بطل في شارع محمد علي: أنا كنت زمان «كومبارس»
بطل في شارع محمد علي: أنا كنت زمان «كومبارس»
فاروق
يقف وسط شارع «محمد على» أمام عربة حلوى، يعلق صوره فى مراحل عمره المختلفة على العربة، يحب الوقوف أمام الكاميرات كثيراً، لدرجة أنه عمل كومبارس فى عدد من الأفلام، الصغار يحبون سماع حكاياته فى الشوارع ومع الفنانين أثناء عمله كومبارس عندما كان شاباً، والكبار يتحدثون معه عن ذكريات الشارع وعن الأيام التى مضت.
«فاروق عتابى» صاحب العمة الكبيرة، بطل فى الحياة، وكومبارس فى السينما، كان يضع «الطبلية» الكبيرة على رأسه، وعليها كميات من الحلوى واللب والسودانى، يحملها ويدور فى الشوارع لا يمل ولا يتعب، يجوب شوارع «عماد الدين»، «فؤاد»، يروج مسلياته على المقاهى التى تذخر بها شوارع وسط البلد. هوايته التى هونت عليه أيامه هى الوقوف أمام الكاميرا ولو للحظات، كان يتقدم للعمل ككومبارس، ظهر فى أفلام مثل «معبودة الجماهير»، «شياطين الليل»، «الرجل المجهول»، «منتهى الفرح»، «أدهم الشرقاوى»، وغيرها: «كنت بطلع كومبارس أقعد على القهوة نعمل نفسنا بنتكلم، نطلع فى الكادر، وآخد 90 قرش، شفت المليجى وكنت بحبه جداً، أما عبدالحليم فكانوا بيأجلوا له التصوير كتير لكن كانت أخلاقه عالية». يعيش «عم فاروق» وحده منذ وفاة زوجته، أهل منطقته يهونون عليه وحدته: «عندى عيال محترمين ومربيهم، لكن هما بعيد عنى وأنا قاعد لوحدى، ماحدش منهم بيسأل عليَّا، وأهل منطقتى لو مت أو حصل لى حاجة هيشيلونى، الناس كلها بيحبونى ولو احتجت حاجة مش هيتأخروا عليَّا».
يحب «فاروق» الاستماع إلى الأغانى القديمة من الراديو القديم الذى أمامه، يحب فريد الأطرش وأم كلثوم ومحرم فؤاد كثيراً، زبائنه يحبون الوقوف إلى جانبه للاستمتاع بحكاياته، لا يؤرقه شىء سوى شارع «محمد على» الذى تغيرت أحواله: «الشارع اتغير، كان فيه باشوات وبهوات، معظم الناس اتغيرت، لكن بيحبونى لأن أنا رأس مالى الاحترام والأدب والذوق والمفهومية والأمانة».