أسامة كمال: الدولة بتخاف من الإعلام.. ولو «السيسى» انتقدنى مُحِبّوه سيتكفّلون بى

كتب: محمد عمارة وأحمد غنيم

أسامة كمال: الدولة بتخاف من الإعلام.. ولو «السيسى» انتقدنى مُحِبّوه سيتكفّلون بى

أسامة كمال: الدولة بتخاف من الإعلام.. ولو «السيسى» انتقدنى مُحِبّوه سيتكفّلون بى

قال أسامة كمال، مقدم برنامج «القاهرة 360» على قناة «القاهرة والناس»، إن الدولة تخاف من الإعلام وهذا بدأ منذ عام 2005، واستمرّ هذا الوضع لأن الإعلام أخذ دوراً كبيراً وإن إيجابياته فى هذه الفترة أكثر من سلبياته، مشيراً إلى أن من حق الرئيس أن يشكو الإعلام إلى الشعب، وأنه إذا انتقده «السيسى» فمحبوه سيتكفلون به.

وإلى نص الحوار:

■ فى البداية، كيف استقبلت انتقاد الرئيس للإعلام؟

- مثل زملائى، «هو ليه كده؟»، لأن لما كنا فى جامعة قناة السويس مع الرئيس منذ شهر ونصف قال لنا: «هو مفيش فايدة فيكو؟»، وأنا فى اليوم دا زعلت، إحنا مين؟ كل الإعلاميين أم بعضهم؟ مفيش فينا اتنين توجُّههم واحد، كل واحد فينا له أسلوب وطريقة، ومفترَض حسن النية والوطنية فى الجميع، وغير كدا غير حقيقى.

نفس الأمر، الرئيس أخذنا إجمالاً بالإعلام، زى ما الناس بتتكلم بالتعميم، هل فيه أخطاء وتجاوزات فى الإعلام؟ فيه تجاوزات وأخطاء فى كل مهنة، المطلوب يكون فيه تحديد لمَن تجاوز ونقول له يا فلان، وفيه طرق لده، وهناك خطأ كبير هو عدم وجود أجهزة لتنظيم الإعلام داخلياً من الإعلام نفسه، لأنه لن ينظَّم من قِبل الدولة، وهذا حسب نص الدستور، كان من الممكن أن ننشئ كيانات مؤقتة، لكن هذا أصبح الواقع، والتأخير أدَّى إلى الوضع الحالى.

أكيد إحنا مش أقل من أى دولة استطاعت تنظيم الإعلام، وهناك أجهزة تحاسب وتراقب، إحنا مش أقلّ من اتحاد الكرة اللى عارف ينظّم نفسه ويعاقب اللاعبين، واتحاد الكرة مشكَّل من بتوع الكرة ولاعبين قدامى، أقصد الصناعة من داخلها، والفيفا يمنع تدخُّل الدولة، ولو كان لدينا جهاز إعلامى فسيمنع تدخُّل الدولة، فمثل هذه الأجهزة تحمى الإعلام. {left_qoute_1}

الإعلام مش التوك شو بس، المسلسلات إعلام، ممكن كل التوك شو يتحدث عن الأخلاق، لكن مسلسل واحد قادر على هدم كل هذا، الإعلام هو كل ما يظهر على الشاشة، وحتى مواقع التواصل، ونحن نريد قيماً مصرية وعالمية، مثل منع الاضطهاد والعنصرية وغيرهما، التعميم ضايقنى.

أنا قبل ما باطلع أناقش موضوع باكون ذاكرته، فهل كل الناس كدا؟ ماينفعش تقول كل الدكاترة جهلة، فكرة التعميم ليست صحيحة، معظم الناس بتعمل بمهنية، والبعض لديه هفوات.

■ وما أخطاء الإعلام؟

- مش عارف إيه اللى أغضب الرئيس، لكن من الخطأ مناقشة موضوع دون دراسة جوانبه المختلفة أو عدم عرضها أو من وجهة نظر واحدة، أزمة الإسكندرية الأخيرة مثلاً، هل فشل المحافظ؟ نعم، هل فشل وحده؟ لا، لأن كل الأجهزة التى كان يرأسها فشلت معه، وكل السابقين له أيضاً، هل هناك إعلامى حاول أن يعرف أسباب المشكلة؟ هل المطالبة بإقالة المحافظ هى حل المشكلة؟ إحنا عملنا مشكلة أكبر للدولة لأن محافظة الإسكندرية بلا محافظ ويديرها قائم بالأعمال، هل هناك أحد قال هذا، أو تحدث عن العمارات المرتفعة هناك، وما يمكن أن تسببه من كوارث؟ الهفوات هى ألا تمسك لسانك، ونسبتها ليست كبيرة.

