كارثة: المنشطات النسائية تحتوى على مادة تسبب «الأورام الخبيثة»

كتب: نادية الدكرورى

كارثة: المنشطات النسائية تحتوى على مادة تسبب «الأورام الخبيثة»

كارثة: المنشطات النسائية تحتوى على مادة تسبب «الأورام الخبيثة»

«هل هناك آثار جانبية لما يعرف بالمنشطات الجنسية النسائية، وهل هناك أضرار صحية تلحق بجسد المرأة نتيجة تناول هذه المنشطات؟».. هذه الأسئلة دفعت محررة «الوطن» لإجراء تحليل لعبوات اللبان الصينى (المنشط للنساء) بالمعامل المركزية لوزارة الصحة.

تضمنت عمليات فحص العينات، بحسب نص تقرير المعامل الموقع من الدكتورة عزة صادق الدناصورى، رئيس الإدارة المركزية للمعامل، برقم 437215، ثلاث مراحل، أولها الفحص البكتريولوجى للتعرف على وجود بكتريا فى المنتجات، وأثبت خلو اللبان من بكتريا السالمونيلا والقولون النموذجى وبكتريا المكورات العنقودية الذهبية.

{long_qoute_1}

أما الفحص الكيماوى فأثبت أن العينة، المدونة بياناتها فى نشرة داخلية باللغة الإنجليزية، تحتوى على مادة «VIGROX»، وهذه المادة لا تحلل فى إدارة المعامل لأنها ليست جهة اختصاص لفحص وتحليل مثل هذه المواد، كما ذكرت «عزة» أن هذا الفحص يقع على عاتق إدارة الصيدلة التى تمتلك المكونات المعملية لفحص هذه المواد المنشطة ومدى سمية تركيزها فى المنتجات.

وسلمت «الوطن» عينات أخرى من المنشطات النسائية عبارة عن «لبان، نسكافيه، قطرة» إلى إدارة الصيدلة بخطاب من الجريدة، يطلب من مدير الإدارة تحليل العينات ضمن خطوات التحقيق الاستقصائى.

عقب تسليم العينات، والخطاب، لم يرد من إدارة الصيدلة أى رد رسمى على طلب «الوطن» حتى الآن، رغم المحاولات العديدة للتواصل طيلة أشهر للتعرف على مصير العينات دون جدوى أو رد واضح من الإدارة، ما يطرح تساؤلاً عن سبب تجاهل إدارة الصيدلة لطلب تحليل منشطات من المفترض أن الإدارة تُحارب تداولها غير القانونى فى الأسواق؟

«VIGROX»، المادة التى أثبتت معامل وزارة الصحة وجودها فى المنشطات النسائية، يعتبرها الدكتور حسن الشافعى، رئيس قسم النساء فى مستشفى العياط العام، والاستشارى فى وزارة الصحة، مادة يحظر على السيدات تناولها لما لها من آثار جانبية تمتد لإحداث تورمات دموية فى جسد المرأة.

وقال «الشافعى»، لـ«الوطن»، إن هذه المنشطات يضاف إليها هرمونات أنثوية كمادة الأستروجين، التى تتسبب فى حدوث تغييرات هرمونية فى جسد المرأة وظهور أورام خبيثة فى الثدى والرحم قد تؤدى للاستئصال الكلى.{left_qoute_1}

وكشف «الشافعى» عن أنه خلال الفترة الأخيرة، وأثناء الكشف على بعض الحالات من السيدات، لاحظ وجود أورام فى الثدى، وفى مناقشات مع بعض السيدات اعترفن بتعاطى منشطات أو أدوية تسميها «مقويات» فى محاولة لإخفاء هوية هذه المنشطات عن الطبيب المعالج. وأضاف أن الثقافة المحدودة، والخجل لدى معظم السيدات، يجعلهن يخفين تناول المنشطات الصينى عن الطبيب، التى من الممكن أن تتسبب لهن فى مضاعفات صحية خطيرة حال تناولها بعيداً عن الإشراف الطبى، تصل لانتشار الأورام الخبيثة فى أنحاء جسم المرأة، وإحداث نزيف وظيفى يشبه الدورة الشهرية، ما يشوش مواعيد الحيض الشهرى لدى السيدات.

ويطلب «الشافعى» من السيدات اللاتى يتناولن هذه المنشطات، ويعانين من بعض الأعراض المذكورة، التوجه فوراً إلى الطبيب للكشف، والعلاج قبل حدوث ما يسمى باحتقان للجسم بعد زيادة نسب تدفق الدم، ما يؤدى للوفاة حال تناول جرعات زائدة من المنتجات المنشطة.

