30 طعنة تحسم خلافاً على 3 آلاف جنيه وزوجة

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبدالعزيز

30 طعنة تحسم خلافاً على 3 آلاف جنيه وزوجة

30 طعنة تحسم خلافاً على 3 آلاف جنيه وزوجة

على مقهى بلدى فى أحد شوارع منطقة بولاق الدكرور، وبالتحديد فى شارع أبوبكر الصديق، وهو من أكبر شوارع منطقة بولاق، يصل بين شارع ناهيا وشارع همفرس، جلس أحمد، 31 سنة، نقاش، وصديقه معتز، 35 سنة، سائق.. يخططان لجريمة قتل عائلية مروعة.

كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف من مساء يوم الأربعاء قبل الماضى.. وكان حديث الصديقين همساً بينما يتبادلان اقتراحات التخلص من سعيد، 54 سنة، موظف. القتيل هو ابن عم الأول وزوج شقيقته.. وكل منهما له أسبابه.. الأول يريد قتله بسبب خلافات مالية على مبلغ 3 آلاف جنيه.. والثانى طمعاً فى زوجته وخوفاً أن ينفضح أمره بسبب علاقته غير الشرعية بها.

«قتل الضحية» هو ما توصل إليه الصديقان بعد ساعتين ونصف ساعة من الحوار، خطة القتل كما يلى: شراء أقنعة لارتدائها أثناء تنفيذ جريمتهما.. وأسلحة بيضاء لتنفيذ الجريمة، واتفقا مع زوجة الضحية على أن تترك لهما مفتاح الشقة حتى ينفذا الجريمة داخل الشقة أثناء غيابها عن المنزل.

{long_qoute_1}

أما عن تفاصيل جريمة القتل وكيفية التخلص من الضحية ودفنه والبحث مع المباحث لمدة أسبوع فقد جاءت على لسان المتهم أحمد بعد القبض عليه، أثناء مناقشته حول الواقعة بعد ضبطه يوم الأربعاء الماضى، بدأ كلامه قائلاً: «كان القتيل هو السبب فى إصابة أبويا بجلطة ونصب عليّا فى 3 آلاف جنيه ومشاكله كترت معانا.. كان لازم أخلص منه». وسرد المتهمان كافة تفاصيل جريمتهما فى تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية برئاسة المستشار أحمد ناجى، رئيس النيابة، حيث قرر المتهم الأول «أحمد. م. ع. س»، 31 سنة، نقاش، أن ابن عمه «سعيد. م. ع»، 45 سنة، موظف، تزوج من شقيقته منذ سنوات، وفى الآونة الأخيرة كثرت الخلافات بينهما لاعتقاده أن زوجته على علاقة بشاب يُدعى «معتز. س. ك»، 35 سنة، ممرض، حيث إنه أخبرها بأنه نما إلى علمه ارتباطها بعلاقة مع ذلك الشاب مما دفعه للتشاجر معها ومع أسرتها حتى إنه تعدى على والدها بالسب والشتم، مما أدى إلى إصابته بجلطة.

واستطرد المتهم الأول قائلاً إن «تسبب القتيل فى إصابة والدى بجلطة زاد من كرهى له بعدما نصب علىّ فى مبلغ 3 آلاف جنيه قيمة أعمال نقاشة نفذتها له فى شقته وطالبته بها مراراً، إلا أنه رفض سدادها».

{long_qoute_2}

التقط أطراف الحديث المتهم الثانى «معتز» الذى قال أيضاً إن المجنى عليه هدده مراراً وتكراراً بسبب اعتقاده بوجود علاقة آثمة بينه وبين زوجته، حتى إنه هدده بإيذاء والدته وشقيقته، فتلاقت أفكاره مع المتهم الأول بضرورة التخلص منه، وبحثا طوال أسبوعين عن طريقة التنفيذ، فهداهما تفكيرهما إلى تمزيق جسده بالسكاكين.

وفى سبيل تنفيذ مخططهما طلبا من «صباح. م. ع»، 38 سنة، ربة منزل، زوجة المجنى عليه، إعطاءهما مفتاح الشقة بعدما علم شقيقها أنها تركت منزل الزوجية وستقيم وأولادها لديه، إلا أنها رفضت وطالبتهما بعدم تنفيذ الجريمة بالشقة، وعقب إقناعها أخذ شقيقها منها المفتاح. وتوجه برفقة المتهم الثانى إلى شقة القتيل، وانتظراه بعدما قاما بشراء قفازات طبية وكوفيات لإخفاء وجهيهما وأحضرا سكينتين كبيرتى الحجم «سنجتين»، وفور دخول المجنى عليه كان برفقته شخص آخر، انهال المتهمان على القتيل بالطعنات بالصدر والبطن والظهر وفرا هاربين وسط ذهول الشخص الآخر الذى كان برفقة القتيل.

{long_qoute_3}

وعاد المتهمان إلى منزليهما، وأخبر المتهم الأول شقيقته، زوجة القتيل، بارتكابهما الجريمة، ثم تلقى اتصالاً هاتفياً من شقيقة القتيل تخبره بالعثور عليه مقتولاً داخل شقته، فذهب إلى مسرح جريمته مدعياً عدم معرفته بما حدث، وقاما بدفن الضحية، حتى تم الكشف عن الجريمة بمعاونة المتهمين الآخرين، وألقى القبض عليهم.

وبتحريات المباحث بقيادة اللواء مجدى عبدالعال مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وأثناء التحقيق مع زوجة القتيل، وتضييق الخناق عليها، انهارت أثناء التحقيق معها واعترفت على شقيقها وعشيقها بأنهما وراء ارتكاب الواقعة، وتم استئذان النيابة العامة، وانطلقت قوة من المباحث بقيادة العميد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور، إلى محل إقامة المتهميْن وتم ضبطهما، والأسلحة المستخدمة فى الجريمة. كما أكدت المتهمة الثالثة صحة ما جاء على لسان المتهمين فى التحقيقات، وقالت إنهم اتفقوا مع بعضهم البعض على قتل الضحية والتخلص منه.

وعقب الانتهاء من التحقيقات مع المتهمين الثلاثة، تم اقتياد المتهمين إلى مسرح الجريمة، وقام المتهمان بتمثيل الجريمة أمام فريق من النيابة وسط حراسة أمنية مشددة تحت قيادة العميد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، وتم تسجيل اعترافات المتهمين بالصوت والصورة.. وجّهت النيابة بإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة الكلية، للمتهمين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وللزوجة تهمة التحريض، حيث إنها كانت على علم بالجريمة، وأمرت بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وطلبت التحريات النهائية حول الواقعة، واستعجلت تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليه تمهيداً لإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة.

البداية كانت بتلقى اللواء طارق نصر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطاراً من شرطة النجدة بالعثور على موظف مذبوحاً ومصاباً بـ30 طعنة فى مختلف أنحاء جسده، داخل شقته بشارع أبوبكر الصديق ببولاق الدكرور، وعلى الفور انتقل فريق من المباحث بقيادة اللواء خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد درويش حسين رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، إلى مكان الواقعة، وتمت مناظرة الجثة، وتبين أن الضحية متزوج وبينه وبين زوجته خلافات وأنها تركت شقة الزوجية منذ شهر، وعلى الفور تم استدعاؤها والتحقيق معها، وبتضييق الخناق عليها اعترفت بتفاصيل الجريمة، بالاشتراك مع شقيقها وعشيقها، وتمت إحالتهم للنيابة التى أصدرت قرارها السابق.

 


مواضيع متعلقة