بالصور| العاملون في شرم الشيخ بين مطرقة حادث "الطائرة الروسية" وسندان ارتفاع إيجار المحال

بالصور| العاملون في شرم الشيخ بين مطرقة حادث "الطائرة الروسية" وسندان ارتفاع إيجار المحال
- شرم الشيخ
- العاملون في شرم الشيخ
- الطائرة الروسية
- السياحة
- شرم الشيخ
- العاملون في شرم الشيخ
- الطائرة الروسية
- السياحة
- شرم الشيخ
- العاملون في شرم الشيخ
- الطائرة الروسية
- السياحة
- شرم الشيخ
- العاملون في شرم الشيخ
- الطائرة الروسية
- السياحة
مع دقات التاسعة صباحا يتوجه كل منهم إلى محل عمله، يسعون إلى جذب ما تبقى من سياح في مدينة السلام لشراء بضاعتهم، لم يستسلموا إلى حالة اليأس والإحباط التي أصابت الغالبية العظمى منهم، خاصة مع الموقف الغامض المتعلق بعودة الرحلات من روسيا وبريطانيا إلى شرم الشيخ من جديد، عقب قرار الحظر الذي صاحب حادث سقوط الطائرة الروسية أواخر أكتوبر الماضي.
710 كيلو متر قطعها هذا العامل من الأقصر إلى شرم الشيخ، بحثا عن باب رزق جديد من وراء العمل في السياحة، بعد أن نجحت المدينة الساحلية في جذب السياح من مختلف بلاد العالم، الراغبين في الاستمتاع بأجواء وطقس مختلف عن المتواجد في بلادهم، لاسيما وأن الإقبال عن السياحة التاريخية في الأقصر وأسوان لم يعد كما كان عليه في الماضي.
{long_qoute_1}
"خلي بريطانيا تمنع زي ما هي عايزه بس يفتحولنا روسيا، يا بيه البلد دي بلد الروسيين".. هذا كان رد فعل روماني، عامل بأحد محال شرم الشيخ، عقب قرار روسيا بحظر رحلاتها الجوية إلى مطار شرم الشيخ، على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء.
وقال روماني خلال حديثه لـ"الوطن": "السياح يوم عن يوم عددهم بيقل، والموجودين منهم لا بيشتروا ولا بيعملوا حاجة، المستفيد الوحيد منهم الفنادق".
وأشار إلى أنه منذ سقوط الطائرة الروسية شهدت حالة البيع والشراء كساد حاد، لاسيما وأن السياح الروس المتواجدين في شرم الشيخ حالتهم المادية سيئة، بالإضافة إلى الحالة النفسية التي أصابتهم عقب حادث الطائرة.
وأكد أن هناك التزامات كبيرة مطالب بها الباعة ومستأجري المحال التجارية في شرم الشيخ، أواخر كل شهر، ما بين إيجارات لأصحاب الملك، والتي يصل بعضها إلى 30 ألف جنيه في الشهر، وفواتير المياه والكهرباء، بالإضافة إلى المصاريف الشخصية.
وفي الجهة المقابلة من محل "روماني"، يجلس جاره "مينا" عامل بأحد محال بيع الملابس والأحذية، يتحسر على أيام السياحة قبل ثورة 25 يناير، قائلا: "كنا مش بنعرف نأكل من كتر عدد السياح الواقفين قدام المحل".
وأوضح "مينا"، لـ"الوطن"، أن حال السياحة في مصر عامة وشرم الشيخ خاصة لم يعد كما كان عليه قبل الثورة، لافتا إلى أنه يتمنى حل أزمة تعليق الرحلات من بريطانيا وروسيا إلى شرم الشيخ سريعا، قبل أن يغلق المحل والعودة إلى مسقط رأسه في مدينة الأقصر.
أما علي، من مدينة المنصورة، عامل في محل بيع ملابس رياضية، فطالب الحكومة المصرية ورجال الأعمال من أصحاب المحال في مدينة شرم الشيخ بعقد اتفاق فيما بينهم، ينص على تنازل رجال الأعمال عن إيجار المحال الخاصة بهم من المستأجرين لمدة 3 أو 4 أشهر، مقابل أن تعفيهم الدولة من الضرائب.
وأشار علي، إلى أن هذا القرار سيساعد بشكل كبير في حل أزمة الإيجارات العالية التي يعاني منها المستأجرين في شرم الشيخ، لافتا إلى أن هؤلاء رجال الأعمال استفادوا من السياحة كثيرا، فعليهم أن يقفوا إلى جوار البلد في تلك الأزمة، على حد قوله.
