«البالة» فى سوق الجمعة بـ«5 جنيه».. «وبردو مش عاجب»

كتب: محمد غالب

«البالة» فى سوق الجمعة بـ«5 جنيه».. «وبردو مش عاجب»

«البالة» فى سوق الجمعة بـ«5 جنيه».. «وبردو مش عاجب»

بين 5 و10 جنيهات تتراوح أسعار الملابس المستعملة فى سوق الجمعة، ومع ذلك لا تجد من يشتريها، فالفقر الذى يفتك بدخول عدد كبير من المواطنين، جعلهم يعزفون عن الشراء حتى من أسواق الغلابة، أو الفصال مع التاجر باستماتة لتخفيض السعر ولو 50 قرشاً. {left_qoute_1}

يجلس «محمد عبدالمقصود» على فرشته كعادته منتظراً زبوناً وليس متفرجاً: «الناس غلابة أوى، خمسة جنيه كتير عليهم، وبيشتروا على قدهم، وأنا أكتر واحد حاسس بيهم لأنى منهم»، الأمر الذى يقلل من مكسبه فى القطعة، ليصل أحياناً إلى جنيه واحد. كان «عبدالمقصود» يعمل ترزياً، وحين ضعف الإقبال عليه اضطر إلى شراء الملابس المستعملة وتصليحها ثم بيعها للغلابة، متمنياً أن يتحسن حال المواطن، ويعود النفع على الجميع. أما «حسين على» فأكد أن النصف جنيه يفرق مع المواطن، وكثيراً ما ينصرف عنه الزبائن بعد موجة فصال طويلة: «أنا لو قلت ببلاش، هيقولولى ببلاش إلا ربع، بخمسة جنيه أنزل أكتر من كده إيه؟ الناس غلابة فعلاً»، وأشار إلى أن سوق الجمعة اختلفت كثيراً عن السابق، فقديماً كانت أكثر رواجاً وازدحاماً عن الآن. يبيع «عادل أبوالدهب» أحذية فى نفس السوق منذ أكثر من 25 عاماً، مقابل 30 جنيهاً للحذاء، ويقول عن ضعف حركة البيع والشراء: «اللى اتغير إن الناس قللت كميات مشترياتها مع مرور الوقت، ظروف البلد صعبة، والناس بيفرق معاها القرش»، وهو ما يدفعه إلى بيع الأحذية الجديدة بثمنها، دون تحقيق أى مكسب، وفى أحسن الأحوال يكسب 20 جنيهاً فقط فى اليوم، فى الوقت الذى تنتظره مصروفات عديدة للوفاء باحتياجات أولاده الخمسة، المواصلات، والأكل والشرب.

أما «هيثم محمد»، الذى يطوق رأسه ببنطلون ليحميه من أشعة الشمس، فيجلس من الثامنة صباحاً حتى المغرب دون الكف عن الفصال مع الزبائن على قطع تباع الواحدة منها بـ5 جنيهات.


مواضيع متعلقة