رغم هجومها على "داعش".. الدعوة السلفية ترفض ضرب روسيا لدمشق

كتب: دينا عبدالخالق

رغم هجومها على "داعش".. الدعوة السلفية ترفض ضرب روسيا لدمشق

رغم هجومها على "داعش".. الدعوة السلفية ترفض ضرب روسيا لدمشق

على الرغم من استنكارها على مدار أكثر من عام ونصف، العمليات غير الإنسانية والإجرامية التي ينفذها تنظيم "داعش" الإرهابي ضد الأبرياء، رفضت الدعوة السلفية توجيه التحالف الدولي ضربات جوية لـ"داعش" في سوريا والعراق، وقصف روسيا معاقل الإرهاب في دمشق، التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي، حيث اعتبرتها تدخلا للدول الأجنبية من شأنه إظهارها بمظهر المدافع عن الإسلام؛ ومن ثم اكتساب المزيد من الأنصار لها.

وقالت الدعوة، في بيان أصدرته أمس، "هذه الدول تأتي وكل له أجندته الخاصة التي لا تتفق في الغالب مع مصلحة الشعوب التي يزعمون نصرتها، والعراق خير شاهد على هذا، كما أنه اتضح أن كثيرا من هذه الدول ليس لديها رغبة حقيقية في القضاء على ‏(داعش) بقدر رغبتها في بقائها مصدرا للاضطرابات في المنطقة، ونموذجا يُنفَّر به الناسُ عن الإسلام".

وأضافت: "اليوم وبعد قرار التدخل الروسي نرى أن هذه الأسباب تتحقق أيضا وزيادة، لا سيما بعدما اتضح أن معظم طلعات الطيران الروسي كانت ضد فصائل أخرى ليس لها أي نشاط عسكري إلا مقاومة بشار الأسد ونظامه؛ ما يصنفها وفق الشريعة الإسلامية والأعراف والقوانين الدولية، في حالة دفاع مشروع عن النفس"، متابعة "وهو ما أظهر وجود اختلاف وتضارب بين آراء الدعوة السلفية، باختلاف توجهاتها في الشأن السوري".

علق الدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن موقف الدعوة السلفية لا يعدّ متضاربا وإنما رأيها منطقي، حد قوله؛ نظرا لكون "داعش" تنظيما متطرفا يسيء للإسلام بتصرفاته وأفعاله، ما ترفضه جميع الأطراف في المنطقة العربية والعالم أجمع.

وقال حبيب، في تصريح لـ"الوطن"، "الدعوة تعتبر روسيا جاءت للوطن العربي لتنفيذ مصالحها الخاصة، وتعزيز نفوذها ووجودها في مياه البحر المتوسط، ما يمكن أن يساهم في المخطط الغربي لتقسيم المقسم في المنطقة العربية، وسيدفع ثمنه سكانها، فضلا عن كونها تتخذ من القضاء على التنظيم الإرهابي غطاء لهجماتها؛ ما يسمح لها بالوجود داخل المنطقة العربية، كما حدث في أفغانستان".

فيما اعتبر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن موقف الدعوة السلفية متوقع لكونها تؤيد فكر الدولة السعودية والتيار الوهابي الرافضين لتدخل سوريا.

وأضاف نافعة، لـ"الوطن"، "بينما رفضها لداعش هو سياسي الوجهة لكونه تيارا متطرفا، ويتخذ من الفكر والإيدلوجية السلفية في أسوء صور تطرفها اتجاها له".

من جانبه، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الصراع الروسي والغربي على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط هدفه اتخاذ غطاء لمصالح كل طرف، مضيفا "كلهم يسعون لتمزيق المنطقة العربية ككل"، لافتا إلى ضرورة توافق كل الدول لإتمام تحالف دولي ضد الإرهاب.

ووصف سلامة توقيت رفض الدعوة السلفية لضربات الروسية بـ"الغريب"، مؤكدا أن أعضاءها غير ممارسين للسياسة، ما يؤدي إلى خسارتهم العديد من المكاسب في الوقت الحالي بهذه التصريحات.


مواضيع متعلقة