السياحة في برامج الأحزاب.. "الوفد" سطرين و"النور" و"مستقبل وطن" صفحة بيضاء

كتب: محمد شنح

السياحة في برامج الأحزاب.. "الوفد" سطرين و"النور" و"مستقبل وطن" صفحة بيضاء

السياحة في برامج الأحزاب.. "الوفد" سطرين و"النور" و"مستقبل وطن" صفحة بيضاء

تحاول السياحة المصرية استعادة عافيتها من الكبوة التي لحقت بها على مدار 4 سنوات ماضية أثرت على القطاع الذي كان يعد من مصادر الدخل الرئيسية في مصر بعد الضرائب وعائدات قناة السويس، ويعاني فيه الآن ما يقرب من 3 ملايين شخص من أزمات طاحنة، وظهر تربص واضح من الغرب في مصر، حيث حوّل الغرب حادث سقوط طائرة روسية تقل 217 راكبا بوسط سيناء إلى ما يشبه العقاب الجماعي على مصر، التي تتعرض لحرب سياسيّة واقتصاديّة شرسة، وذلك بعدما أعلنت 10 دول غربية تعليق رحلاتها الجوية من وإلى مصر بعد حادث الطائرة الروسية، وبدأ بعضهم في عمليات إجلاء لرعاياهم من البلاد.

وفي وقت تتزامن تلك الأحداث مع إجراء الاستحقاق الثالث في خارطة طريق المستقبل، يتكاتف المصريون لدعم سياحة بلادهم ومجابهة كل التحركات الخارجية ضدها، وبدأ فنانون ومثقفون وشخصيات عامة في إطلاق حملات دعم السياحة المصرية، كما تم تدشين مبادرات وتحركات شعبية لدعم السياحة، كان منها مبادرة "أنا رايح شرم"، التي أطلقتها "الوطن"، وأيضا "أنا مع مصر"، التي دشنها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجا واستجابة شعبية واسعة، وفي ظل كل هذا انشغلت الأحزاب بمعركة الانتخابات البرلمانية، واكتفت بالتعليق والإدانة لمواقف الغرب من مصر، وإن كان مجلس النواب المقبل، سيكون من بين لجانه المختلفة، لجنة تحمل اسم "الثقافة والإعلام والسياحة" ستناقش أوضاع السياحة المصرية ضمن جدول أعمالها، وتضع التشريعات المناسبة للنهوض بالسياحة المصرية وتطويرها، فلا بد من وجود رؤية لدى الأحزاب لقطاع السياحة.

{left_qoute_1}

"الوطن" خاضت جولة في برامج الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة الآن، وتتنافس على مقاعد البرلمان المقبل، لتتعرف على وضع السياحة في برامجهم، ورؤيتهم لتطوير القطاع والارتقاء به، وعودة السياح إلى مصر، وكيف يتم إنقاذ العاملين بهذا القطاع الحيوي.

تطرق برنامج حزب "الوفد" الجديد للسياحة في إحدى نقاطه، حيث يطرح مشروع قانون للسياحة، يهدف لمنح التراخيص السياحية من جهة واحدة، وتقليل عدد الموافقات عن طريق الحصول عليها داخليا من قبل وزارة السياحة نيابة عن المستثمر السياحي وخلال مدة محددة في القانون، ولم يتحدث الحزب في برنامجه عن أي تفاصيل أخرى عن السياحة.

فيما يضع حزب المصريين الأحرار خطة من مجموعة بنود لتنشيط السياحة، أولها: إطلاق حملات لإعادة تنشيط السياحة، وأيضا تقديم إعفاءات ضريبية وتقديم مساعدات وتسهيلات مالية مقابل تقديم عروض سياحية جاذبة للسياح لزيارة مصر، كما طرح الحزب جذب قطاع آخر من السياح، وهم الذين شاهدوا الثورة المصرية و أبهرتهم، لزيارة ميدان التحرير، حيث اقترح الحزب إنشاء متحف للثورة بميدان التحرير، بدلا من مقر الحزب الوطني المحترق.

