فكر يتخلص من «إخوات مراته» فاشترى 29 جرام هيروين وأبلغ الشرطة بأنهم تجار مخدرات: «قلت أحسن من القتل برضه»

كتب: أحمد عبداللطيف

فكر يتخلص من «إخوات مراته» فاشترى 29 جرام هيروين وأبلغ الشرطة بأنهم تجار مخدرات: «قلت أحسن من القتل برضه»

فكر يتخلص من «إخوات مراته» فاشترى 29 جرام هيروين وأبلغ الشرطة بأنهم تجار مخدرات: «قلت أحسن من القتل برضه»

من مقهى شعبى فى منطقة المطرية بالقاهرة بدأت فصول هذه الجريمة، التى خطّط لها «كبابجى»، لتوريط شقيقتى زوجته فى جريمة حتى يتخلص من تدخلهما فى حياته الأسرية وتسببهما فى مشكلات مع زوجته.

«الدم» للتخلص من الشقيقتين «سماح» و«توحة».. كان إجابة مبدئية عن سؤال «هيثم»: كيف أتخلص منهما؟ لكن عواقب القتل غير مأمونة.. دخل «هيثم» إذن فى حالة من الحيرة.. التخلص من الشقيقتين بات أمراً محسوماً بسبب تحريضهما زوجته على اختلاق المشكلات فى منزل الزوجية.. لكن كيف؟

حمل «هيثم»، 31 سنة، سؤاله فى رأسه، بينما كان يتجوّل فى شوارع المطرية، قادته قدماه إلى مقهى شعبى كان من زبائنه، جلس مشتتاً غاضباً، طلب من عامل المقهى أن يُحضر إليه «شيشة» وكوباً من الشاى وكوب ماء، دقائق وعاد العامل مرة أخرى بطلبات «هيثم».. لاحظ حالته، فقال: «فيه حاجة يا معلم مزعلاك، وحِّد الله»، لم يُجبه «هيثم» ونظر إليه ملياً: اقعد، فسحب العامل كرسياً وجلس بجواره، وقال: «يا عم فيه إيه، مالك، إهدا وكل شىء ليه حل، هى نفس مشكلات البيت برده، طيب يا عم طلقها واخلص»، فرد «هيثم»: «يا عم أطلق مين، وأولادى وبيتى.. هى مفيش غيرها السبب، أختها الكبيرة (توحة) والصغيرة (سماح) منهم لله».

مرت دقائق من الصمت قبل أن يقترب العامل هامساً: «طيب إيه رأيك فى اللى يخلصك منهم».

ظهر على وجه «هيثم» الفزع: «إزاى.. هنقتلهم.. لا يا عم ممكن ندخل السجن».. فضحك العامل: «لا يا عم، نجيب واحدة تتخانق معاهم وتبهدلهم.. وتعوّر نفسها ويدخلوا السجن الاتنين»، فرد «هيثم» بشىء من الارتياح: «طيب ماشى اتفقنا».

مضت 48 ساعة، وتقابل الطرفان مرة أخرى، ولم يعثرا على شريكهما، الطرف الثالث من خطتهما «سيدة مشكلات»، كى تفتعل خناقة مع الشقيقتين، جلسا معاً مرة أخرى وبدآ يفكران فى خطة بديلة، لا يدخل فيها الدم، واتفقا على تلفيق قضية للشقيقتين، تقودهما إلى السجن ولا تخرجان منه مرة أخرى، وتشوه سمعتهما (كسر عين)، فقال «هيثم»: «نلفق ليهم قضية مخدرات.. حشيش، بانجو، أقراص مخدرة»، فرد العامل: «هيخرجوا بكفالة -الحديث للعامل- انت تقدر تدفع 5 آلاف جنيه»، فأجابه «هيثم»: «أيوة»، فقال له العامل: «اتفقنا نلفق ليهم قضية تجارة هيروين، ياخدوا فيها 10 سنين سجن».. هكذا حسم العامل الأمر مجدداً.

