المحلل العسكرى الكويتى: «داعش» سيلجأ إلى السلاح الكيماوى فى ظل الضغوط المفروضة عليه
المحلل العسكرى الكويتى: «داعش» سيلجأ إلى السلاح الكيماوى فى ظل الضغوط المفروضة عليه
![فهد الشليمى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7953344741447620672.jpg)
فهد الشليمى
تَوقَّع المحلل العسكرى الكويتى، الدكتور فهد الشليمى، أن يستخدم تنظيم «داعش» الإرهابى السلاح الكيماوى فى الفترة المقبلة، فى ظل الضغوطات المفروضة على التنظيم والضربات التى يتلقاها فى سوريا والعراق. وقال «الشليمى» فى حواره مع «الوطن»، إنه «نتيجة الحصار المفروض على التنظيم، اضطر إلى تحريك خلاياه النائمة فى أوروبا، ويضرب الآن الدول الأوروبية فى عقر دارها. وأضاف «الشليمى» أن «التنظيم ستكون له مخططات لعواصم أوروبية أخرى، فى ظل وجود مراكز فتنة فى أوروبا تعمل تحت اسم الإسلام، ومن قبل حذرت المخابرات المصرية الدول الأوروبية من تلك المراكز».
«الشليمى»: نحن أمام الجيل الثالث من الإرهابيين.. والتنظيم يخدم مصالح إيران والأسد.. والدول الأوروبية تريد نشر الفتنة وعدم الاستقرار.. وتحاول فرض نموذج سوريا فى مصر
■ فى البداية، كيف قرأتَ إعلان تنظيم «داعش» الإرهابى مسئوليته عن هجمات باريس الدامية؟
- تنظيم داعش هو تنظيم إرهابى، وله خلايا خاملة وأخرى قاتلة، أو المصطلح القديم «خلايا نائمة وخلايا فاعلة»، والضربات الأخيرة بلا شكّ أثّرت عليه وجعلته شبه محاصر اقتصادياً، ومحاصراً حدودياً، والطيران يضرب فيه، والجيش العراقى يُحرِز تقدُّماً فى العراق، والروس يضربون فى سوريا وفى تقدم. إذن لم يعُد أمام التنظيم إلا خيار واحد هو خلط الأوراق، وأن يستخدم الخلايا القاتلة، وقد اضطُرّ إلى استخدامها، ومن ثَم فهى آخر سلاح لديه الآن من وجهة نظرى.
■ لكن تنظيم «داعش» منذ أشهر كان قد هدّد دول أوروبا وفرنسا تحديداً بعمليات إرهابية فى عقر دارهم، ما تعليقك؟
- صحيح تحدث عن أوروبا، ولكن السؤال هنا: لماذا ضرب فرنسا تحديداً؟ والإجابة أن تنظيم «داعش» الإرهابى يعمل ويخدم نظام بشار الأسد ونظام إيران، إذا أردت عملياً أن تسأل، فعليك أن تسأل مَن هو المستفيد قبل «مفاوضات فيينا» وخلط الأوراق بين ملف الإرهاب والأمن والملف السياسى، فالمستفيد الإيرانيون والنظام السورى والروس، وهذا ما ظهر على السطح الآن، فظهر عنصر الإرهاب، إلى أن كُلّلت المساعى وتم التعاطى معها فى اللحظات الأخيرة، فشاهدنا المؤتمر الصحفى بين وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، والمبعوث الأممى إلى سوريا السيد دى ميستورا، وجعل الملف السورى ملفاً أممياً، وهذا من شأنه أن يميِّع القضية أكثر ما يصبّ فى مصلحة النظام السورى.
■ هل نحن فى مرحلة حرب عالمية ثالثة، لكنها هذه المرة حرب على الإرهاب؟
- نعم، نحن فى حرب عالمية اسمها «الحرب الكونية على الإرهاب»، وبدأت تلك الحرب منذ عام 2001، وصدرت بقرار من «مجلس الأمن الدولى»، بمحاربة الإرهاب فى أماكنه، وتلك الدول التى خاضت تلك الحرب تحركت، وهى تقول لن أترك الإرهاب يضربنى، لكن المشهد الآن يقول إن الفرنسيين يُقتلون. لكن فى المشهد السياسى الآن تعقيدات أخرى، فالفلسطينيون يُقتلون برصاص جيش الاحتلال، يقتل فتاة مثلاً سنّها 16 عاماً، ثم يجلس ليتناول أى مشروب، والسوريون يُقتلون، والمجتمع الدولى يشاهد، والأمر ذاته فى العراق، فنجد مثلاً ميليشيات كالحشد الشعبى المدعومة من إيران تقتل المسلمين السُّنَّة، وهم يشاهدون ذلك. هذا خلق جيلاً جديداً من المتطرفين، وكما قلت أحدث طفرة جينية لدى الإرهابيين جعلت أبناء البلد، الذين تربوا فيه، يضربونه، لأنهم يقولون إنهم سبب فى ما هم فيه.
■ ما تعليقك على التناقض الأوروبى فى التعامل مع العمليات الإرهابية، فتجد موقفه متعاطفاً أكثر مع فرنسا، وفى الوقت ذاته متشدداً تجاه حادثة الطائرة فى مصر، رغم أن المسئول فى الحالتين حسبما هو مُعلَن هو تنظيم «داعش»؟
- بالطبع، مصر العمود الفقرى للأمة العربية، إذا أردت أن تخلخل هذه الأمة ومنطقة الشرق الأوسط، فاضرب فى مصر. وهو الآن يريد أن ينشر الفتنة والغربة وعدم الاستقرار، وأن يجعل مصر مثل سوريا وينشر فيها الإرهاب، فتجد الدول الغربية تشكِّك دائماً فى قدرات المصريين، وفى قدرات الدول العربية بصفة عامة، وفى قدراتهم الأمنية. هم الآن ضُربوا فى عقر دارهم وفى نحو أربعة أماكن، ماذا فعلت مخابراتهم؟ ماذا فعلت أجهزتهم الأمنية؟ ومن ثَم أعتقد أنه يجب أن يكون هناك دعم عربى واضح لمصر، وكان من أبرز ذلك أن العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز وجَّه باستمرار الرحلات إلى شرم الشيخ.
■ والتنظيم أعلن بالفعل من قبل أنه يمتلك سلاحاً كيماوياً.
- بالفعل، التنظيم سيستخدمه، فالدول الآن تؤمِّن القطارات ومحطات المترو، وسيكون هناك تغيير كبير فى الإجراءات الأمنية. الأهم أن الذى ينفّذ الآن ليس الجيل الثانى من الإرهابيين، وإنما الجيل الثالث، الذى عرف البلد وكيفية التعامل فيه، ويمكنه حلق لحيته، وارتداء ملابس أهل البلد، وليس عنده أدنى مشكلة فى ذلك، ويعتقد أنه بكل ما يفعله يتقرب إلى الله. وسيكون هناك جهد أمنى كبير فى الفترة المقبلة.