بالفيديو| ضحية «ضابط الركوع»: شاهدت السلاح في يد الضابط فتأسفت له.. فرد: «اركع ياد»

كتب: سامى عبدالراضى

بالفيديو| ضحية «ضابط الركوع»: شاهدت السلاح في يد الضابط فتأسفت له.. فرد: «اركع ياد»

بالفيديو| ضحية «ضابط الركوع»: شاهدت السلاح في يد الضابط فتأسفت له.. فرد: «اركع ياد»

كانت يده معلقة فى «حامل كتف» عندما التقيته فى الساعات الأولى من صباح أمس، الجمعة، فى الشيخ زايد.. كانت آلامه حاضرة وابتسامته حاضرة وحزنه مستمراً وخوفه باقياً.. كان حسين محمد حسين هادئاً وهو يروى لى تفاصيل ما حدث بينه وبين شخص تبين فيما بعد أنه ضابط شرطة فى قسم شرطة الهرم بالجيزة.. كان مرتبكاً فى بعض الأوقات.. كان واثقاً طول الوقت إلا لحظات تحدّث لى فيها عن زوجته وابنه الوحيد (3 سنوات).. قال: «أخاف من بطش الضابط أو عائلته بزوجتى وابنى».. كان «فرحاً» عندما تحدّث عن وزارة الداخلية وقال إنه لم يتوقع أن تكون القرارات سريعة وناجزة مع ضابط تجاوز فى حق مواطن.

{long_qoute_1}

حسين لم يتشاجر من قبل.. كانت حياته مستقرة، من البيت إلى شركة يعمل بها فى تخصص يعشقه منذ سنوات فى مجال الاتصالات.. حسين كان يدخل أقسام الشرطة لاستخراج بطاقة مثلاً أو لتحرير محضر فقْد أو سرقة.. ولكنها المرة الأولى التى يدخل فيها النيابة العامة ويجلس إلى جوار وكيل نيابة ويستمع إليه الأخير ويسجل فى أوراق، وهى المرة الأولى التى يذوق فيها حسين «لسعة» الرصاص، وكان الرصاص «ميرى» من سلاح ضابط شرطة كان يحمل السلاح بيسراه.. ولأول مرة كان يتلقى ضربات بمؤخرة سلاح أبيض هو «كزلك» كان يحمله نفس ضابط الشرطة بيمناه.. لأول مرة وجد حسين من يقول له: «اركع.. اركع ياد... اركع يا ابن الـ... اركع هاقتلك... اركع أنا ضابط شرطة». حسين لم يركع إلا لرب العالمين.. حاول حسين أن يكسر «الشر»، وقال لمن طالبه بالركوع: «أنا آسف.. حقك علىّ.. أنا هامشى»، وكان رده: تمشى.. تمشى مين ياد.. لازم تركع ياد.. وخرجت الطلقة لتخرق كتف حسين وتستقر فى قائم سيارة الضابط التى كانت متوقفة فى عرض الشارع وكانت سبباً فى المشاجرة عندما قال له حسين: «والنبى دى مش ركنة.. كنت هتخلينى أموت»!

 {long_qoute_2}

■ سألت حسين: ما الذى حدث؟

- بهدوء شديد وحيرة كانت تطل من عينيه ولمعة فى العينين كانت تظهر من وقت لآخر عندما يتذكر بعض المشاهد فى مشاجرة مع ضابط شرطة، قال: «أسكن فى مدينة 6 أكتوبر.. أعيش مع زوجتى وابنى «3 سنوات».. وأحياناً أذهب إلى عملى فى إحدى شركات الاتصالات بالسيارة.. وأحياناً أذهب بالموتوسيكل.. ألتزم بقواعد المرور.. الخوذة لا تفارقنى.. رخصى سليمة.. المهم أننى أسير على طريق المحور وأبعد عن الطريق السريع.. أتحرك فى البطىء.. ويوم الثلاثاء الماضى كانت الساعة تقترب من العاشرة والنصف، وقبل حوالى 500 متر من مسجد الشرطة فى الشيخ زايد، فوجئت بسيارة متوقفة فى نصف الشارع، وعندما حاولت تفاديها كادت سيارة تسير خلفى أن تدهسنى.

