قائد منشق عن "داعش" يدلي باعترافات عن التنظيم وعلاقته بالمخابرات التركية

08:49 م | الأربعاء 18 نوفمبر 2015

قال شخص يدعى "سعيد" إنه كان قائدا في تنظيم "داعش" واستطاع الهرب منهم في اعترافات حول العمليات الاستخباراتية التي يقوم بها أعضاء التنظيم وعلاقاته في تركيا والمقاتلين الأتراك في التنظيم.

وأوضحت وكالة الأنباء "جيهان" أن سعيد والذي كان يعمل في التنظيم أحد المسؤولين للمخابرات في مدينة الباب، في تصريحات منه منقولة عن صحيفة "جمهوريت" التركية، أوضح في حواره كيفية انتقال عناصر التنظيم من تركيا إلى سوريا والعلاقات المخابراتية في تركيا.

وقال سعيد في حواره إنه لا يعلم حقيقة ما إذا كانت تتدفق العناصر من تركيا باستمرار أو توقفت، موضحا: "حسب علمي أنه لم يعد كما كان بالسابق، فكما يقول الأتراك منذ فترة طويلة تم تطبيق سياسة (المعبر الحدودي المفتوح) لداعش، وحاليا استولى الأكراد على تل عبياد، ولهذا يمكن فقط تدفق عناصر التنظيم من جهة مدينة كيليس التركية، فجبهة النصرة وتنظيم داعش كلاهما يواصلان أعمال نقل المقاتلين إلى سوريا من مدينة كيليس، فهناك مسجدان بمدينة كيليس أحدهما يستخدمه الملتحقون بالقاعدة والآخر يستخدمه الملتحقون بتنظيم داعش، وهناك ممثلون لكلا التنظيمين في المسجدين، ولا يزال المقاتلون يتدفقون إلى سوريا من هذين المسجدين".

{left_qoute_1}

وأوضح الهارب من التنظيم قائلا إنه "بالنسبة لداعش فإن العثور على أشخاص يعملون لحسابه على الحدود ليس بالأمر الصعب، وعددهم كثير جدا، سواء المتعاطفون أو من يعملون لصالحه على وجه الخصوص، ولا أعتقد أنهم سيتمكنون بسهولة من القضاء على هؤلاء الناس بين ليلة وضحاها".

وفي كوباني أو عين العرب قال المنشق إن هناك تعاونا وثيقا بين المخابرات التركية و"داعش" أثناء الحرب في كوباني، قائلا: "لم تكن لدينا أي مشكلة أو ضائقة مع المخابرات التركية"، مضيفا أن من النماذج المتعلقة التي ذكرها بشأن العلاقة بين داعش والمخابرات التركية: "أثناء اتجاهنا إلى كوباني أصيب المقاتلون الذين كنا نستضيفهم في مدننا أو انضموا إلينا حديثا، وعرض أحدهم لي الصورة التي التقطها بهاتفه الجوال أثناء الحصار المفروض على كوباني، وكانوا يتناولون الهامبورجر في مطعم مأكولات سريعة شهير، وهو أيضا كان قد أدرك مدى سخافة الصورة فبدأنا بالضحك سويا، وعندما سألته (أين وجدت هذه الصورة) أجاب ضاحكا (المخابرات التركية)".

وأكد سعيد أن في الواقع لم يكن لسؤاله داعٍ من الأساس وذلك لأنه "من الذي بإمكانه تقديم هذه الأطعمة؟"، متابعا بقوله: "بكل تأكيد هي المخابرات التركية"، موضحا: "يمكنني القول إن المخابرات التركية قدمت لفترة طويلة جميع أشكال المساعدات اللوجستية بما فيها الأكل في أحد مطاعم الوجبات السريعة".

{left_qoute_2}

وأوضح الذي عمل على مدار 11 شهرا قائدا للمخابرات بمدينة الباب لصالح تنظيم "داعش": "الاستخبارات هي أقوى أذرع داعش، فهي في الأساس تعتبر قوتهم وسيطرتهم في المنطقة، فالشرطة بالمدينة والمقاتلون الآخرون ينحنون لهم، فهم يعرفون جيدا ما الذي يحدث بالمدينة، فهم عيون تنظيم داعش وأذنه وأقوى ممثليه".

وأضاف سعيد أن قائد بلدة "الراعي" الواقعة على الحدود التركية السورية هو أحد عناصر المخابرات التركية، موضحا أنه لا يعرف بشكل قاطع ما إن كان هذا الشخص قد تم فصله من الجهاز أم لا، مؤكدا أنه لم يجد مانعا في أن يكون أحد قادة أو أمراء تنظيم داعش.

وتابع سعيد قائلا: "عندما استولى التنظيم على الموصل وأخذ القنصل التركي بها وعدة مواطنين أتراك رهائن، تم ترحيل العشرات من مقاتلي التنظيم الذين كانوا في يد الجيش السوري الحر خلال يوم واحد في شمال سوريا، إلى تركيا"، موضحا أنه تم الاعتناء بهم ومراعاتهم وتم إخبارهم بأنهم سيتم تحريرهم، حيث كانت تركيا جزءا من عملية المبادلة هذه لتحرير العاملين بالقنصلية التركية بالموصل وعائلاتهم.

وأشار سعيد إلى أن الأشخاص المتطوعين للقيام بعمليات انتحارية يتم وضعهم بمنازل خاصة تابعة للقادة المتطرفين أو أماكن خاصة بالمخيمات، ولحين حلول موعد التفجير يقومون بدعاية مكثفة حتى لا يغير هذا الشخص رأيه.