المدينة الجامعية بـ«عين شمس»: «صرف» طافح وجدران مشققة

كتب: محمد سعيد

المدينة الجامعية بـ«عين شمس»: «صرف» طافح وجدران مشققة

المدينة الجامعية بـ«عين شمس»: «صرف» طافح وجدران مشققة

سور كبير فى شارع الخليفة المأمون يقع بين وزارة الدفاع وجامعة عين شمس، تتوسطه بوابة تعلوها لافتة تعلن عن المبنى.. «المدينة الجامعية التابعة لجامعة عين شمس»، والتى تضم الطلاب المغتربين من محافظات مختلفة، والذين تركوا ديارهم لإكمال دراستهم. {left_qoute_1}

منظر المدينة من الخارج مقبول لكن بمجرد أن تدخلها تطالعك عدة مبانٍ مطلية من الخارج، مسماة بالحروف الأبجدية، تتخللها عدة أشجار مقطوعة الرأس، وبعض مبرّدات المياه التى لا تعمل، يسوء الوضع داخل المبانى نفسها حيث الحوائط والأسقف بها الكثير من الشروخ والشقوق، والحمامات بلا صيانة، فيتسرب صرفها «الطافح» على الأدوار السفلى، والبالوعة بدون غطاء، والمواسير يحيط بها الصدأ، والحنفيات تالفة، أما الغرف فقد تم ترميم بعضها ببعض الأخشاب، وحوائطها مزدحمة بالكتابات، وقطع الأثاث الموجودة بها فى حالة غير جيدة، فالمكتب بأدراج مكسورة والدولاب صغير لا يكفى الملابس، والسرير مرتبته رفيعة ومليئة بالأتربة، والطلبة مضطرون للمبيت والعيش هنا رغم كل شىء، بعد أن أغلقت المدينة أبوابها طوال الصيف بدعوى الصيانة والترميم، ثم عادوا من إجازاتهم ليجدوا كل شىء فى المدينة «على ما لا يُرام».

يقول «م.ق»، الطالب بكلية الألسن، والذى رفض ذكر اسمه: «إحنا بنستلم الغرفة بنفس الحالة اللى سِبناها عليها السنة اللى قبلها، وبتفضل مقفولة 3 شهور من غير تنضيف أو دهان أو رش، وبنضطر أننا ننضفها أو ندهنها على حسابنا، وهى بتبقى عبارة عن متر فى متر وصغيرة ما تستحملش فردين يعيشوا فيها، والحيطان عليها كتابة وشخابيط وحالتها سيئة للغاية، وساعات المراتب بتبقى صغيرة وما نعرفش ننام عليها كويس، ولو طلبت أبدلها فالمشرف يقول لى انت عندك مرتبة ولو حطيت واحدة فوقها المشرف ممكن يعاقبنى، وفيه مراتب جديدة موجودة بس مش من حقنا نستخدمها».

ويضيف الطالب أنه يدفع مثل زملائه مبلغ 160 جنيهاً أول كل عام، تتضمن صيانة الغرف فى أول العام الدراسى، غير أنه إذا تم كسر زجاج الغرفة أو كرسى أو حدث أى عطل فى أى شىء يتم إصلاحه على حسابهم الشخصى، وفى الوقت نفسه فإن الإدارة تسلم طلاب المدينة مكاتب وكراسى مكسورة وبحالة سيئة غير صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى عطل بعض المراوح الموجودة فى الغرف.

أما «خ.ع»، الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات، فيقول: «الحمامات غير آدمية، وليست نظيفة ولا توجد بها خراطيم، فهى قديمة جداً وتحتاج للتجديد، والمياه لا تصل إلى الدور الرابع أثناء النهار وننتظرها لتصل إلينا بعدما يقل الضغط عليها فى المساء بسبب عدم وجود مواتير، وفى فصل الشتاء نقوم بالاستحمام بمياه باردة نظراً لعدم تشغيل السخانات، وإذا أردنا مياهاً ساخنة نذهب لمبنى البنك، ومبردات المياه فى فصل الصيف بمعظم المبانى لا تعمل وبها أعطال ونقوم بالذهاب لمبانٍ أخرى لنشرب منها».

ويتابع: «أنا دافع 160 جنيه للصيانة، والحمامات كلها بايظة وما بنعرفش ندخلها، وفيه حمام بيرشح على الدور اللى تحتيه والدنيا غرقانة بقالها أسبوعين، وغرفة المشرف قدام الحمام ومفيش حاجة بتتصلح»، مطالباً بتجديد الحمامات والغرف والمبانى بأكملها لأنها أصبحت لا توفر الجو المناسب للطالب المغترب للمذاكرة ولا للحياة، حسب قوله.

وينتقل «أ.ن» الطالب بكلية الطب للحديث عن الطعام، فيقول: «جودة الطعام المقدم للطلبة المغتربين سيئة للغاية، فكثيراً ما يقدم لنا دون شكل أو رائحة ونضطر لأكله لكى نسد جوعنا لا أكثر، ونعانى من الطعام غير المطهى جيداً، كما أن الدجاج يقدم لنا أحياناً بدمه، واللحم مش مستوى، والأرز والمكرونة غير جيدين، وبالنسبة لوجبتى الفطار والعشاء بناخدهم مع بعض وهما عبارة عن رغيفين وقطعة جبنة مثلثات وعلبة صغيرة عسل أو مربى، وهو ما لا يكفى طفلاً صغيراً، وأحياناً علبة زبادى أو علبة جبنة بيضاء صغيرة، وأحياناً يأتى الفول مع العشاء ويكون ناشف، وفى معظم الأوقات نشترى الطعام من خارج المدينة وبالتالى زادت التكلفة علينا.

 


مواضيع متعلقة