«عم أحمد»: «أصحاب الشركات الأجنبية مش هيخلونا نبقى جيرانهم»

كتب: جهاد عباس

«عم أحمد»: «أصحاب الشركات الأجنبية مش هيخلونا نبقى جيرانهم»

«عم أحمد»: «أصحاب الشركات الأجنبية مش هيخلونا نبقى جيرانهم»

محل صغير مزدحم بالأجهزة الكهربائية القديمة، صوت نجاة الصغيرة يتردد فى أرجاء المحل، وفى أحد أركانه الهادئة يجلس أحمد عبدالله، الرجل الذى تجاوز الستين، يصلح تليفزيون أحد الجيران، بينما يتوقف من وقت لآخر ليخطف أنفاساً من الشيشة التى يضعها بجواره. يقول «أحمد» إن المحل يعود إلى جده الأكبر، الذى قام بتأجيره بمبلغ جنيه ونصف جنيه فى الشهر، وأصبح هو الذى يدفع أجره شهرياً، ويبلغ حاليا 30 جنيهاً، واصفاً الإيجار بأنه مبلغ بسيط مقارنة بمن يضطرون لدفع إيجار جديد قد يصل إلى 500 أو 600 جنيه، أى أكثر من 10 أضعاف.

«زباينى معايا من 30 سنة، لما مبيلاقونيش بيسيبوا لى الجهاز ويمشوا».. هكذا يصف «أحمد» علاقته بزبائنه، ويقول إنه ولد وعاش فى منطقة مثلث ماسبيرو، والجميع يعرفه جيداً، لذلك يتركون أجهزتهم الكهربائية عنده، دون الحاجة إلى إيصال، ويضيف: «المنطقة فقيرة، وأنا براعى الزبون، والزبون بيراعينى».

أحمد عبدالله أب لـ6 أبناء، وجد لـ13 حفيداً، يقول إنه يعمل طوال اليوم، ويكسب القليل فى نهاية يومه: «كل أولادى عاشوا فى مثلث ماسبيرو، وبولاق الدكرور، المنطقة هنا قديمة زى الجمالية والدرب الأحمر»، ويبدى مخاوفه من التطوير قائلاً إنه يعتمد على ما يحصل عليه يومياً من رزق، ولا يعرف كيف سيعيش إذا استغرق التطوير سنوات، وقاموا بهدم المحل. لكنه يضيف مبتسماً أن كثيراً من الأعمال الدرامية تم تصويرها هنا، حتى يحصلوا على صورة حقيقية للمنطقة الشعبية: «فيلم (بدل فاقد) اتصور هنا، ومسلسلات كتير اتصورت، وفيه مخرجين كانوا ييجوا ياخدوا لقطات للمنطقة ويحطوها فى أفلامهم»، ويكمل ضاحكاً: «مش مصدق إن أصحاب الشركات الأجنبية، هيوافقوا نبقى جيرانهم بعد التطوير، أكيد هيخرجونا من المنطقة».


مواضيع متعلقة