب والمسلمين
- القاتل والمقتول
- اللحظات الأخيرة