بعد اتهام نتنياهو له بأنه سبب "الهولوكست".. "الوطن" تنشر مذكرات مفتي القدس حول لقائه بهتلر

بعد اتهام نتنياهو له بأنه سبب "الهولوكست".. "الوطن" تنشر مذكرات مفتي القدس حول لقائه بهتلر
- هتلر
- أمين الحسيني
- الهولوكوست
- نتنياهو
- هتلر
- أمين الحسيني
- الهولوكوست
- نتنياهو
- هتلر
- أمين الحسيني
- الهولوكوست
- نتنياهو
- هتلر
- أمين الحسيني
- الهولوكوست
- نتنياهو
تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتقادات شديدة، غداة خطاب ألقاه أمام الكونجرس الصهيوني العالمي، اتهم فيه مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني بأنه حث الزعيم النازي أدولف هتلر على ارتكاب محرقة اليهود "الهولوكوست، حيث قال إن هتلر لم يكن يريد حينها تصفية اليهود بل طردهم، فذهب الحاج أمين الحسيني إلى هتلر، وقال في حال قمت بطردهم فسيأتون جميعا إلى هنا، إلى فلسطين، وسأله هتلر ماذا أفعل بهم؟ وأجابه الحسيني: "أحرقهم".
بدورها بحثت "الوطن" في مذكرات مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني، والتي نقلها عنه عبد الكريم العمر، أمين سر المكتب التنفيذي للهيئة العربية العليا لفلسطين، لاسيما فيما يتعلق بالزيارة التي جمعته بأدوولف هتلر لمدة ساعة وخمس وثلاثين دقيقة، لم يتطرق خلالها كلا الطرفين إلى "الهولوكوست"، وهو تكذيب غير مباشر من مفتي لنتنياهو بعد 74 عاما من الزيارة.
يقول الحسيني في مذكراته: "كانت مقابلتي لأدولف هتلر، فوهرر ألمانيا وزعيم الرايخ الثالث، في الساعة الرابعة والنصف بعد ظهر يوم الجمعة 21 نوفمبر 1941م ولم أكن أتوقع أن يكون استقبالي في دار المستشارية الشهيرة استقبالا رسميا، بل كنت أتوقع مقابلة خاصة مع الفوهرر، ولكنني لم أكد أصل إلى الساحة الواسعة أمام دار المستشارية، وأترجل من السيارة أمام مدخل الدار الفخم، حتى فوجئت بعزف الموسيقى العسكرية، وبحرس شرف مؤلف من نحو مائتي جندي ألماني، مصطفين في الساحة، وطلب إلى مرافقي من رجال وزارة الخارجية أن استعرض الحرس ففعلت، ثم دخلنا دار المستشارية، وسرنا في أروقتها الطويلة بأبهائها الفخمة، إلى أن انتهينا إلى قاعة الاستقبال الكبرى، كان هناك رئيس تشريفات رئاسة الدولة، فاستقبلني، وبعد نحو دقيقة أدخلني إلى غرفة الفوهرر الخاصة، استقبلني هتلر استقبالا حارا، بوجه طلق وعينين معبرتين، وبسرور ظاهر ودعاني إلى الجلوس تجاهه، وكان يحيط به عدد كبير من رجال حاشيته، وكان الدكتور شميدت يترجم لي كلامه إلى اللغة الفرنسية".
ويضيف الحسيني في كتابه "استهل هتلر حديثه مرحبا وقائلا: إنني سعيد لسلامتكم ولوجودكم في بلاد المحور ولقد تلقيت بسرور عظيم خبر نجاتك من أيدي عدونا المشترك وبعد تلك الرحلة الخطيرة من طهران إلى برلين، ولقد كنت في قلق عليك واعتبرت نجاتك نصرا وبشرى، وإني مطلع على تاريخ حياتك ومقدر لكفاحك في سبيل وطنك وأمتك ولقدومك لإبداء رغبة الأمة العربية في التعاون معنا في الكفاح ضد الأعداء المشتركين، كما أنني مقدر كل التقدير لكفاح عرب فلسطين، ذلك الكفاح الشعبي العظيم الذي قاموا به ضد الإمبراطورية البريطانية واليهودية العالمية دون نصير، إلا إيمانهم بحقهم ودفاعا عن وطنهم".
