خبراء تربية: أفلام السينما الهابطة جعلت من الطالب "عبده موتة"

كتب: مها طايع

خبراء تربية: أفلام السينما الهابطة جعلت من الطالب "عبده موتة"

خبراء تربية: أفلام السينما الهابطة جعلت من الطالب "عبده موتة"

مرّ أسبوع على بدء الموسم الدراسي، واستمر الشغب الطلابي داخل أسوار المدارس وتجاوز حد المشاجرات العادية، حيث شهدت مدرسة سنباط الثانوية التابعة لإدارة زفتى بمحافظة الغربية، ظهر اليوم، نشوب مشاجرة بين طالبين داخل ساحة فناء المدرسة، حال انتهاء الفسحة المدرسية، وصلت إلى حد التشابك بالأيدي والتراشق بالألفاظ النابية بسبب خلافات على الكتب الدراسية ومع زملائهم الآخرين، ما تسبب في سقوط أحدهما على رأسه فاصطدم بأحد أرصفة مباني المدرسة، ما أدى إلى وفاته.

قال الدكتور حسني السيد، أستاذ التربية بالمركز القومي للبحوث، إن المدارس تعاني أزمة مفتعلة نتيجة غياب الرقابة التعليمية، وفقدان هيبة المدرسة أمام الطالب، وتكون فكرة لديه بأن المدرسة مرتعا للشغب وممارسة الصراعات الحرة داخل أحواش المدرسة، موضحا أنه لا بد من الاهتمام بالسلوك الإيجابي لدى الطالب من خلال البيئة التي نشأ بها، علاوة على التحكم في المحتوى الإعلامي الذي يقدم له عبر شاشات التليفزيون، بعيدا عن العنف والبطالة التي تصدرها لهم أفلام السينما الهابطة.

وأضاف السيد، في تصريحات لـ"الوطن"، أنه يجب على إدارة المدرسة تخصيص أوقات لتنمية السلوك الأخلاقي الحسن لديهم، ووضع خطط لإقامة رحلات للطلاب حتى يشعروا بالحب لدى بعضهم البعض، والاطلاع على الثقافات الأخرى وتعلم الاحترام المتبادل بينهما، لافتا إلى ضرورة تفعيل لائحة مجلس أمناء المعلمين والطلاب، وإجراءات الثواب والعقاب.

وفي ذات السياق، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن السلوك الانحرافي للطالب نابع من انهيار منظومة التعليم وفقدان قدسيتها لدى الطلاب، حيث أصبحت المدرسة ساحة لممارسة البلطجة والتقليد الأعمى للأفلام التي تصدرها السينما الهابطة، وجعلت من بعض الطلاب "عبده موتة" على أرض الواقع، وأشار إلى ضرورة إعادة تأهيل الطالب لتقبل الالتزام بالقواعد المدرسية.

وتابع مغيث قائلا، لـ"الوطن"، إن غياب الأنشطة المدرسية وعدم ممارسة الرياضة جعلت من الطالب وحشا يريد تفريغ طاقته السلبية في زملائه، وأضاف الخبير التربوي أن من الضروري تخصيص وقت من اليوم الدراسي لعقد جلسات نفسية للطلاب، لمناقشة المشكلات التي تواجههم، ومحاولة إيجاد حلول للخروج من مأزق الشغب الطلابي، موضحا أن الطالب لا يزال ينظر إلى المدرسة باعتبارها ساحة ترفيهية، في حين أنه يُقدس الدروس الخصوصية ويعتبرها مدرسته الأولى وهو المتحكم بها من خلال الأموال التي ينفقها عليها.


مواضيع متعلقة