عرب وأجانب فى شرم الشيخ: هنا أكثر أماناً من إنجلترا

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

عرب وأجانب فى شرم الشيخ: هنا أكثر أماناً من إنجلترا

عرب وأجانب فى شرم الشيخ: هنا أكثر أماناً من إنجلترا

فى ممشى «خليج نعمة» أحد أكثر الأماكن تكدساً فى مدينة شرم الشيخ تدفع أمامها عربة صغيرتها التى لم يتجاوز عمرها العام الواحد، اعتادت أن تتجول فى هذه المنطقة المزدحمة بالسياح من الجنسيات المختلفة بين مقاهٍ ومطاعم وملاهٍ ليلية تتردد عليها للاستمتاع بإجازتها، التى تقضيها هنا منذ 9 أعوام، إلا أنه منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 انقطعت عن الزيارة ولم تزر مدينة شرم الشيخ، وليس كما يتوقع الكثير أن انقطاع الزيارة عن شرم الشيخ يعود لأسباب الانفلات الأمنى بعد الثورة، بل كان الزواج من مصرى والإنجاب منه هما سبب ذلك الانقطاع. {left_qoute_1}

«أحب مصر وتزوجت مصرياً، ومتعلقة بمصر كثيراً ولم أشعر يوماً بالخوف من زيارتها مهما كانت الأسباب»، بهذه الكلمات استهلت مريم أحمد، لبنانية الجنسية حديثها لـ«الوطن» لتؤكد أن زيارتها لشرم الشيخ فى ظل توجه دول أجنبية لتعليق السفر إليها إثر سقوط الطائرة الروسية، يعد أمراً طبيعياً، مشيرة إلى أن المنطق يرفض أن يكون حادث سقوط طائرة الذى يشبه حوادث عدة تحدث دورياً، سبباً فى الانقطاع عن زيارة أكثر الأماكن أماناً فى المدن السياحية عبر العالم، ولفتت إلى أن الشعارات التى تقول بأن مصر «أم الدنيا» هى حقيقة وليست عبارات حماسية، وقالت «أنا لبنانية زرت كثيراً من البلاد العربية والأجنبية، وأشعر بأن مصر هى الأم دائماً، وكنت أظن فى البداية أنها شعارات وطنية ونعرات محلية، لكن الأمر احتاج إلى سنوات عدة لأتأكد من أنها حقيقة، فهناك سحر لا يمكن تفسيره يجذبنى إلى مصر».

وعن قرار بريطانيا وروسيا بتعليق السفر إلى مصر وشرم الشيخ، تضيف «مريم» صاحبة الثلاثين عاماً، أن الحادث متكرر ولكن ردود الأفعال واضحة جداً أنها ذات بعد سياسى ومخابراتى، مشيرة إلى أن الشعوب هى التى تدفع ثمن النزاع السياسى بين الحكومات والمصالح السياسية بينها، وتقول: «حزينة على مصر والمصريين لأن الحادثة ستؤثر على مواطنين يعتمدون على السياحة فى حياتهم»، لافتة إلى أنها وصلت شرم الشيخ أمس، وكان بإمكانها إلغاء الرحلة بعد سقوط الطائرة، إلا أنها لم تتردد فى استمرار الرحلة لأنها تعرف مصر جيداً والأمان فى شرم الشيخ، وأنها تعرف تاريخ السياحة فى مصر، وأن العرب أكثر دراية من أى جنسيات أخرى بالوضع فى مصر، كونها بلداً توفر الأمن لأبنائها وجيرانها، موضحة أنها تشعر فى شرم الشيخ بأنها داخل منزلها وليست بلدها أو مدينتها.

وعلى مقهى يتسع لـ100 متر يطل على الممشى، يجلس يزيد فهد، 29 عاماً، سعودى الجنسية، حضر إلى شرم الشيخ أمس الأول، مع عدد من زملائه السعوديين الذى حضروا معه إلى شرم الشيخ على نفس الطائرة التى أقلته، اعتاد هو ورفاقه التردد على شرم الشيخ كل عام حتى فى أصعب الأوقات، كان آخرها منذ عام ونصف فترة فض اعتصامى رابعة والنهضة وفرض حظر التجوال. يقول «فهد» الذى يعمل فى السعودية بالتجارة والأعمال الحرة، إنه عائد من إنجلترا قبل شهر واحد، ولكنه يشعر بالأمان فى شرم الشيخ أكثر من إنجلترا التى يخشى أن يمشى فى شوارعها فجراًَ، عكس شرم الشيخ التى يسير فى شوارعها فى أى وقت، موضحاً أنه يرى فى الشعب المصرى ميزة لا يتحلى بها كل الشعوب العربية أو الأجنبية وهى الوطنية الزائدة، والانتماء لبلدهم والتكاتف من أجله، مؤكداً أنه دائماً ينقل الصورة فى السعودية بأن شرم الشيخ هى أفضل الأماكن السياحية أماناً وجواً وحتى فى الخدمات والمعاملة التى يتعامل بها خلال فترة إقامته.

وقال خالد محمد، 30 عاماً، من مدينة الرياض السعودية، إن زيارته لشرم الشيخ هى الأولى، وقرر المجىء إليها بعد أن سمع كثيراً عن جمال شرم الشيخ وطقسها الرائع، لافتاً إلى أن أصدقاءه هم من شجعوه أكثر لزيارة شرم الشيخ، مشيراً إلى أن الأجواء هنا تتميز بالهدوء والأمان، والطقس فى هذه الفترة من العام معتدل جداً، موضحاً أنه زار العديد من المدن سواء كانت عربية أو أجنبية، إلا أنه لم يجد مثل أجواء جنوب سيناء.

ويضيف «خالد» أنه جاء إلى شرم الشيخ عقب حادث الطائرة الروسية، وأن الحادث لم يقلقه أو يؤثر على رأيه فى زيارة مصر، لأنه حادث خارج عن إرادة الجميع، ومن الممكن حدوثه فى أى بلد بالعالم. كان ذلك أيضاً رأى صديقه فهد الراشد، 28 عاماً، الذى أكد أنه منذ الصغر وهو يعتاد زيارة مصر، برفقة أجداده ووالديه ويسمع منهم أن مصر أهم بلد عربى.

أما «سبيتلانا»، سائحة أوكرانية، فقالت إنها جاءت إلى شرم الشيخ أكثر من 12 مرة، لاسيما أن ابنتها متزوجة من مصرى، ومقيمة فى شرم الشيخ بصفة شبه دائمة. وأضافت: «حادث الطائرة الروسية مؤسف جداً، إلا أنه لن يؤثر على السياحة فى مصر، خاصة أن الروسيين يعشقون شرم الشيخ، ويوجدون طوال العام وسيأتون مرة أخرى وسنرى» مشيرة إلى أن الحالة الأمنية فى شرم الشيخ رائعة جداً.

وقالت «فيلانتينا»، أوكرانية، إنها وصلت إلى شرم الشيخ منذ يومين فقط، لافتة إلى أنها اعتادت زيارة شرم الشيخ منذ سنوات طويلة، خاصة أنها تتمتع بطقس رائع وأجواء أمنية مطمئنة، كما أنها تشعر بالأمان من خلال تعاملات المصريين معها.

 


مواضيع متعلقة