خبراء: علينا التعاون مع أوروبا الغربية وإفريقيا لتنشيط السياحة

05:40 م | السبت 07 نوفمبر 2015

تسبب حادث سقوط الطائرة الروسية المنكوبة بالقرب من مدينة العريش بشمال سيناء في اتخاذ عدة دول قرارات بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ كإجراء أمني لحين استقرار الأوضاع، ما ينبئ بوقوع السياحة المصرية في أزمة حادة، ولأهمية القضية تقدم عدد من الخبراء بطرح مقترحات لإيجاد حلول وبدائل سريعة لحل الأزمة التي حلت بالسياحة.

وقال ناجي العريان عضو اتحاد الغرف السياحية، إن الحل يكمن في اتخاذ الحكومة لخطوات جدية وقوية تجاه الدول التي قامت بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ، من خلال معرفة مطالبها جيدًا واتخاذ اجراءات وخطوات حاسمة وجادة نحو تنفيذها وتلبيتها.

وطالب العريان، في تصريح خاص لـ"الوطن"، الحكومة بضرورة العمل بشكل سريع على تحسين الصورة الذهنية لدى هذه الدول تجاه مصر، لافتًا إلى أن أي مبادرات أو حملات أو دعوات شعبية لتنشيط السياحة لا يمكن نجاحها دون وجود تنسيق حقيقي بين حكومات الدول وبعضها.

{left_qoute_1}

ومن جهته، طالب حسن نحلة نقيب المرشدين السياحيين، بضرورة عمل خطة عملية ومدروسة لتنشيط السياحة بشكل متكامل من خلال التنسيق بين وزارات السياحة والرياضة والثقافة والإعلام، والاستناد فيها إلى عدة محاور، على أن يكون المحور الأول عمل رحلات ترويجية وثقافية بشكل منتظم أسبوعيًا لطلاب المدارس والجامعات، بينما يتلخص المحور الثاني في العمل على تنشيط السياحة العربية التي لا تأتي إلى مصر إلا في فصل الشتاء فقط، وعمل خطة مكثفة لاستمالتها صيفًا.

وأوضح نحلة، في تصريح لـ"الوطن"، أن المحور الثالث والأهم والذي تم تجاهله تمامًا في السنوات الماضية يتمثل في فتح أسواق جديدة وكبيرة في دول أوربا الغربية، والصين، والهند، وتايلاند، وسنغافورة، وماليزيا، التي تم تجاهل أسواقها تماما في السابق، ولذا يجب على الدولة إعادة حساباتها والتركيز بشكل دقيق على فتح هذه الأسواق وعمل رحلات طيران منتظمة بها وترويج المنتجات السياحية المصرية بها.

ولفت نحلة إلى أنه يجري حاليًا التنسيق بين نقابة المرشدين السياحيين، وسامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة، لدراسة فتح أسواق جديدة والتركيز على الدخول في العمق الإفريقي، وعدم النظر لهذه الدول على أنها القارة العجوز وجميع من بها فقراء، ودول أوروبا الغربية، لافتًا إلى أن هذه المناطق تحتوي على دول كثيرة عاشقة لمصر مثل المكسيك وأرجواي والأرجنتين وغيرها من دول المنطقة، لذا فإنهم يدرسون فتح خطوط طيران جديدة لهذه الدول.

فيما طالب باسم حلقة نقيب السياحيين، بضرورة الإسراع في الانتهاء من نتائج التحقيق حول أسباب سقوط الطائرة الروسية في مصر، والتعامل مع الأزمة بمنتهى الشفافية، ومعالجة أسبابها، واتخاذ إجراءات أمنية صارمة في كافة المطارات والموانئ.

وفي السياق ذاته، طالب حلقة في تصريح لـ"الوطن"، الحكومة المصرية بضرورة التحرك على المستوى السياسي مع منظمي الرحلات والحكومات المعنية في الدول التي أصدرت قرارات بتعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ، لتحسين صورة مصر الذهنية لديها، بجانب فتح أسواق ومجالات جديدة لدول صديقة لنا بعيدًا عن الدول المتربصة بمصر واقتصادها.

{left_qoute_2}

ودعا حلقة إلى عقد اجتماع للمجلس الأعلى للسياحة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضمه إلى هذه اللجنة بصفته ممثلًا للسياحيين للمرة الأولى بهذا المجلس، حيث لم يتم ضم ممثل عنهم من قبل إلى المجلس، رغم أن لهم دور رئيسي في دعم السياحة وليس صناع القرار فقط، على أن يتم مناقشة وبحث أوجه وسبل التعاون بين الجهات المعنية مثل السياحة، والثقافة، والطيران المدني، والشباب والرياضة، لعمل برامج محفزة للسياحة.

كما طالب نقيب السياحيين بعمل عدد من الرحلات والبرامج التنشيطية للسياحة الرياضية والصحية، مع إمكانية ضم وزارة الصحة لعمل منظومة عمل متكاملة تخدم على السياحة ومتطلبات تنشيطها، بجانب استخدام البحر الأحمر بالكامل لعمل سياحة بحرية من وإلى البحر الأحمر كمناطق نويبع، وسفاجا، وخليج العقبة، والسويس، مؤكدًا على أن هذه الأفكار الجديدة ستكون حافزا قويًا لجلب السياح.

ولفت حلقة إلى ضرورة اتخاذ قرار سريع بتأهيل مطار 6 أكتوبر لاستقبال الرحلات السياحية الكبيرة بعيدًا عن مطار القاهرة الدولي كنوع من الإضافة للقطاع السياحي، كما ناشد وزارة الآثار بضرورة تفريغ الأثريات الموجودة بالمخازن المهملة التي ملأتها الأتربة، وإنشاء متاحف سياحية جديدة لها، مشيرًا إلى ضرورة تنمية الوعي السياحي لدى المواطنين المصريين، وتوجيههم بكيفية معاملتهم للسياح بشكل حسن يليق باستقبال أهل مصر.

وناشد نقيب السياحيين، الرئيس عبدالفتاح السيسي إطلاق دعوة لمساندة السياحة المصرية على غرار دعوة مساندة حقر قناة السويس الجديدة، وإنشاء مجلس أعلى للنهوض بهذا القطاع على المستوى الداخلي والخارجي، كما طالب الإعلام بتحمل مسؤوليته الوطنية للعبور من الأزمة التي تمر بها مصر من خلال إظهار الإيجابيات الخاصة بالسياحة وسرد الانتقادات بلغة سهلة تتيح للمسؤولين رؤيتها ومعالجتها، ومعالجة القضايا بحس وطني وعدم التأثر بما يبثه الإعلام الغربي من محتويات تعمل على تشويه صورة السياحة المصرية، بجانب حل مشاكل تراخي شرطة السياحة في مسؤوليتها تجاه السياح.