أنا ضابط ياد..

توقفت ونزلت برأسى لمستوى الشباك المفتوح.. وجدت شاباً داخلها كان ينتظر كوب شاى وبسكوتاً من بائع متجول قريب من المكان، قلت له: «يعنى أنا كنت هموت بسببك.. لمّ العربية شوية.. كده غلط.. قلت ذلك وكنت سأتحرك للمغادرة.. ولكن هذا الشاب فاجأنى: بتكلمنى أنا يا ابن الـ(....) ده انا هطلّع (...) أمك.. أنا ضابط شرطة يا (...) أمك.. والحقيقة إنى رديت عليه نفس الشتائم كما هى، ظننتُ فى البداية أنه شاب وأراد أن يخيفنى ويقول لى أنا ضابط شرطة.. لمحت سيارته.. كانت دون لوحات معدنية.. قلت لنفسى: هذا إما ضابط أو شخص مهم أو شخص لا يهمه أحد.

سيارة الضابط دون لوحات فى مسرح الجريمة

 

الواد ده غشيم

فاجأنى بأنه يضع يده خلف الكرسى الذى على يمينه.. ويُخرج سلاحاً نارياً، هو طبنجة، وكان يمسكها بيده اليسرى، وكان يُمسك بيده اليمنى سلاحاً أبيض يلمع فى الشمس، لم أره إلا فى الأفلام والله.. هنا، وبكل صراحة، خفت: «قلت لنفسى.. الواد ده غشيم وممكن يغزّنى بالسلاح، ده يموّتنى.. وعرفت أنه «كزلك».. المهم إنه نزل يضرب فىّ بالركلات واللكمات ويسدد لى ضربات بمؤخرة سلاحه الأبيض، وقال لى: «أنا ضابط شرطة ياد.. هتموت ياد النهارده ياد».. قلت له: يا عم انا آسف، واركن براحتك وعطّل المرور.. أنا همشى.. سيبنى أمشى!

{long_qoute_3}

اركع ياد

قال لى: تمشى؟ تمشى مين ياد؟! إنت لازم تركع هنا.. اركع يا ابن الـ(....)، أنا قلت لك أنا ضابط شرطة ومش هسيبك تمشى من هنا غير لما تركع.. انزل ياد على ركبك على الأرض.. اركع ياد. فى هذه اللحظات كان يضربنى بمؤخرة سلاحه الأبيض على وجهى ورأسى، وكان يضع سلاحه النارى فى كتفى.. قلت لنفسى: «ده ممكن سلاح صوت أو فيه خرز أو بلى وماكنتش خايف من السلاح».. هو أصر إنى أركع وانا رفضت.. وبعد كده سمعت صوت طلق نارى.. ومحسيتش بحاجة خالص.. محسيتش بألم أو حاجة.. كل ده والضابط عمال يشتم.. أنا حسيت إنه مش طبيعى.. بصراحة مفيش حد طبيعى يعمل اللى عمله.