"المصريين الأحرار" تطرق لنقاط أخرى في برنامجه، بإعادة تنظيم استراتيجية وطرق تطوير السياحة، حيث يطرح خلق مزارات سياحية جديدة، لاستغلال تنوع طبيعة المناطق السياحية، والتغلب على التقلبات الموسمية وانخفاض أعداد السياح المرتبط بالأحداث، وطرح أيضا إدخال تكنولوجيا المعلومات بصورة كبيرة في القطاع، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والحفاظ على البيئة من آثار التطوير، واعتماد سياسة السماوات المفتوحة، فيما يتعلق بالنقل السياحي بما في ذلك الطيران الداخلي والمرافق البحرية، وهو ما سيساعد في منع الاحتكار لبعض الشركات الكبرى.

أما عن حزب "مستقبل الوطن" الصاعد حديثا للحياة السياسية، والذي حصل على 25 مقعدا في المرحلة الأولى، فلم يكن في برنامجه الانتخابي، الذي أشار لملامحه مؤسس الحزب محمد بدران في خطاب إعلان الترشح للبرلمان، أي تطرق للقطاع السياحي، حيث ركز على التعليم، والمشروع قومي لتأهيل الشباب.

وفي حزب المؤتمر أعدّت لجنة السياحة بالحزب دراسة للنهوض بالسياحة، نشرت ضمن ملامح برنامج "المؤتمر" الانتخابي، وتتركز على تطوير الوزارة من الداخل والاستعانة بخبرات وكوادر جديدة، وتنويع الأسواق والاستفادة من التنوع الطبيعي للمنتج السياحي المصري مع ضرورة ربط اتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوروبي بالنشاط السياحي، حتى لا تقوم أي دولة من دول الاتحاد الأوربي بتحذير السفر لمصر قبل الرجوع للدولة المصرية.

برنامج الحزب الانتخابي تضمن أيضا، تفعيل المجلس العالي للسياحة لمساعدة الوزارة في التخطيط وتنفيذ استراتيجية سياحية حقيقية وبالتنسيق الكامل مع المحافظات السياحية، والوزارات ذات الصلة لضمان نجاح هذه الاستراتيجية، وإعادة النظر في دور هيئة التنشيط وهيئة التنمية السياحية.

وطرح الحزب رؤية للحصول على استثمارات مباشرة لقطاع السياحة من خلال طرح مشروعات ذات عوائد اقتصادية سريعة، وإعادة اختيار مواقع المدن السياحية الجديدة المطروحة من قبل الوزارة لتكون مصدر جذب سياحي على المدى القصير، وطرح الدولة الأراضي مجانا للمستثمرين في القطاع، على أن تعود ملكية تلك الفنادق والمشروعات للدولة كاملة في مدة زمنية تتراوح من 25 إلى 30 عامًا.

حزب النور لم يتطرق في أي بند من بنود برنامجه الانتخابي للسياحة، ولم يتطرق أعضاؤه إليها في حملاتهم الدعائية، وكل ما تحدث عنه الحزب هو إقامة شواطئ للملتحين والمنتقبات، ليتفق مع نهجه.

حزب المصري الديموقراطي الاجتماعي تناول بشكل مقتضب القطاع السياحي، بإعادة الازدهار للطابع التاريخي الثقافي للمنتج السياحي المصري والارتقاء ببعض المدن التاريخية، وتطوير الرؤية الخاصة بالمنتجعات السياحية الساحلية بحيث تصبح مناطق تنمية ذات مكون سياحي، واعتماد سياسة للجودة لقطاع السياحة بما ينعكس على تطوير مستوى الخدمات، وزيادة مستوى رضا السائح، بالإضافة إلى اقتراحهم إنشاء نقابة السياحيين المهنية وصندوق للسياحة ومواجهة الأزمات.


مواضيع متعلقة