مأساة فى الغربية: مصرع شابين وإصابة 3 سقطوا فى «الصرف الصحى»

11:48 م | الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

شهدت قرية «محلة حسن» التابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، مساء أمس الأول مأساة جديدة، بوفاة اثنين من أبنائها وإصابة 3 آخرين، إثر سقوطهم داخل بيارات الصرف الصحى، فى أثناء محاولتهم تسليكها بعد امتلائها بمياه الصرف الصحى.

فوجئ أهالى القرية بتجمع كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى داخل بيارات وبلاعات، تتسع مساحتها لأكثر من 20 متراً مربعاً، وبمستوى عمق يتراوح ما بين 6 و12 متراً، أسفل مستوى سطح الأرض بشوارع القرية، ما أدى إلى طفح المجارى وغرق العشرات من شوارع القرية، وسط تجاهل مسئولى الوحدة المحلية وشركة مياه الشرب لشكاوى الأهالى. {left_qoute_1}

ولم يستطع الأهالى تحمل طفح المجارى وانبعاث الروائح الكريهة التى تصيب كبار السن والأطفال بحالات اختناق، فضلاً عن الأمراض المزمنة التى تهددهم.

تلقى اللواء نبيل عبدالفتاح، مدير أمن الغربية، إخطاراً من العميد طارق داود مأمور مركز المحلة، بورود بلاغ من أهالى قرية «محلة حسن»، بمصرع شابين وإصابة 3 آخرين، بسبب سقوطهم داخل البيارات، أثناء تسليكها بعد امتلائها بمياه الصرف الصحى، حيث تبين إصابتهم بحالات اختناق. {left_qoute_2}

تم نقل الجثمانين والمصابين فى حالة خطرة، إلى مستشفى المحلة العام. وانتقل اللواء المشير عثمان، حكمدار الأمن بالمحلة وسمنود، والعقيد محمد عمارة، رئيس فرع البحث الجنائى بالمحلة وسمنود، والمقدم أحمد كوهيه، مفتش مباحث المركز، وبرفقتهم قوات الأمن إلى مكان الواقعة للوقوف على آخر تطورات وتداعيات الموقف.

وتبين من تحريات الرائد محمد العيسوى، رئيس مباحث مركز المحلة، أن المتوفيين هما إبراهيم أحمد سعد السيد الشوربجى، 20 عاماً، نجار مسلح، ومحمد صابر جاد سيد أحمد، 36 عاماً، عامل، والمصابين هم: البدراوى مصباح المعداوى، 19عاماً، عامل، ومحمد رمضان هلال، 27 عاماً، عامل، وأحمد سعد السيد الشوربجى، 45 عاماً، عامل.

وأكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة الإصابة بإسفكسيا الغرق، ولا توجد شبهة جنائية، وتحرر عن ذلك المحضر 9243 إدارى مركز المحلة 2015م، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق فى الواقعة. ومن جانبه أمر المستشار أحمد نجيب، رئيس نيابة مركز المحلة بدفن الجثمانين بعد انتهاء الطب الشرعى من تشريحهما.

وشيع الآلاف من أهالى القرية، المتوفيين، فى الساعات الأولى من صباح أمس، بعد أداء صلاة الجنازة عليهما بالمسجد الكبير فى القرية، وسط مأساة الشوارع الغارقة فى الصرف، ما حول الجنازة والعزاء إلى معاناة، زادت من الألم على فقد الضحايا. وانتقلت «الوطن» إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى المحلة العام، والتقت أحد المصابين، ويدعى أحمد سعد الشوربجى، عامل، وهو والد أحد المتوفيين، ويعانى من نزيف داخلى بسبب تعرضه لكدمات وسحجات، إثر سقوطه فى البيارة وصعوبة تنفسه بسبب الغازات المنبعثة منها. «عليه العوض وحسبى الله ونعم الوكيل، ابنى الكبير إبراهيم ضاع منى وغرق جوا البيارة، صبرنى يا رب زهرة عمرى يا ولاد ضاعت منى، آه يا بلد ما فيش فيكى حد بيتحاسب»، هكذا قال الأب المصاب لـ«الوطن».

وناشد الرجل، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بمحاسبة المسئولين الذين يهملون فى عملهم ولا يستجيبون لمطالب المواطنين. وأضاف أن «المسئولين لا يراعون الله ولا يخافون على الناس، فراق عيالنا صعب علينا وسهل عليهم». ومن جانبه قال الحاج محمد صيام، أحد أهالى القرية لـ«الوطن» إنهم جمعوا مئات التوقيعات وتقدموا بعشرات الشكاوى إلى المهندس سعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية، واللواء ناصر أنور طه، رئيس مجلس ومدينة المحلة، نؤكد فيها تضررنا من طفح مياه الصرف الصحى، وإغراقها الشوارع والمنازل، وارتفاع منسوب المياه الجوفية طوال الأشهر الماضية.

وأوضح «صيام» أن أهالى القرية وجهوا رسالة إلى محافظ الغربية، قالوا فيها «يا محافظ الغربية نسألك الرحيل لعدم قدرتك على حمايتنا، أو حساب المقصرين من مسئولى شركة الهيئة القومية لمياه الشرب لعدم تطويرهم شبكات الصحى بالقرية، فلا بد من إحالتهم إلى الجهات الرقابية والنيابة العامة لإهمالهم فى رعايتنا وحل مشكلاتنا».

وأضاف محمد حسن، أحد أهالى القرية، أن الضحايا والمصابين من الغلابة ومحدودى الدخل، الذين لقوا مصرعهم داخل البيارات وأصيبوا، هم من يساعدون أهلهم على تحمل مصاريف المعيشة والحياة، لذلك نطالب محافظ الغربية بصرف تعويضات وتوفير معاشات لأسرهم رحمة بهم من ظلم ومعاناة وصعوبة الحياة المقبلة لهم.