"نوبل للسلام" تذهب لتونس وسط انتقال ديمقراطي هش
"نوبل للسلام" تذهب لتونس وسط انتقال ديمقراطي هش
![أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20401100381444396083.jpg)
أرشيفية
رحّب "الرباعي الراعي للحوار الوطني" في تونس، بإسناده اليوم، جائزة نوبل للسلام لعام 2015 وسط آمال بأن يعطي هذا التتويج "دفعًا جديدًا" لعملية الانتقال الديمقراطي الهشة في هذا البلد الذي يواجه مصاعب اقتصادية وتصاعد عنف جماعات جهادية مسلحة.
وأعلنت لجنة نوبل النرويجية، اليوم، منح الجائزة للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (منظمة أصحاب العمل الرئيسية)، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين (نقابة المحامين).
وقادت هذه المنظمات المعروفة في تونس باسم "الرباعي الراعي للحوار الوطني" مفاوضات سياسية طويلة وشاقة بين حركة النهضة الإسلامية التي وصلت إلى الحكم نهاية 2011، ومعارضيها وساعدتهم على "التوافق" لتجاوز أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال محمد البراهمي وهو نائب في البرلمان معارض للإسلاميين.
وقال حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل لـ"فرانس برس"، "في تونس ما زلنا نحتاج إلى حوار وطني اقتصادي لإخراج البلاد من عنق الزجاجة، وإلى حوار وطني من أجل مقاومة الإرهاب واجتثاثه من جذوره".
من ناحيته، قال فاضل محفوظ رئيس الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين لـ"فرانس برس"، "هناك صعوبات ومعوقات ومخاطر، ونعتقد أن مثل هذه الجائزة تحصن نوعًا ما التجربة التونسية"، فيما صرح عبدالستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بأنّ "الحوار، هو السلاح الوحيد ضد الإرهاب".
ومنذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف جماعات جهادية مسلحة خططت وفق السلطات لتحويل تونس إلى "أول إمارة إسلامية في شمال إفريقيا" وقتلت عشرات من عناصر الأمن والجيش.
وفي 2013، اغتال مسلحون قالت السلطات إنهم "تكفيريون" المحامي شكري بلعيد، ومحمد البراهمي النائب المعارض في البرلمان، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية حادة تأججت بعد ذبح جنود في جبل الشعانبي (وسط الغرب) على الحدود مع الجزائر.
وفي 18 مارس و26 يونيو الماضيين، قُتِل 59 سائحًا أجنبيًا في هجومين دمويين على متحف باردو وسط العاصمة وفندق "إمبريال مرحبًا" في ولاية سوسة (وسط شرق).
وتبنى تنظيم "داعش" الهجومين اللذين كانا الأسوأ في تاريخ تونس الحديث.
وإثر الهجومين فرض الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حالة الطوارئ بسبب "المخاطر المحدقة بالبلاد والوضع الإقليمي وامتداد الإرهاب إلى العديد من البلدان العربية الشقيقة" على حد قوله.
ورفعت حالة الطوارئ في الثاني من أكتوبر الحالي، إثر "تحسن الوضع الأمني" وفق السلطات.
وأمس، تعرض رضا شرف الدين النائب في البرلمان عن حزب "نداء تونس" الحاكم إلى محاولة اغتيال بالرصاص، قال إنّه نجا منها بأعجوبة. ولم تتعرف السلطات حتى الآن على منفذي محاولة الاغتيال.
وبداية الأسبوع، أعلن المقدم التلفزيوني الشهير معز بن غربية وهو أحد مؤسسي تلفزيون "التاسعة" الخاص، أنّه هرب إلى سويسرا خشية على حياته بعد تعرضه لـ"محاولة اغتيال" لأنه "يملك كل المعلومات" حول "من قتل" شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وأيضًا حول هجومي باردو وسوسة.
وأفاد بن غربية في شريط فيديو نشره على الإنترنت، أن تونس وقعت "تحت يد مافيا السياسة والمال" وأن "أشخاصًا معينين في أحزاب (سياسية) معينة هم الذين ساهموا في كل هذه الاغتيالات".
وبعد هجومي باردو وسوسة راجعت تونس توقعات النمو الاقتصادي لسنة 2015 إلى 1 %.
وتوقعت وزارة السياحة أن تتراجع إيرادات القطاع بمليار دينار (نحو 500 مليون يورو) في عام 2015 بسبب التأثيرات السلبية للهجومين.
واليوم أعلن الرئيس الباجي قائد السبسي، "نحن نواجه أوضاعًا صعبة في تونس. دخلنا في حرب ضد الإرهاب لا يمكن أن نكسبها إلا إذا كنا (متحدين) مع بعضنا".