"سيناء المحاصرة".. الحرب على الإرهاب شمالا وغضب الطبيعة جنوبا

كتب: ميسر ياسين

"سيناء المحاصرة".. الحرب على الإرهاب شمالا وغضب الطبيعة جنوبا

"سيناء المحاصرة".. الحرب على الإرهاب شمالا وغضب الطبيعة جنوبا

تجوب المدرعات التابعة لقوات الأمن شوارع مدن العريش والشيخ زويد، تنشب اشتباكات بين الحين والآخر بين الأمن والجماعات الإرهابية، تُزرع العبوات الناسفة في الطرقات، تكتشف قوات الأمن بعضها، فيما ينفجر بعضها مخلفًا وراءه شهداء ومصابين من الجيش والشرطة والأهالي في سيناء، وبالرغم من تحسن الأوضاع الأمنية في الآونة الأخيرة في العريش والشيخ زويد، بحسب ما يؤكد نشطاء هناك، فإن فلول العناصر الإرهابية مازالت قادرة على إزعاج الأمن.

على بعد أكثر من 80 كيلومترا من ساحة الحرب في سيناء، تستقر مدن لم تعان من ويلات الحرب على الإرهاب، كالعريش والشيخ زويد، تتساقط عليها الأمطار الغزيرة لتتكون البرك المائية في الصحراء، تشتد الأمطار، مع توقعات خبراء الأرصاد بسيول في مدينة نخل بوسط سيناء، ووادي تيران بجنوب سيناء.

السيول التي ضربت وسط وجنوب سيناء، تسببت في عزل ثلاث قرى في نخل، وامتدت المياه لتغمر عددا من البيوت البدوية المتواضعة، بمناطق وادي الرواق والخصيص والغبية شرق مدينة نخل، على بعد 15 كيلو مترا من وادي العقابة، عند مدخل قرية بئر جريد ووادي التمد بقرية التمد، ولم يستبق رؤساء مجالس المدن الأمر برفع درجات الاستعداد تحسبًا لأي طوارئ ومتابعة الموقف لحظة بلحظة.

وقرر اللواء عبدالفتاح حرحور، تشكيل غرفة عمليات رئيسية برئاسة اللواء جابر العربي سكرتير عام المحافظة، وغرف أخرى فرعية بمراكز المدن ومختلف مديريات الخدمات والأجهزة المعنية، لتلقى أي إخطارات أو بلاغات بخصوص السيول.

في أحد أحياء العريش، يجلس علي محمد أمام منزله في حي عاطف السادات، يتابع أخبار الطقس بحذر، يستمع إلى الأنباء التي تفيد بوقوع سيول وسط سيناء، والتي تذكره بما حدث في عام 2010، عندما غمرت مياه السيول القادمة من وسط سيناء منزله وأغلب المنازل في الحي الذي يقيم فيه.

يروي علي محمد، في حديثه لـ"الوطن"، أن المسؤولين أقاموا أربعة كباري فوق ما يعرف بوادي العريش، وهو مجرى السيل القادم من وسط سيناء، وذلك عقب غرق أحياء واسعة في مدينة العريش عام 2010 بسبب السيول، إلا أنه بسبب الإرهاب اضطر الأمن إلى إغلاق ثلاثة كباري والإبقاء على كوبري واحد فقط، لتضييق الخناق على العناصر الإرهابية.

يخشى علي من قدوم السيول مرة أخرى، فهو يعتقد أن المحافظة الآن مشغولة بحربها على الإرهاب، وهي ليست مستعدة لخوض حرب من نوع آخر، حربًا ضد غضب الطبيعة.


مواضيع متعلقة