«ليون».. الخروج من المأزق الليبى

كتب: عبدالعزيز الشرفى

«ليون».. الخروج من المأزق الليبى

«ليون».. الخروج من المأزق الليبى

وقف الدبلوماسى المخضرم معتداً بنفسه يستعد لإلقاء كلمته التى تأتى فى لحظات حرجة ينتظرها العالم.. وضع عويناته الطبية، وسرعان ما بدأ يلقى كلمته أمام الجمع الغفير فى «الصخيرات» بـ«المغرب»، ومن ورائه أطراف الأزمة مجتمعون.. «الكثير من الليبيين فقدوا حياتهم وكثير من الأمهات عانين.. وحان الوقت لاستغلال الفرصة لإنقاذ ليبيا»، هكذا أعلن الدبلوماسى الإسبانى عن بداية جديدة ربما تُنهى سنوات من الفوضى فى ليبيا.

قبل أشهر قليلة، وقف الدبلوماسى الإسبانى برناردينو ليون، المبعوث الدولى للأزمة الليبية، أمام الأمم المتحدة، رافضاً الاعتراف بأن المفاوضات السياسية بين أطراف الأزمة فى ليبيا «فاشلة»، وبينما كانت كل الوقائع تؤكد فشلها، أصر هو على موقفه بأن المفاوضات ناجحة رغم كل ما شابها من انسحابات أو رفض للمشاركة أو تأجيل للحوار أو اتفاق على مبادئ لا تنفذ من الأساس. وبسبب إعلانه أن الحل السياسى فى البلاد هو الطريق الوحيد، فقد تعرض «ليون» لانتقادات كثيرة، ونسى المنتقدون أنه يتمتع بخبرة دبلوماسية وسياسية اكتسبها من خلال مهامه السابقة، حيث كان يعمل حتى وقت قريب مبعوثاً للاتحاد الأوروبى لشئون دول جنوب البحر المتوسط، وعمل فى إطار هذا المنصب داخل مصر كجزء من بعثة الاتحاد الأوروبى لمراقبة الانتخابات الرئاسية فى مصر.

وُلد الدبلوماسى الإسبانى عام 1964، وبدأ حياته من السياسة، حيث عمل كأمين عام لمكتب رئيس الوزراء الإسبانى، وسرعان ما انتقل إلى المجال الدبلوماسى من خلال تعيينه مستشاراً خاصاً لمندوب الاتحاد الأوروبى لعملية السلام فى الشرق الأوسط عام 1998، وظل فى منصبه حتى عام 2001، حيث كان مطلعاً على المفاوضات التى جرت بين مصر وإسرائيل فى إطار اتفاقيات طابا. وفى عام 2004، عمل الدبلوماسى الإسبانى، الذى يطلق عليه البعض لقب «خبير فى الشئون العربية»، وزيراً للشئون الخارجية فى إسبانيا، وكان واحداً ممن أطلقوا مبادرة «تحالف الحضارات» التى تشجع على الحوار بين الحضارات لمحاربة الأفكار الجامدة.

من جديد، يعود «خبير شئون العرب» إلى دائرة الضوء، بعد إعلانه التوصل إلى اتفاق سياسى لإنهاء الأزمة الليبية بين أطراف الصراع، من خلال إعلان التوافق على حكومة وفاق وطنى يرأسها فايز السراج إلى جانب 5 نواب يشكلون مجلساً رئاسياً، بحيث يتم التوقيع على اتفاق سلام يبدأ توقيعه بحلول 20 من الشهر الجارى، ويتمحور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية من الطرفين تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين، وسط تأكيدات بأن هذا «اقتراح للحوار الوطنى» وأعضاء الحكومة لا بد أن يوافق عليهم المجلس الرئاسى مجتمعاً، لتبقى الأيام وحدها هى الفاصل الأول والأخير فيما إذا كان الاتفاق الجديد هو نهاية الأزمة الليبية، أم أنه مجرد حلقة فى سلسلة الصراعات الدائرة منذ 5 أعوام


مواضيع متعلقة