ثم أجرى «هيثم» اتصالاً بربة منزل مقيمة بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، تُدعى «دنيا. أ»، 34 سنة، وروى لها القصة، وعن تفاصيل الخطة، واجتمعوا فى اليوم التالى، واتفقوا على أن الأخيرة تتوجّه إلى محل الكوافير الذى تمتلكه الشقيقتان، وتزعم أنها تتزين من أجل حضور حفل زفاف، ونجحت ربة المنزل فى دس الهيروين داخل محل الكوافير. وقفت الشقيقتان «توحة» و«سماح» تؤديان عملهما، وفوجئتا بفريق من ضباط الشرطة بقسم المطرية يقتحمون المحل ويطلبون التفتيش، وتم العثور على 29 جراماً من مخدر الهيروين، وألقى القبض عليهما، وأثناء مناقشتهما داخل قسم الشرطة، قالت «توحة» للعميد أحمد الألفى، رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة: «يا باشا، ممكن أعرف عرفتم منين إننا بنتاجر فى المخدرات»، فقال الضابط: «مصادر سرية». أكدت التحريات والمصادر السرية أن الشقيقتين لا تتاجران فى أى مواد مخدّرة، فطلب اللواء عبدالعزيز خضر، مدير البحث الجنائى، إجراء التحريات مرة أخرى، وإعادة مناقشة ضابط المباحث محرر المحضر، وقال الضابط: «وردت معلومات من المدعو طارق محمد، قهوجى، تفيد بقيام سماح محمد، وشقيقتها، بمزاولة نشاط إجرامى، بالاتجار فى المواد المخدرة، متخذتين، من المحل ملك الأولى، مكاناً لمزاولة نشاطهما الإجرامى، فانتقلت على الفور قوة من مباحث القسم، وتمكنت من ضبطهما داخل المحل، وعثر داخله على كمية من مسحوق الهيروين المخدر، وزنت 29 جراماً، وبمواجهتهما أنكرتا صلتهما بالمضبوطات».

وبإعادة مناقشة المصدر، اعترف باتفاقه مع زوج شقيقة المجنى عليهما المدعو «هيثم. م»، كبابجى، على دس المواد المخدّرة داخل المحل، مقابل مبلغ 5000 جنيه، وأنه استعان بـ«دنيا. أ. إمبابى»، 34 سنة، ربة منزل، ومقيمة شبرا الخيمة ثان، قليوبية، لوضع المواد المخدرة داخل المحل.

أمكن ضبط المتهم الثانى وعُثر بمسكنه على سلاح نارى «فرد خرطوش»، عيار 12 مم و6 طلقات من العيار ذاته، و7 قنابل مونة و4 شماريخ و2 سلاح أبيض (2 سنجة)، كما تم ضبط المتهمة الثالثة، وبمواجهتهما بما جاء بأقوال الأول، أيداها واعترفا بارتكاب الواقعة، انتقاماً من المجنى عليهما، لتسببهما فى خلافات زوجية بينه وبين زوجته، كما اعترف الثانى بحيازته المضبوطات بقصد الدفاع.

النيابة استجوبت المتهمين الثلاثة واعترفوا بأنهم خططوا للجريمة تنفيذاً لرغبة المتهم الرئيسى والذى أراد التخلص من شقيقتى زوجته. وحرزت النيابة المضبوطات وهى عبارة عن 7 قنابل وشماريخ وأسلحة بيضاء ووجهت عدة اتهامات للمتهمين أبرزها حيازة مخدرات وأسلحة غير مصرح بها قانوناً وقررت حبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، جددها قاضى المعارضات فى محكمة المطرية لمدة 15 يوماً وتم إطلاق سراح الشقيقتين من سراى النيابة بعد أن أثبتت التحقيقات تلفيق الواقعة.

 


مواضيع متعلقة