رغم الاتفاق النووي.. الولايات المتحدة تظل العدو الأول في إيران

كتب: (أ ف ب)

رغم الاتفاق النووي.. الولايات المتحدة تظل العدو الأول في إيران

رغم الاتفاق النووي.. الولايات المتحدة تظل العدو الأول في إيران

بين الخطابات والشعارات المناهضة لواشنطن وحرق الأعلام، تثبت مظاهرات الذكرى السادسة والثلاثين لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران، أن الولايات المتحدة تظل العدو الأول في إيران، رغم الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته مع الدول الكبرى.

وسبق الاحتفال بالذكرى تحذيرات من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي من "الاستكبار" الأمريكي، ومساعي الولايات المتحدة إلى "التغلغل" داخل المجتمع الإيراني.

كما سبق الاحتفال توقيف صحفيين متهمين بالسعي إلى تلميع صورة "الشيطان الأكبر"، وإغلاق مطعم يستخدم اسم شبكة المطاعم الأمريكية للوجبات السريعة لدجاج كنتاكي "كاي إف سي".

وشارك الآلاف في المظاهرة لمناسبة ذكرى احتلال السفارة الأمريكية، وهي الذكرى الأولى منذ إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو، بين إيران والقوى العظمى وبينها الولايات المتحدة، وهتف المتظاهرون "الموت لأمريكا" و"لتسقط إسرائيل" و"لتسقط المملكة العربية السعودية"، و"التغلغل محظور"، واعتبر مدعي عام الجمهورية إبراهيم رئيسي في خطاب "إن قائمة الفظائع الأمريكية" طويلة أكان في الداخل أم في الخارج و"على الولايات المتحدة أن تحاسب على فظاعاتها أمام القضاء".

وفي الرابع من نوفمبر 1979 بعد أشهر على الثورة الإسلامية اجتاح طلاب حرم السفارة الأمريكية في طهران. وتم احتجاز دبلوماسيين أمريكيين رهائن لمدة 444 يوما، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة ولم تعد إلى طبيعتها حتى الآن.

ومنذ إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو يكثف المرشد الأعلى تحذيراته من مغبة أي محاولة تقارب مع واشنطن و"تغلغل سياسي ثقافي" أخطر بكثير من "التغلغل الاقتصادي الأمني".

وبرأيه فإن الاتفاق النووي الذي سيسمح برفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل التزامها الحد من برنامجها النووي المدني وعدم السعي إلى اقتناء القنبلة الذرية، يجب ألا يؤدي إلى "خضوع" إيران للمصالح الأجنبية وخصوصا الأمريكية.

وكان المرشد الأعلى الذي تعود إليه الكلمة الفصل في القضايا الكبرى، دعا، الثلاثاء، أمام آلاف الطلاب إلى "التيقظ" حيال الولايات المتحدة التي ستسعى كما قال "إلى غرس سكين في ظهر" إيران في أول فرصة.

من جهته، انتقد الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري، قوات النخبة في النظام، "بعض المسؤولين الذين ينظرون بثقة نحو الغرب والليبرالية"، مرددا صدى تصريحات المرشد الأعلى.

وانتخب الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني في 2013 على أساس وعده "جزئيا" بتطبيع العلاقات على الساحة الدولية، لكنه لم يذهب إلى حد طرح استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة.

وبعد انتخابه مباشرة حطم أحد المحرمات بقبوله التحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيما كان يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد تعرضه لانتقادات كثيرة من قبل المحافظين لم يعاود الكرة مطلقا، لكن وزير خارجيته محمد جواد ظريف صافح هذه السنة أوباما عن طريق "الصدفة" في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، ما أثار انتقادات جديدة من قبل المحافظين.

وفي بادرة لم يكن من شأنها سوى إرضاء المحافظين، أعلنت استخبارات الحرس الثوري الثلاثاء توقيف صحفيين مقربين من الإصلاحيين، ومتهمين بالانتماء إلى "شبكة" ممولة من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وتحظى بمساعدة دول أوروبية منها بريطانيا وهولندا والسويد.

وقال خبير في استخبارات الحرس الثوري للتلفزيون الرسمي أن أفراد هذه الشبكة "يريدون تلميع صورة الولايات المتحدة والتمهيد للتواجد الرسمي للأمريكيين" في إيران.

وفضلا عن الصحفيين تم في أواخر أكتوبر توقيف رجل الأعمال الإيراني الأمريكي سياماك نمازي، ثم توقيف آخر قالت طهران إنه يحمل الجنسيتين اللبنانية والأمريكية ويدعى نزار زكا.

وفي الإجمال ما زال أربعة أمريكيين من أصل إيراني بينهم جايسون رضايان مراسل صحيفة واشنطن بوست في طهران مسجونين في إيران، بالرغم من دعوات واشنطن لإطلاق سراحهم.

وفي تصريحات أدلى بها لوزرائه، اليوم، وبدت أقرب إلى تحذيرات لمعارضيه، انتقد روحاني بعض عمليات التوقيف الأخيرة باسم مكافحة "التغلغل"، وقال إنه "يجب عدم التلاعب بكلمة التغلغل". وأضاف أن "المرشد الأعلى هو لكل التيارات ولكل الشعب وليس لمجموعة أو تيار بعينه".


مواضيع متعلقة