السائق الجدع

طبعاً الناس اتلمّت على صوت ضرب النار وعلى الخناقة، لكن لقيت واحد، جدع شاب كده منوّر، داخل وبيقول للضابط: «فيه إيه.. ليه الافترا ده؟! كفاية.. أنا شايفك من بدرى.. انت عمال تضرب فيه بالكزلك مرة وبالمسدس مرة». الضابط ماسكتش. صرخ فى وجه الشاب وقال له: انت مين ياد، انت معاه؟ انت معاه.. ده انا هطلّع (....) أمك انت كمان.. هنا لقيت بعض الناس بتقول لى: «الله.. إيه الدم ده؟ جسمك متغرق دم».. وراحوا قطعوا القميص بتاعى وقالوا للضابط انت ضربته بالرصاص ولا كنت بتهوش؟ الطلقة جت فى كتفه أهه. أنا هنا اتجننت.. قلت له: «ضربتنى بالرصاص.. ضربتنى بالرصاص.. لم يرد، وتوقف مكانه ووضع سلاحه النارى وسلاحه الأبيض فى السيارة ووقف إلى جوارها، وتوقف عن الشتائم نهائياً، لم يهتز.. (ماتخطفش)، وكأنه «ماعملش حاجة».. لكن توقف عن الشتم والسب.. فى اللحظة دى حد من الناس اللى واقفين فى المكان قال لى: الطلقة اللى ضربك بيها أهه، طلعت من كتفك، واستقرت هنا فى قائم عربية الضابط المتهم، وأنا بصيت لقيت الفتحة اللى فى قائم العربية كبيرة. وبصراحة قلت: الحمد لله إنى لسه عايش.. الطلقة كانت عاملة فتحة كبيرة، وقلت لنفسى: واضح إن الضابط ده متعاطى حاجة.. ده أنا لا كلمته ولا رديت له الضرب.. وقلت له همشى ويقول لى اركع.!{left_qoute_1}

■ وما الذى تم بعد ذلك، ومتى حضرت الشرطة إلى المكان وكيف تعاملوا معك ومع الضابط المتهم بوصفه زميلاً أم بوصفه متهماً؟

- لقيت ضابط محترم عرفت إنه تبع المرور، كان واقف قريب من المكان، وواضح إنه جه هو والقوة اللى معاه لما حد نبّههم إنه فيه ضرب نار ومشاجرة.. لقيت بعض أفراد القوة لما عرفوا إن الطرف التانى ضابط بيقولوا لى: «اتكل على الله دلوقتى.. والموضوع خلص» صرخت فيهم: خلص ازاى؟ كنت هموت وتقولوا لى الموضوع خلص، واتضرب بالنار وتقولوا لى الموضوع خلص؟ اتصلت بأحد أصدقائى، وخلال دقائق حضر للمكان.. ولقيت عربيات شرطة جت وعربية إسعاف جت وأخدتنى لمستشفى الشيخ زايد.. والدكتور هناك أصر إنى أعمل محضر، وإنه يكتب فيه إن الإصابة دى اللى فى الكتف نتيجة طلق نارى وإنها أحدثت فتحة دخول وخروج.. اتعمل لى أشعة وتحاليل.. واتأكدت إن الرصاصة لم تستقر فى كتفى.. والدكتور قال لى: «الجرح معقول.. الطلقة كانت سُخنة جداً واخترقت كتفك وأحدثت فتحتى دخول وخروج وأنا كتبت ده فى تقريرى»

هنا قسم أكتوبر أول

بعد كده رحنا قسم أول أكتوبر لاستكمال إجراءات المحضر.. وهناك التعامل كان جيداً.. يعنى لا فيه مجاملة ولا فيه إهانة.. وانا قلت اللى حصل بالحرف فى محضر الشرطة وحكيت لهم بالتفاصيل إنى كنت ماشى ولقيت عربية واقفة وواحد بيقول لى: أنا ضابط، وشتمنى وطلب منى أركع، وأنا رفضت، وضربنى بالنار، وضربنى كمان بالسلاح الأبيض اللى هو الكزلك.{left_qoute_2}

اللى فاجئنى بعد كده إنى كنت قاعد على كنبة فى الطرقة جوّه القسم، والضابط المتهم بيدخل كل المكاتب ويهزر مع الضباط ويشرب سجاير وكأن مفيش حاجة خالص.. وكل شوية ييجى يقول لى: «إيه يا حسين.. مش هنلمّ الموضوع ده يا حسين؟ عايزين نلمّ الموضوع ده يا حسين»، وأنا كان ردى عليه بجملة واحدة: «إن شاء الله.. إن شاء الله».. أنا كنت خايف اتضرب تانى منه أو من زمايله.. بصراحة قلت شرطة وهتجامل بعض.. أول مرة أتحط فى موقف زى كده.