■ هل يمكن أن تخشى انتقاد الرئيس خلال الفترة المقبلة؟

- لا، لأنى عارف بأعمل إيه.

■ متى انتقدت الرئيس؟

- السؤال هنا متى انتقدت شخصاً؟

■ ألم تنتقد الرئيس فى أفعاله؟

- ماعتقدش إنى انتقدت فعل له.

■ هل هذا له معنى معين؟

- أنا شايف إنى كنت واحد من الناس اللى رقبتها كانت جاهزة للقطع يوم 4 يوليو 2013، وعارف كمّ الجهد الذى يُبذل حالياً واللى المفروض يحصل، هل أنا راضٍ عن كل الاختيارات؟ لا مش راضى. {left_qoute_2}

■ متى انتقدت فعل الرئيس؟

- انتقدت إلغاء العمل بضريبة البورصة، رغم أنى كنت من الأساس غير مؤيد لفرضها، لكن انتقدت هذا، وكان قانوناً خاطئاً، ويتحمل مسئولية هذا الرئيس ورئيس الوزراء حينها ووزير المالية.

■ هل ذكرت أن هناك مسئولين لا يصلحون للعمل؟

- أنا كنت ضد الناس اللى بتنتقد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق.

■ هل ترى أن خروجه جاء بسبب الإعلام؟

- لا، لأن حدة النقد كانت أقوى قبل خروجه بـ5 أشهر، وماعرفش سبب تغييره، ومندهش من ذلك، وكنت أتمنى أن يستمر، وهذا ليس انتقاصاً من الرجل الحالى.

■ هل تخشى أن يشتكى الرئيس الإعلام إلى الشعب؟

- هو قال خلاص واشتكى، وبعدين الناس أجبرت قناة «النهار» على اتخاذ قرار تجاه المذيعة ريهام سعيد، وهذا يعنى أن الإعلام مدفوع من الإعلان، بمعنى أن المشاهدة العالية تأتى بالمعلنين، لكن السؤال: ما الوسيلة التى ستستخدمها لزيادة المشاهدة؟

ممكن تفضل مكمل فى المشاهدة بالإثارة زى ناس عندنا بقالهم سنين، وفيه واحد بيعمل مشاهدة بخفة الدم زى باسم يوسف، وباقول للجمهور لو مش عاجبك مذيع متتفرجش عليه.

■ لكن الرئيس قال إنه هيشتكى للشعب المرة الجاية؟

- آه، ممكن يشتكى للبرلمان.

■ هل بفرض قيود على الإعلام؟

- ممكن، مش مجلس الشعب يستطيع سنّ تشريعات لفرض قيود؟

■ هل ترى أن الرئيس على حق فى انتقاده؟

- طبعاً، ولو أنا اللى كاتب خطاب الرئيس هاحضّر له نقاط فى هذا الموضوع، وأنا بأتكلم عن الإعلام، وأقول له الإعلام الذى يستخدم الإثارة ويقدم معلومات مغلوطة، من أكبر الأخطاء أن تقدم معلومات مغلوطة وحجمها كبير فى مختلف وسائل الإعلام. {left_qoute_3}

معنديش مشكلة إن كل الألوان تظهر فى الإعلام بما فيه الحلو والوحش، وهتلاقى دا فى أمريكا، هتلاقى 10 زى باسم يوسف و2 زى أكرم حسنى، بس مش هتلاقى غير واحد من النوعية اللى عندنا اللى شغلتها تسخّن الناس سياسياً وتقوِّم الناس عشان خاطر قضية هو بس اللى مقتنع بيها.

■ تعتقد تصاعد نبرة الرئيس لو استمر الأمر هكذا؟

- الأمر استمر بالفعل، لأن ردّ الفعل من الإعلام كان عدم رضا على ما قاله الرئيس، لكن ماعتقدش إن فيه تصاعد، هيقفل.

■ لكنه يرى أن الإعلام معول هدم بإشارته إلى أن به أزمات أيضاً، مثل التى يصدّرها إلى الرأى العام.

- هذا صحيح، لكن ماعتقدش إن فيه حد نيته الهدم، لكن وجهة نظره إيه فى تقويم أمر معين.