يتابع مفتي القدس حديثه عن الفوهرر: "ثم سكت هتلر ليفسح لي مجال الحديث، فشكرته على ترحيبه وشعوره الطيب وكلماته اللطيفة وعلى الحفاوة البالغة التي لقيتها منذ وصولي إلى برلين، ثم تطرقت إلى ذكر أواصر الود القديمة الوثيقة بين الأقطار الإسلامية والعربية منذ عهد السلطان عبد الحميد، وأن ألمانيا في ماضي تاريخها لم يسبق لها أن اعتدت على أي قطر من الأقطار العربية أو الإسلامية، كما أنها اليوم تكافح أعدائنا المشتركين: اليهودية العالمية والدول الاستعمارية التي تضطهد العرب، وهذه أوثق رابطة تربطنا بكم، وهنا ذكرت له الآمال التي تعلقها الأقطار العربية للخلاص من الاستعمار والصهيونية وما تتطلبه وتسعى إليه من تحقيق مثلها العليا وما عاناه العرب من بغى الدول الاستعمارية، ولم تكتف بذلك بل منحت اليهود وعدا بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ليجعلوا منها مركزا لمطامعهم ورأس جسر لزحفهم وتوسعهم ومحطة وثوب لهم على الأقطار العربية المجاورة، ثم بسطت له قضية فلسطين وجهاد شعبها العربي وتصميمه على إلغاء الوطن القومي اليهودي ومحو آثاره، ثم تطرقت إلى قضايا الأمة العربية من استقلال وسيادة ووحدة وطلبت عقد معاهدة رسمية صريحة بين العرب وألمانيا ودول المحور تشتمل على هذه المطالب الأساسية وإعلان تصريح رسمي بذلك في الإذاعة لتطمئن الأمة العربية إلى مستقبلها وتقبل بهذه الطمأنينة على التعاون معكم".
ويشير الحسيني في مذكراته إلى أن هتلر كان حسن الاستماع، شديد الانتباه لحديثه وانتظره لحين الانتهاء من سرده ليرد: "إن خطط كفاحي واضحة، وهي أولا أني أكافح اليهود بدون هوادة ويدخل هذا الكفاح ما يقال له "الوطن القومي اليهودي بفلسطين" لأن اليهود إنما يريدون أن يؤسسوا دولة مركزية لأجل مقاصدهم التدميرية، ونشاطهم الهدام إزاء دول العالم وشعوبه، وإنه من الواضح أن اليهود لم يقوموا بعمل إنشائي في فلسطين، فإن ادعاءهم هذا كذب وإن كل الأعمال الإنشائية التي أقيمت في فلسطين، يرجع فضلها إلى العرب لا إلى اليهود، إنني مصمم على أن أجد حلا للمشكلة اليهودية، خطوة فخطوة، وبدون انقطاع وإنني سأوجه الدعوة اللازمة إلى جميع البلاد الأوروبية ثم إلى البلاد التي هي خارج أوروبا في هذا الشأن وإن مهمتي الأساسية ورسالتي الأولى في الحياة هي تصفية قضية اليهودية العالمية فإن اليهودية العالمية بمنظماتها الواسعة ونيتها السيئة نحو العالم تشكل خطرا هائلا يهدد الإنسانية جمعاء، أليس من الغريب أن يتعاون الخصمان المتناقضان في المبادئ والأهداف، أقصى اليمن (أمريكا) مع أقصى اليسار (روسيا)!، والخلاصة إنني أريد أن أصرح لكم بما يأتي: عندما نصبح في جنوبي القوقاز، يكون قد حان وقت تحرير العرب، وفي إمكانكم أن تعتمدوا على كلمتي هذه".
ويختتم مفتي القدس حديثه عن لقاء هتلر بالقول: "كان يتكلم بقوة وحماسة مع رزانة، وكان في حديثه واضح النبرات فصيح الألفاظ ويشدد على مخارج بعض الكلمات كما يفعل القارئ أو الخطيب العربي عند لفظه حروف القلقلة، وحينئذ يدنو من محدثه متجها إليه محدقا بعينيه، محركا يديه وعضلات وجه فيشعر المستمع له أنه يعبر عما يعتقده من صميم قلبه، واستمرت مقابلتي لهتلر ساعة وخمسا وثلاثين دقيقة، فلما ودعته وخرجت كان يساورني القلق لأنه لا يرى إصدار تصريح وقطع عهد رسمي للعرب في الظروف الحاضرة خشية أن يحدث ذلك رد فعل في بعض الأقطار الأخرى، التي لا تريد ألمانيا إثارتها الآن، بينما كنا في حاجة إلى ما يطمئن الأمة العربية ويحفزها إلى التعاون مع هذه الجبهة، لذلك لم أشعر بالارتياح إلى هذه النقطة من حديثه، وإن كنت مطمئنا إلى خطته الأساسية من حيث تصميمه على الكفاح المستمر ضد الصهيونية العالمية كبعض من عرفنا من ساسة الإنجليز الذين كانوا يتظاهرون في حب الأمة العربية أو أية أمة يريدون اصطيادها، بل كان صريحا في خطبة السياسية وأحاديثه الخاصة بأنه لا يهمه إلا ما في صالح الرايخ الألماني، وإنه لا يحب ولا يبغض ولا يبالي بشيء إلا في سبيل الشعب الألماني، فهو لا يرى في هذا الموقف أن يستجيب إلى مطالبنا بإعلان تصريح وقطع عهد رسمي لأن ذلك ضار بصالح الشعب الألماني، إذا يحدث رد في بعض الدول كفرنسا وتركيا".