وتابع: "إذا تم الاتفاق بين رجال الأعمال والدولة سيساهم ذلك بشكل كبير في امتصاص غضب الشباب العامل في شرم الشيخ، وإنقاذهم من البطالة، خاصة أن حالة السياحة لا تزال غير واضحة"، وشدد على أن حملات السياحة الداخلية التي يتم الترويج لها لن تكون عوضا عن السياحة الخارجية، خاصة أن الدولة تحتاج إلى العملة الصعبة، بالإضافة إلى أن "الوافد المصري يرغب في شراء المنتجات والسلع بنفس أسعار العتبة ورمسيس".
{long_qoute_2}
على عكس الحالة التي يعيشها العاملون في محلات شرم الشيخ، يتمتع العاملون في عدد من فنادق مدينة السلام بحالة شبه مطمئنة نوعا ما، بالرغم من قلة أعداد السياح وقرارات عدد من الدول بحظر رحلاتها إلى شرم الشيخ، وقال تامر عبدالحميد أحد العاملين بفندق، إن الموقف حتى الآن لا يدعو للقلق، خاصة أن الحجوزات التي تم إلغاؤها في الفندق تتعلق بالفترة الحالية فقط، وهناك العديد من الغرف المحجوزة طوال ديسمبر المقبل.
وتابع تامر، لـ"الوطن"، أن مدينة شرم الشيخ كانت على بوادر موسم سياحي غير مسبوق منذ 5 سنوات، وأضاف: "موسم الصيف كان ممتازا، وكنا على مشارف موسم شتوي رائع لم تشهده المدينة منذ قيام ثورة يناير".
من جانبه، أكد محمود، أحد العاملين في فندق، ما قاله تامر، مشيرا إلى أن العديد من السياح الروس من رواد الفندق أكدوا له رغبتهم في العودة إلى شرم الشيخ خلال أعياد "الكريسماس"، وتابع: "شرم الشيخ بالنسبة للروس هي المدينة الأنسب لهم، خاصة وأنهم لا يحتاجون لاستخراج تأشيرة، كما أن أسعارها مناسبة للحالة الاقتصادية الروسية". وتمنى محمود أن تعود الحالة إلى ما كانت عليه قبل سقوط الطائرة، مشددا على أن هذا الحادث سيؤثر على السياحة في مصر بصورة كبيرة.
{long_qoute_3}
شركات السياحة المتواجدة في مدينة شرم الشيخ لا تزال هي الخاسر الأكبر من حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، لاسيما وأن هناك العديد من الرحلات الجوية التي تم إلغاؤها إلى المدينة، بالإضافة إلى تذاكر الطيران التي يطالب أصحابها شركات حجز التذاكر بتعويضهم ماديا.
وقال محمد الصباح صاحب واحدة من بين 3 شركات فقط تعمل في حجز تذاكر الطيران في شرم الشيخ، إن السياحة المصرية تمرض ولا تموت، لافتا إلى أن ثورة يناير أعطت كل العاملين في مجال السياحة بمصر درسا قويا في التفاؤل.
وأشار الصباح، في حديثه لـ"الوطن"، إلى أنه يعمل في شرم الشيخ منذ 9 سنوات، وكان شاهدا على حال السياحة في المدينة إبان ثورة يناير، قائلا: "الناس كانت بتعيش حالة أمنية صعبة في القاهرة والمحافظات، والسياح الروس يعيشون في شرم الشيخ بأمان تام".
كما أكد أن شركات السياحة تتكبد خسائر فادحة بسبب قرار روسيا وبريطانيا بحظر رحلاتهم إلى شرم الشيخ، ما بين إلغاء الرحلات والحجوزات في الفنادق، ومطالبة السياح شركات حجز التذاكر بتعويض مادي لأسعار التذاكر بعد قرار حظر الرحلات إلى شرم الشيخ.
وأوضح الصباح، أن تلك القرارات لم تستمر طويلا، خاصة القرار الروسي، لاسيما في ظل العلاقات القوية بين موسكو والقاهرة، كما أكد أن السائح الروسي يعشق شرم الشيخ، وسيقوم بالمستحيل للعودة إلى المدينة، لافتًا إلى أن الكثير منهم يرغب في المجئ إلى شرم عن طريق أوكرانيا.
وسخر من حملات ترويج السياحة التي تقوم بها الدولة، معللا ذلك بأن جميعها حملات داخلية، متسائلا: "لماذا لا تتبع مصر نفس سياسة الإمارات في الترويج للسياحة، خاصة أنها تمتلك إمكانيات ومقومات سياحية أكبر من أي دولة في العالم؟".