■ لماذا توقفت لقاءات الرئيس بالإعلاميين؟

- كان لقاءً واحداً ووعد أن يكون شهرياً، وكنت أتمنى أن يستمر، وألا يكون بالشكل المتسع مثلما حدث، عدد أقلّ لإعطاء فرصة للأسئلة، أكثر آفة تصيب الإعلام هى نقص المعلومات.

■ ليه اللقاءات لم تستكمل؟

- أعتقد أن الوضع معجبش الرئيس، وبعضنا فهم اللقاء إنه فرصة إنك تخطب فى الرئيس، وهذا ليس من اختصاص الإعلام، وأعتقد أن هذا سبب رئيسى، ومفيش صدام مع الإعلام، لكن الناس اللى الرئيس لمّح إليهم، أعتقد إنهم من أكثر المؤيدين للسيسى.

بعض الإعلاميين قال للرئيس «إحنا اللى جايبينك»، بس عايز أقول له إن مفيش حد من الإعلاميين جاب الرئيس، الشعب هو اللى جابه، آه، الإعلام مؤثر لكن مش لدرجة تشكيل الرأى العامّ، هو يسهم فقط فى تشكيل الوعى العامّ، والناس مش مستنية التليفزيون عشان الوعى.

■ هل من الممكن أن تقود مبادرة لحلّ الأزمة الحالية؟

- معندناش ميثاق شرف إعلامى، الميثاق الوحيد صدر فى 2007 وأصدره أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق، وقامت عليه الناس حتى اختفى، ولكن هل ميثاق الشرف الصحفى معمول به، خصوصاً إن 70% من الإعلاميين اللى بيظهروا على الشاشة صحفيون؟

■ هل هذا سلبى أم إيجابى؟

- سلبى جداً، الصحفى تَعوَّد إبداء الرأى من خلال المقال وغيره، والتليفزيون لم يكُن قبل قدوم الصحافة مكاناً لرأى المذيع بل الضيوف، ويظل يشكِّل نسبة مخصصة فى المساحة المخصصة له وحده ومدتها صغيرة. الوضع الآن هو العكس، فمن أين جاء هذا الخلل؟ وهنا تبرز حاجتنا إلى المعايير قبل الميثاق.

■ هل الرئيس مسئول عن حالة السيولة الحالية فى الإعلام؟

- كان من المفترض أن تكون هذه التشريعات ذات أولوية.

■ هل يُلام الرئيس فى هذا؟

- أنا مش بأدافع عن الرئيس، لكن هل قُدم إليه القانون؟

■ لكن من حقه أن يطلب أن يقدَّم إليه القانون.

- حدود علمى أنه طلب، وأن مجموعات عمل اشتغلت على القوانين، والنتيجة لم تصل إلى شىء لأن هذه المجموعة لم تشرك المتخصصين فى الإعلام، وفى تصورى أن ما قرأته من مسودات غير سليم وغير ملائم، ويراعى مصالح ناس على حساب المهنة، ويخدم فئة بلا حق، ولم تحل المشكلات من جذورها، فقط عشان يبقى اسمك عندك قانون.

■ كيف ينتقد الرئيس الإعلاميين وجميعهم مؤيِّد له؟

- لو قابلته هأسأله ليه وجهت لينا الانتقاد كلنا، وليه قلت لنا مفيش فايدة فيكو، ولم تقل «بعضكم».

■ هل ترى أن الدولة تخشى الإعلام؟

- آه، الدولة بتخاف من الإعلام، وهذا بدأ منذ عام 2005، واستمر هذا الوضع لأن الإعلام أخذ دوراً كبيراً، وإيجابياته فى هذه الفترة أكثر من سلبياته.

■ البعض يقول إن الإعلاميين مستفيدون من كل الأوضاع سواء الإخوان أو الثورة أو عصر مبارك...؟

- هذا يؤثِّر على مصداقية الإعلام، ومن حقِّك أن يكون لك رأى وأن تعلن عُدُولك عنه، وألا يكون هذا أمراً مكرراً ودورياً، وتعلن أسباب عدولك، والشعب النهارده بيعمل نوع من أنواع التصويت العقابى لبعض الإعلاميين.

وأقول للرئيس إننا أضعنا فرصة إنشاء مجلس وطنى للإعلام، ويكون هذا من أولويات مجلس النواب المقبل، ومن حق الرئيس أن يشتكينا إلى الناس ويقول لهم إن أسامة كمال مش عاجبنى، وصدّقنى إن محبى الرئيس سيتكفلون بى، ولو حصل دا هأواجه ومش هأسكت ومش هأخاف.


مواضيع متعلقة