15 سنة من «الخداع»

11:36 م | الخميس 05 نوفمبر 2015

15 سنة من «الخداع»

ربما قصتى تختلف عن قصص الكثيرات من السيدات اللاتى وقفن بجانب أزواجهن إلى أن بنوا حياتهم وأمنوا لأولادهم مستقبلاً مشرقاً، كان زوجى يملك مخبزاً فى إحدى المناطق الشعبية بمحافظة الجيزة، وكنت أساعده فى العمل وقررت الوقوف بجانبه منذ أول أيام حياتنا، وصرت أعمل معه ليل نهار، حتى كبّرنا ذلك المخبز وأسسنا سلسلة من المخابز فى مناطق عدة، الراقى منها والشعبى، كنت له الأخت والأم والصديقة، ولم أقصر فى حقه يوماً، أنجبنا طفلين كانا شغلى الشاغل بجانب العمل مع زوجى، وحرصت على ألا أقصر فى حقهم طالما أننى أخرج إلى العمل، إلى أن كبر ابناى وأتما دراستهما، أحدهما يعمل معنا فى إدارة المخابز والآخر لم يجد وظيفة بعد ولم يلتحق بقطار العمل، أزمتى بدأت مع زوجى الذى طالما استحملته لسنوات طويلة، وحتى فى ظروف مرضه كنت أنا الممرضة والأهل بالنسبة له، خاصة أنه لم يعد لديه أحد يزوره من أقاربه، كنت أعتبره عملة نادرة من الرجال، كنت أراه «شهم وجدع» أو بمعنى أدق رجلاً بمعنى الكلمة، كثيراً ما كان ينتقدنى البعض ويشيرون إلى أننا لا نليق أبداً ببعض، خاصة أننى أنتمى لأسرة ميسورة الحال وأغلبهم يعملون فى وظائف مرموقة وعمل زوجى بالنسبة لهم ليس على نفس القدر، لكننى كنت أتحمل كل تلك الانتقادات، فى سبيل أننى أحببته وكان هو كل عائلتى، أتذكر أننى كم كنت أقدره، لدرجة أننى لم أنطق اسمه يوماً دون أن أقدره أمام العامة والخاصة بأن أقول عليه «الحاج أحمد»، ظل الأمر هكذا إلى أن اكتشفت خيانته لى أو استغفاله لى بمعنى أدق، إذ فضح أمره أمامى أحد العملاء الذين كانوا على خصومة معه، ليخبرنى بمنتهى القسوة أنه متزوج من امرأة أخرى وأن لديه أبناء غير أولادنا، كانت صدمة كبيرة بالنسبة لى، ولكن بعد أن واجهته بما عرفت لم يكذبنى وأكد لى أنه ارتبط بها منذ 15 عاماً وأنجب 4 فتيات، صارت أحزانى مضاعفة، هل أترك زوجى وأطلب الطلاق منه أم أظل على ذمته؟

داليا ممدوح «مدرب حياة» عليكِ أن تضعى أمام عينيك مميزات الطلاق من وجهة نظرك وعيوبه أيضاً وتقيمى ما هو الأفضل بالنسبة لك أولاً ثم أبناءك، لأن ذلك القرار هو قرار شخصى لا بد أن تأخذيه بنفسك، وفيما يخص الشعور بالخيانة أو الغدر فهو شىء فى منتهى القسوة ويكسر مشاعر المرأة ويفقدها الإحساس بالأمان، ولهذا لا بد ألا تستسلمى لتلك المشاعر السلبية، لكن فيما يخص ظروف أبنائك أو وضعك الاجتماعى فأنت من تقررين ما تريدينه.