الجيش الليبي والقبائل يدعمان دعوة السيسي لـ"الناتو" بشأن إعادة إعمار البلاد

كتب: محمد حسن عامر

الجيش الليبي والقبائل يدعمان دعوة السيسي لـ"الناتو" بشأن إعادة إعمار البلاد

الجيش الليبي والقبائل يدعمان دعوة السيسي لـ"الناتو" بشأن إعادة إعمار البلاد

أعلن الجيش الليبي ومسؤولو القبائل في ليبيا، دعمهم دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، الموجهة إلى منظمة حلف شمال الأطلنطي "ناتو" إلى التحرك من أجل إعادة إعمار ليبيا، التي تعيش في الفوضى منذ الإطاحة بنظام "معمر القذافي"، من خلال انتفاضة دعمها الحلف الأطلسي.

وقال الناطق باسم الجيش الليبي العقيد محمد الحجازي، في اتصال لـ"الوطن"، إن "الجيش الليبي يعرب عن دعمه الكامل لدعوة الرئيس السيسي، التي تعكس درايته الواسعة ورؤيته العسكرية، وبالفعل إن حلف شمال الأطلنطي وضع ليبيا في نكسة أكثر قساوة من نكسة معمر القذافي وعليه تحمل مسؤوليته، في إعمار ليبيا من جديد".

وأضاف الحجازي: أن "الناتو مسؤول مسؤولية كاملة عن كل ما يحدث في ليبيا، هو المسؤول عن تدمير مؤسسات الدولة، وترك ليبيا فريسة للجماعات الإرهابية، وخاصة تنظيم (داعش)، تلك التنظيمات التي هي الآن أشد قوسة وتنكيلا بالشعب الليبي من نظام القذافي".

وتابع المسؤول العسكري الليبي: "نحن الآن لسنا مع ثورة 17 فبراير أو مع ثورة ديسمبر، وإنما كل ما نريده إعادة بناء الدولة الليبية".

وبسؤاله عما إذا كانت الدعوة تعني إمكانية وجود قوة عسكرية تابعة للحلف في ليبيا، أجاب "الحجازي": "المطلب واضح وهو إعادة الإعمار، ونحن نرفض تماما دخول أي جندي أجنبي على الأرض الليبية، ونرفض تدخل حلف شمال الأطلنطي عسكريا مرة أخرى، فليبيا لديها الرجال القادرين على مواجهة الإرهاب".

وأضاف الناطق الرسمي: "إذا كان هناك جهد مطلوب في تلك المسألة، فهو رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، وكذلك تزويدنا بالمعدات والأسلحة ونحن لدينا الرجال القادرون على إخراج بلادنا من نكسة الإرهاب التي وضعنا فيها التدخل العسكري للحلف".

من جهته، قال رئيس الهيئة التنسيقية لملتقى القبائل الليبية الشيخ عادل الفاديدي، في اتصال لـ"الوطن"، إن "الرئيس السيسي وضع دول حلف شمال الأطلنطي أمام اختبار صعب جدا، وبمثابة تحذير للمجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤوليته تجاه الأوضاع في ليبيا التي نتجت عن سياسات الحلف وتدخله العسكري في السابق".

وأضاف "الفايدي": "أعتقد أن دعوة الرئيس السيسي تحمل بعدا آخر مرتبطا بعضوية مصر في مجلس الأمن الدولي، وهذا البعد إن مصر لديها رؤية واضحة تجاه النزاع الدائر في ليبيا، وتجاه أمنها القومي وأمن حدودها، وإذا لم يقم الحلف بدوره في هذا، فأعتقد أن مصر سيكون لديها رؤية أخرى بدعم عربي ستنطلق من القاهرة خلال الأسابيع المقبلة".

وحول ما إذا كانت دعوة "السيسي" تعني تدخل عسكري في ليبيا، قال "الفايدي": "لغة الرئيس الدبلوماسية كانت معقدة، هو قال إعادة إعمار ليبيا، وإعادة الإعمار لن يحدث إلا بتحقيق الاستقرار الداخلي، وبالتالي فإن الرئيس السيسي كأنه قال للحلف عليكم إعادة إعمار ليبيا، ليعني ذلك إعادة الإعمار بأي طريقة، والناتو هو المسؤول عن ذلك".

في السياق ذاته، قالت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، أمس، تعليقا على دعوة "السيسي"، إنه "من غير المحتمل أن يتحدث الرئيس السيسي، الذي يزور بريطانيا حاليا، مع أعضاء مجلس العموم البريطاني حول هذا الأمر، لكن بالتأكيد تصريحاته حول ليبيا وبريطانيا لها صداها لدي كثير من أعضاء مجلس العموم".

وأضافت الصحيفة: أن "بريطانيا قادت عملية إسقاط نظام القذافي، لكنها فشلت في ضمان التوصل إلى تسوية سياسية تصنع الاستقرار في ليبيا، ما سمح لذلك البلد بالانزلاق نحو الفوضى، وأن يسقط تحت الأنشطة البغيضة للجماعات المتطرفة".

وقالت: "لذا فمن المعقول أن نطلب من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مزيدا من الاهتمام بدولة ليبيا، على الأقل من ناحية أنه مما لاشك فيه أن حل مشكلات ليبيا يخدم الأمن القومي البريطاني".

وتابعت "ديلي تليجراف": أن "معالجة مشكلات ليبيا تعني قطع كاميرون شوطا كبيرا أمام أولئلك الذين يشككون في قدرته على وضع إستراتيجية شاملة بخصوص الأوضاع في سوريا".


مواضيع متعلقة