ضابط «غريب» وآخر محترم جداً

قعدنا فى قسم أكتوبر لحد الساعة 8 بالليل وقالوا يتعرضوا على النيابة.. ونزلنا من القسم وكان معانا ضابط من القسم، أنا مش ناسى اسمه، اسمه مصطفى، أعتقد إنه نقيب.. ولقيته بيقول لى: «احنا هنروح المستشفى الأول يا حسين».. قلت له: يا باشا.. الورق اللى معايا بيقول إننا هنتحرك على النيابة اللى فى الحى 11 بأكتوبر وأنا الحمد لله رحت المستشفى وعملت أشعة. قال لى الضابط مصطفى: «لا يا حسين.. ده احنا هنودى الباشا على المستشفى»، قلت له مين الباشا ده؟ ألف سلامة. قال لى: محمد بيه.. قلت: مين ده؟ قال لى: ده اللى انت ضربته بالخوذة وعورته. قلت له: مين ده، أنا ماضربتش حد. قال لى: اللى انت اتهمته بإنه ضربك بالنار، هو برضه قال إنك ضربته، واحنا لازم نوديه المستشفى يعمل تقرير هناك زيك، وبعدين نوديكم على النيابة. التزمت الصمت من الصدمة.. كيف يقول على متهم باشا.. وكيف وكيف وكيف.. ولماذا يعامله على أنه ضابط شرطة وليس متهماً.{left_qoute_3}

فى التوقيت ده كنت على آخرى، وظهر رائد شرطة عرفت أن اسمه إسلام بيه المهداوى.. وكان محترم جداً وقرّب منى وقال لى: «أستاذ حسين، انت عايز تركب معايا ولا تركب عربيتك مع صاحبك؟ براحتك، ماتخفش، هتاخد حقك، اطمّن، انت زى اخويا. بصراحة قلبى اطمّن وقلت: ربنا بعت لى الراجل ده من عنده يطمّنى. قلت له: يا باشا أنا هاجى معاك، وركبت معاه وطلعنا على المستشفى عشان التقرير بتاع الضابط، وتأكدت هناك أن الأطباء قالوا له: الإصابات دى قديمة مش بتاعة النهارده وانت مفيش عندك إصابات، وهو حاول يعور نفسه فى المستشفى، وبعدها اتحركنا كلنا على نيابة 6 أكتوبر ودى أول مرة فى حياتى أدخل نيابة، وكانت الدنيا زحمة.. ناس متهمة فى ضرب وسرقة وخطف.. وقعدت ساعتين لحد ما بدأ التحقيق، وكان معانا 5 شهود، منهم 3 كانوا فى صفّى أو شهدوا بالحق، و2 واحد منهم بائع الشاى اللى كان الضابط بيشترى منه قال رواية مخالفة لروايتى.

■ وما الذي دار فى النيابة العامة وكيف كان التعامل معك ومع الضابط وهل كان بيده كلبش مثل المتهمين؟

- وصلنا النيابة الساعة 8 بالليل، وعرفت إن وكيل النيابة اسمه عبدالله طنطاوى.. وسمع أقوال الشهود، والأول فرّغ المحضر، وبعدين لقيته بعت لى.. وأنا لقيت سنّه صغيّر، وخفت بصراحة، لكنه فاجئنى بالتعامل المختلف والأسئلة الذكية. كان بيسأل فى كل تفصيلة صغيّرة، وفى كل حرف، وعن كل الأسباب. فى البداية طلب منى أحكى له القصة كاملة.. وحكيت له مثلما حكيت لك.. أننى كنت فى طريقى وحصل كذا وكذا.. وفوجئت بشخص يرتدى ملابس مدنية يوقف سيارته بعرض الشارع، وطلبت منه أن يعدل وقفته وحصل إنه شتمنى، وتطور الأمر وطلب منى الركوع وضربنى بمؤخرة سلاحه الأبيض، وكان ماسك مسدسه فى إيده الشمال، ولما رفضت أركع ضربنى بطلقة فى كتفى وماكنتش حاسس بيها فى الأول لحد ما الناس نبّهتنى إنى اتضربت بالنار.

