روسيا: 70 عاماً نووياً من محطة «روستوف» إلى «الضبعة»

كتب: نادية الدكرورى

روسيا: 70 عاماً نووياً من محطة «روستوف» إلى «الضبعة»

روسيا: 70 عاماً نووياً من محطة «روستوف» إلى «الضبعة»

احتفلت روسيا منذ أيام بمرور 70 عاماً على نشأة صناعتها النووية، خاصة أنه فى ظل تزايد الطلب على الطاقة عالمياً تتزايد الحاجة لمصادرها المستدامة بصورة أكبر من أى وقت مضى، خاصة فى دول الشرق الأوسط التى تحاول فى الوقت الحالى الاعتماد على الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها.

 

{long_qoute_1}

 

نشأت الصناعة النووية الروسية فى 20 أغسطس 1945، عندما تم تأسيس كيان حكومى خاص مسئول عن الصناعة النووية الوليدة آنذاك، بدأت مشروعات الاتحاد السوفيتى النووية الأولى فى مختبر صغير فى أكاديمية العلوم «يسمى الآن مركز أبحاث كورشاتوف الوطنى»، وبعد العديد من التطورات والابتكارات المتلاحقة، وفى مطلع الألفية الجديدة، أكملت روسيا مسيرتها فى التطور النووى بإطلاق أول محطة طاقة نووية فى «روستوف» عام 2001، وقد أصبح مفاعل القدرة «المائى - المائى» نموذجاً لجميع محطات الطاقة بها، وبينما كانت أول محطة طاقة نووية فى مدينة «أوبنسك» تنتج طاقة بمقدار 5 ميجاوات، أصبحت أى محطة روسية تنتج طاقة تتجاوز 1000 ميجاوات.

وتمتلك روسيا الآن 10 محطات طاقة نووية عاملة، بمجموع 34 وحدة طاقة بقوة 25.2 جيجاوات، حيث تشكل الطاقة النووية 33٪ من مجموع توليد الطاقة الكهربائية فى الجزء الأوروبى من روسيا.

وتستخدم روسيا أحدث جيل من مفاعل القدرة «المائى - المائى» فى بناء جميع محطاتها النووية فى الخارج، بحيث يوجد فى العالم 57 مفاعلاً منه، ومن المتوقع أن يكون هناك واحدة من كل خمس وحدات للطاقة النووية فى العالم مجهزة بمفاعل روسى مع حلول العام 2030.

وأصبحت «روس أتوم» هى الشركة الروسية الوحيدة فى العالم التى تمتلك دائرة نووية كاملة، حيث تمكنت من إنجاز مشروعات فى أكثر من 40 دولة حول العالم، ويعمل بها أكثر من 255٫000 مهندس وموظف وعامل، كما تُعد الشركة هى الأولى فى العالم من حيث عدد المفاعلات النووية قيد الإنشاء فى مختلف أنحاء العالم، والثانية عالمياً من حيث توليد الطاقة النووية، والثانية والثالثة فى احتياطيات اليورانيوم واستخراجه على التوالى، ولديها عقود تصدير تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار دولار خلال 10 سنوات.

وساهمت الكفاءات والابتكارات النووية الأخرى التى امتلكتها «روس أتوم» على مر العقود فى تراكم خبرة واسعة تشمل جيلاً جديداً من مفاعلات النيوترونات السريعة، الطب النووى، وتقنيات الإشعاع، وحلول تحلية المياه للمناطق التى تعانى من الجفاف، ومحطات الطاقة النووية العائمة الأولى فى العالم. ومن خلال إمكانياتها، تستطيع «روس آتوم» إقامة المشروعات النووية بكافة مراحلها بما فى ذلك تطوير البنية التحتية وبناء محطات الطاقة النووية وصيانتها، وتدريب الموظفين وتمويل المشاريع، وتفكيك محطات الطاقة النووية، وهذا الحل النووى المتكامل يجعلها شريكاً مطلوباً بشكل خاص للبلدان التى تدخل عالم الصناعة النووية، بما فى ذلك دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل الأردن، وتركيا، حيث تنفذ الآن مشروعات لبناء محطات نووية، كما أن لديها عقداً لتوريد اليورانيوم المخصب لمحطة الطاقة النووية فى منطقة «براكة» بالإمارات.

ومع أكثر من 70 عاماً من الابتكارات النووية الروسية والخبرات العالمية الفريدة للشركة، فإن روسيا و«روس آتوم» تلعبان دوراً مهماً فى مساعدة العالم على حل بعض التحديات الكبيرة فى مجال الطاقة مع تقنيات وحلول اجتازت اختبار الزمن. ومسيرة السبعين عاماً النووية الروسية تدخل مراحلها الأكثر أهمية بتوقيع عقد إنشاء محطة الضبعة النووية المصرية، التى تساهم فى قيادة مصر للمنطقة للتكنولوجيا النووية بامتلاك محطة من نوع الجيل الثالث، الأكثر أماناً نووياً على مستوى العالم، كما أنها تسطر تاريخاً من التعاون المصرى الروسى بعد إنشاء مشروع السد العالى فى الستينات.


مواضيع متعلقة