«خبز ومكرونة» من البطاطس: «مشروع قومى» يوفر استيراد 5 ملايين طن قمح

كتب: أحمد عاطف

«خبز ومكرونة» من البطاطس: «مشروع قومى» يوفر استيراد 5 ملايين طن قمح

«خبز ومكرونة» من البطاطس: «مشروع قومى» يوفر استيراد 5 ملايين طن قمح

تعتمد فكرة المشروع على استخدام (نشا البطاطس) مع دقيق أو (نشا القمح)، دون إجراء عملية «تجفيف» للبطاطس، واستخدامها بصورة كاملة وفق معاجلة معينة للدرنات، وتحويلها إلى «عجين» بنفس مواصفات دقيق القمح المستخدم فى الخبز والمكرونة، وأى منتجات أخرى يدخل مكون «النشا» فى صناعتها. وتصل نسبة الخلط فى مشروع «الخبز بالبطاطس» 40% قمحاً و60% بطاطس، وبذلك يمكن توفير أكثر من 50% من القمح المستخدم فى صناعة الخبز.

ورفض الفريق البحثى تسجيل مشروع «إنتاج الخبز والمكرونة من البطاطس» كبراءة اختراع، حتى لا تكون هناك أى شبهة احتكار له، ورغبة من الفريق فى أن يكون المشروع، حال تبنيه من جانب الدولة، ملك كل المصريين ومشروعاً قومياً يخدم التنمية. ويتحدى الفريق بأن تستغنى مصر عن استيراد القمح، حال تنفيذ مشروع «إنتاج الخبر من البطاطس» فى غضون عام.

خبز «فينو» من نفس «الخليط»

ويختلف مشروع «الفريق البحثى» لإنتاج الخبز والمكرونة من «البطاطس والقمح»، عن المشروعات المماثلة من حيث الفكرة، والتى لم تنجح من قبل، بسبب اعتمادها على دقيق البطاطس فقط، وهو عامل أساسى فى تحسين جودة الخبز، وفكرة «الفريق» تتلاشى هذا العيب ويمكن الحصول وفق تطبيقها على عجين متماسك عالى الجودة، باستحلاب النشا مع الماء وهما محتويات الدرنة، وينتج عنهما مستحلب نشوى لزج يتماسك مع دقيق القمح بصورة صحيحة.

{long_qoute_1}

أهمية المشروع هى القضاء على أزمة استيراد القمح من الخارج، الذى بلغ فى 2015 نحو 4.6 مليون طن، وتوفير ملايين الأطنان من القمح المستهلك سنوياً، حيث وصل استهلاك مصر خلال العام الحالى إلى نحو 8.3 مليون طن. وفى مشروع إنتاج «الخبز بالبطاطس» يمكن توفير نحو 5 ملايين طن قمح. إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة، وتحسين جودة الخبز دون زيادة فى الأسعار، وإنتاج خبز بلدى أبيض عالى المواصفات والجودة والقيمة الغذائية ومكرونة بجميع أنواعها رخيصة الثمن عالية الجودة.

ويوضح الفريق البحثى أن إنتاجية فدان البطاطس عالية جداً مقارنة بالقمح، حيث تصل لأكثر من 20 طناً للفدان، مقابل أعلى إنتاجية للقمح، وتبلغ 3.5 طن للفدان. وزراعة البطاطس تكون على 3 مرات على مدار العام، ما يعنى توافرها طوال العام، مقابل زراعة القمح مرة واحدة فقط. كما يمكث القمح فى الأرض 6 شهور، أما البطاطس فدورة زراعتها لا تتجاوز 100 يوم، إضافة إلى أن عدم تجفيف البطاطس للحصول على الدقيق باستخدام الدرنات كاملة بما تحتويه من ماء ونشا والألياف، وبذلك يكون فاقد الماء فى البطاطس 15% فقط، مقارنة بدقيق البطاطس الذى كون الفاقد فيه 70%. كما يمكن استخدام نسب الخليط المستخدم فى الخبز فى صناعة المكرونة وتوفير نفقات استخدام دقيق «السامولين» أو «السميد» باهظ الثمن. كما أنه من السهل إضافة خط إنتاج عجين البطاطس بالمخابز بسهولة ويسر، ولن تكون هناك حاجة إلى زراعة أرض جديدة، بل يمكن استقطاع أراضٍ مخصصة للقمح، تكفى 200 ألف فدان، لتوفير 7 ملايين طن فى 3 عروات، بمتوسط إنتاج 12 طناً للفدان.

{long_qoute_2}

ويؤكد الفريق أن تجارب إنتاج الخبز والمكرونة من «البطاطس والقمح» تمت عشرات المرات بنجاح تام، ولم يحدث أى اختلاف فى النتائج. ويلفت الفريق إلى أنه يمكن الاستفادة من «فطر التحنيط» فى زراعة البطاطس عن طريق تجفيف التقاوى أو «الدرنة» وسحب المياه من البطاطس وزرعها بعد 8 أيام فقط، دون انتظار فترة «كسر السكون» المطلوبة لزراعتها والمقدرة بـ3 أشهر.

ويتابع الفريق أن طول فترة السكون تسبب أزمة كبرى فى زراعة البطاطس، ما يدفع مصر لاستيراد تقاوى بطاطس من الخارج، وغالباً ما تصلنا تلك التقاوى مصابة بـ«العفن» ما يتسبب بالتالى فى تعفن المحصول، وبنجاح الفريق البحثى فى تجفيف الدرنات تكون البطاطس صالحة للاستزراع مرة أخرى بعد 8 أيام فقط خاصة «العروة الصيفية»، فضلاً عن أن الفريق يجرى حالياً تجارب للوصول لأقل مدة سكون ممكنة للبطاطس، وهو ما يُعد نقلة نوعية فى زراعة البطاطس ويحقق طفرة فى الإنتاج. ويوضح الفريق أن التربة الزراعية فى الجزائر هى أخصب تربة لزراعة البطاطس، ويمكن من خلال اتفاقيات ثنائية وتعاون بين مصر والجزائر تعزيز الإنتاج الزراعى من البطاطس للبلدين الشقيقين، وتكون خطوة نحو استعادة مصر دورها ويدها الطولى فى الوطن العربى.

 


مواضيع متعلقة