بعد كده لقيت وكيل النيابة بيقول لى: انت حكيت.. أنا هسأل وانت تجاوب.. وبدأت أسئلته التى استمرت حوالى ساعة ونصف: هل تعرف هذا الشخص.. ماذا قال لك تحديداً.. ما المسافة التى كانت بينك وبينه عندما حدثت المشاجرة.. وماذا كان يفعل هناك.. ولماذا طلب منك الركوع.. وكيف كان يمسك بسلاحه الميرى.. وكيف تصرّف بعد أن أطلق النيران.. واستمرت الأسئلة وأنا أجيب عليه بهدوء وتركيز شديد ولم تتغير إجابتى.. كنت أشعر بالقهر والحزن والذل مما حدث، واستمر التحقيق، وقلت له: يا افندم بسّ فيه حاجة حصلت.. الضابط ده لما ضربنى كان معاه سلاحه النارى اللى هو المسدس وكان معاه كزلك.. وأنا هنا فى الأحراز شايف إنه مفيش كزلك.. حطوا مكانه «صاعق كهربى» وأنا أول مرة أشوف الصاعق ده هنا.. وواضح إن الضابط أخفى السلاح أو إن زمايله جاملوه وغيّروا الحرز.. وكيل النيابة طمّنى وقال لى: إحنا بنشوف شغلنا كويس ومركّزين، وما تقلقش، وحقك هيرجع.

وقال لى: اتفضل، إحنا هنبلّغكم بالقرارات لما ترجعوا القسم.. وقبلها كان وكيل النيابة بإشراف أحمد بدوى، رئيس النيابة، بيعمل مواجهات بين الشهود وبعضهم.. كل شوية يدخّل 2 يقعدوا دقايق ويخرجوا.. ده بعد ما استجوبهم كلهم وكمان استجوب الضابط المتهم لمدة طويلة.. ورجعنا على قسم الشرطة والضابط طبعاً ماكنش متكلبش، وكان بيتحرك طبيعى ومعاه محامى وقرايبه، وهو واقف بين القوة اللى نقلتنا للقسم وكأن مفيش حاجة.. المهم إنى رجعت برضه فى عربية الرائد المحترم إسلام بيه المهداوى.. الراجل اللى أنا حسيت إن ربنا بعتهولى عشان أطمّن.. ورجعنا على القسم.

■ كيف كان التعامل معك فى القسم.. وهل حدثت مواجهة بينك وبينه، وماذا قال لك؟

- وصلنا القسم، ودخلنا على مكتب المأمور، ولقيت أسرة الضابط موجودة.. كانوا موجودين فى مكتب المأمور، ولقيت 2 محامين تبعه وأنا كان معايا محامى ودخلنا كلنا.. وأنا حقيقى زعلت لأن الشرطة سمحت لأقارب الضابط المتهم بالدخول والجلوس فى مكتب المأمور، وأنا أسرتى كانت على الباب ولم يُسمح لها بالدخول، ولما سألت ضابط هناك: اشمعنى انتو بتعملوا كده وتدخّلوا أسرته.. قال: الباشا زميل.. قلت له: وأنا إيه.. أنا مش بنى آدم.. مش مواطن مضروب بالنار؟ والحقيقة إنه ماردش علىّ خالص. المهم إن المحامين كل شوية كانوا يقعدوا معايا: طب نتصالح.. طب انت عايز إيه؟ شوف انت عايز إيه.. وكل شوية كان المتهم بيتحرك فى المكتب وإيده وراه ويشرب سجاير ويوجه كلامه ويقول لى: «إيه يا حسين.. مش هنلمّ الموضوع ده يا حسين.. لازم نلمّه يا حسين»، وانا قلت: ربنا يسهّل، إن شاء الله.. بعد كده عرفت إن قرار النيابة جه بالحبس 4 أيام والنيابة وجهت له تهمة الشروع فى القتل وأنا بصراحة اطمّنت وقلت الحمد لله.