وقالت الدكتورة أميمة إدريس، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة: «لا يوجد ما يسمى بمنشطات جنسية للسيدات»، فى إشارة لدراسات علمية عالمية أثبتت أن السيدات لا يحتجن لأدوية لتحسين رغبتهن الجنسية، بعكس الرجال الذين يصاب بعضهم بأمراض ضعف الانتصاب التى تضطرهم لتناول المنشطات. وأضافت أن العامل النفسى هو المتحكم الرئيسى فى الرغبة الجنسية لدى السيدات. وأشارت إلى أضرار تناول المنشطات النسائية بشكل عشوائى وبكميات كبيرة على صحة المرأة، خاصة من أمراض القلب، لما تحويه المنشطات من مواد فاعلة فى توسيع شرايين القلب. وفى ظل تسابق شركات الأدوية والباحثين على تطوير دواء يحسن الغريزة الجنسية للنساء، تضاربت آراء الدراسات الطبية العالمية بين مؤيد للمنشطات الجنسية النسائية والمعارض لها، فى ظل بلوغ نسبة النساء اللواتى يعانين من الضعف الجنسى نحو 43٪، وفقاً لدراسة بحثية حديثة للدكتور إدوارد لومان من جامعة شيكاغو. وذكر «لومان» فى دراسته: «خلال السنوات العشر المقبلة سينفق نحو 2 إلى 3 مليارات دولار أمريكى على منتجات تهدف إلى تحسين الحياة الجنسية لهؤلاء النساء».

قالت أستاذة علم النفس السريرى فى جامعة تكساس الدكتورة سيند ميستون إن العجز الجنسى النسائى يتميز بقلة الرغبة، والإثارة، وتؤثر على نحو الثلث فى وقت ما خلال حياتهن، بينما تقول مديرة الصحة الجنسية والزوجية فى كلية روبرت جونسن الطبية ساندرا ليبلوم إن قلة الاهتمام الجنسى عند المرأة يرتبط فى أغلب الأحيان بعلاقتها مع شريكها. وأضافت، فى مدونتها العلمية، أن الضعف الجنسى للسيدات يكمن أيضاً فى المخاوف العائلية أو المرض أو الموت، أو الملل أو الشعور بالقلق، إضافة إلى مسئولية رعاية الأطفال، والعمل، وسوء الاستخدام العاطفى والإعياء والكآبة، ما يجعل أسبابه نفسية أكثر منها جسدية، إلا أن مديرة الصحة الجنسية أشارت لوجود بعض العوامل الجسدية التى قد تتسبب فى العجز الجنسى لدى السيدات، منها ارتفاع ضغط الدم ومرض القلب والسرطان ومرض السكرى واضطرابات الغدة الدرقية والأمراض العصبية واضطرابات المناعة، مثل داء الذئبة، يمكن أن تسهم فى قلة الرغبة الجنسية.

وتتضمن العوامل الأخرى -كما تذكر «ساندرا»- الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم، خاصة دواء الكآبة، إضافة إلى الأدوية بدون وصفة طبية والمخدرات والإفراط فى تناول الكحول، إلا أن المنشطات الجنسية صممت لزيادة مجرى الدم إلى الأعضاء التناسلية، وتعمل بنجاح مع الرجال الذين يعانون ضعف الانتصاب لأنه سبب عضوى أكثر منه عاطفياً، وهذا لا يعنى أن المنشطات لا تستطيع تحفيز النساء، ولكنها ليست لكل النساء، وتابعت: «بينما تساعد الأدوية التى تشبه الفياجرا 20٪ من النساء اللواتى يعانين من صعوبات فى إفراز المادة الملينة، لا تزال درجة مساعدة هذا الدواء غير واضحة بالنسبة للسيدات اللواتى يعانين من ضعف جنسى».

وفى دراسة علمية أخرى منشورة بإحدى المجلات العلمية، يقول أستاذ مساعد سريرى فى طبّ المجارى البولية فى كلية طب نيويورك، الدكتور جدكا منتسكى، إن الدراسة الشكلية على 500 سيدة أظهرت أن 70٪ من النساء اللواتى استخدمن مواد ذات الحوامض الأمينية، التى يستعملها الرياضيون لتطوير العضلة، تفيد فى زيادة مجرى الدم إلى الأعضاء التناسلية النسائية، ما يثير حوافز جنسية.

وأشارت نتائج دراسة علمية أخرى، نشرت فى مجلة «نيو إنجلاند» الطبية فى سبتمبر ١٩٩٩، إلى أن النساء اللواتى أخذن ٥٠ جراماً من هرمون ذكرى تنتجه الغدة الكظرية والمبايض ويتحول إلى «تستيرون وأستروجين»، يمكن شراؤه من الصيدلية، لاحظن زيادة فى الاهتمام الجنسى، إلا أن تناول هذا العقار يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب لأنه قد يسبب الإصابة بأمراض القلب وسرطان الثدى.

 


مواضيع متعلقة