فين أيام «الأبيض والأسود»

كتب: رحاب لؤى

فين أيام «الأبيض والأسود»

فين أيام «الأبيض والأسود»

لا ينادى على بضاعته.. ويجلس إلى جوارها بصمت، عمله أسبوعى، ينتقل خلاله من سوق إلى أخرى. محمد فتحى، رجل خمسينى يأتى من مسكنه فى ميت عقبة إلى أسواق الجمعة المختلفة، عمل فى بيع أجهزة التليفزيون المستعملة قبل 20 عاماً، كان وقتها لا يزال فى أوج الشباب، كان يبيع أجهزته المستعملة كعمل جانبى إلى جانب عمله الأساسى: «كنت مبيض محارة، اشتغلت تبع شركة بتشطب المطارات». عمل لم يكن يحتمل معه روائح مواد البناء، لذا قرر مع الوقت أن يتحول إلى «مقاول» يعمل مع الشركات والكيانات الكبرى، لكن نظام العمل لم يناسبه.

عاد الرجل فى النهاية إلى هوايته لكنها لم تعد إليه: «الدنيا رجعت بينا لورا»، لم يعد لأجهزة التليفزيون قيمة تذكر، تراجعت أسعارها، وأصبح هناك الشاشات التى تفضلها أكثر البيوت: «الأبيض والأسود كان يكسب، جه عليا وقت بعت فيه الأبيض والأسود بـ500 جنيه، دلوقتى، تليفزيون ألوان 32 بوصة شاريه بـ250 الزبون عاوزه بـ100 جنيه.. معادش للتليفزيون هيبة».

 


مواضيع متعلقة