■ حسين.. هل توقعت أن يصدر قرار بحبس الضابط المتهم؟

- الحقيقة أنا قلت ده ضابط شرطة وهيجاملوه وأنا هشيل قضية.. وبصراحة اطمّنت لما صديق لى قال: «لا تقلق، النائب العام المستشار نبيل صادق رجل محترم ولا يلتفت لأشخاص.. وحقك مش هيضيع والضابط سيلاقى جزاءه إن شاء الله».. وأنا بصراحة زى ما قلت لا أعرف نيابة أو قرارات نيابة وأول مرة أدخل نيابة وعرفت موضوع الحبس وعرفت إن الضابط اتحبس، حسيت إن الأمور هتكون ماشية فى طريق الحق والوصول للحقيقة.. وتانى يوم اللى هو الخميس عرفت إن المتهم اتعرض على المحكمة وحبسه اتجدد 15 يوم، وهيتحول على معسكر قوات الأمن اللى بيتحبس فيه الضباط وأفراد الشرطة اللى بيرتكبوا جرائم.

■ وماذا توقعت أن يكون رد فعل وزارة الداخلية فى هذه الواقعة وأنهم ممكن أن يجاملوا واحداً من أبنائهم؟

- بصراحة أنا اتفاجئت من سرعة رد الفعل.. يعنى الحادث كان 11 الصبح، وعرفت إن وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار قرر إحالة الضابط لقطاع التفتيش والرقابة وإنه أوقفه عن العمل وإنه قال الموضوع فى النيابة.. والنيابة وشأنها.. والحقيقة حسيت إن فيه أمل ومفيش مجاملة.. وإن كانت المجاملة حصلت فكانت «شكلية» فى التعامل مع الضابط داخل قسم أكتوبر، وكانت غير شكلية وسمحوا له أن يضع «صاعق كهربائى» فى الأحراز بدلاً من وضع السلاح الأبيض الذى استخدمه الضابط المتهم فى التعدى علىّ قبل أن يطلق الرصاص من سلاحه الميرى.

■ فى النهاية.. متى يقول حسين: «أتنازل عن اتهامى بحق الضابط الذى ضربنى بالرصاص وقال لى اركع؟»،

- بهدوء شديد قال حسين: «أنا راجل أعرف ربنا كويس.. وأصلى ولا أترك فرضاً.. وفوجئت برد الفعل العنيف من الضابط، وكيف كان قاسياً ومزعجاً ومتكبراً ومتسلطاً.. تعجّبت من جبروته.. سألت نفسى: لماذا يتعامل هكذا.. لماذا أركع له.. ما الذى سيستفيده إن ركعت.. كيف يتحرك هذا الضابط دون لوحات معدنية بسيارته.. حقيقة أشعر بالذل.. أو شعرت بالذل عندما كان يحاول إجبارى على أن أركع.

ولكن.. ولكن رغم هذا إن جاءنى إحساس بأن العفو عند المقدرة هو الأفضل سأعفو عن الضابط المتهم.. ولكن الحقيقة والأصول تقول إن ضابطاً بمثل هذه الأخلاق والتجبر والكبر والعنف لا يصح أن يتعامل مع المواطنين ولا يعود إلى مهنته.. أنا يمكننى أن أتنازل عن حقى من أجل ابنى الوحيد.. أخاف عليه، وأخاف على زوجتى من أسرة الضابط وأقاربه وزملائه.. يمكننى أن أتنازل لأن العفو عند المقدرة شىء مستحب.. ويوماً ما سأعفو عن الضابط، ولكن أخشى فى مشاجرة مقبلة أن تكون رصاصة الضابط محمد بسيونى صائبة للهدف.. لا تخترق الهدف ولكنها تصيب القلب أو الرأس وتكتب نهاية لشخص تشاجر معه وقال له: «اركن صح»!

 


مواضيع متعلقة